أدانت موريتانيا على لسان رئيسها محمد ولد الشيخ الغزواني الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي أمام الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بكل قوة “حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في خرق سافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مطالبة “بوقف فوري لهذه الحرب ومعلنة تمسكها بحق الشعب الفلسطيني في الكرامة والسيادة في إطار دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية طبقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة”.
وأكد ولد الغزواني في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة “استنكار موريتانيا وإدانتها لما يجري حاليا من اعتداءات إسرائيلية على لبنان، ومطالبتها بوقفها الفوري”.
وأكد أن “سياسة موريتانيا الخارجية تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية الدول، والعمل على تعزيز التعاون والصداقة، وصيانة السلم والأمن الدوليين”، داعياً “لإيجاد حل يصون وحدة وسيادة دولة ليبيا الشقيقة”، ومؤكداً “إصراره على تعزيز الجهود الإفريقية ودعم الجهود الدولية في هذا الصدد”.
وأعلن الغزواني عن “دعم موريتانيا لأمن واستقرار السودان الشقيق وسيادة وسلامة أراضيه”، داعياً إلى “تغليب لغة الحوار والعقل لحل المشاكل المطروحة، بما يفضي لوقف فوري للحرب وينهي المعاناة الإنسانية للشعب السوداني الشقيق ويضمن احترام القانون الدولي الإنساني”.
وأكد “حرص موريتانيا على السعي الجاد للوصول إلى حل سياسي يصون وحدة الجمهورية العربية السورية الشقيقة واستقلالها وكرامة شعبها وحقه في العيش في أمن وسلام، كما شدد على دعم موريتانيا للشرعية في اليمن الشقيق ودعوتها إلى انتهاج سبل الحل السلمي وفقاً للمبادرات aالعربية والقرارات الدولية ذات الصلة”.
وبخصوص الصحراء الغربية، أكد ولد الغزواني على “موقف موريتانيا الثابت من النزاع في الصحراء، ودعمها لجهود الأمم المتحدة، ولكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة الرامية إلى إيجاد حل مستدام ومقبول لدى الجميع”.
وأعرب عن “قلقه البالغ من استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، ومطالبته بحل ينهي الحرب ويراعي انشغالات الطرفين وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ويجنب المنطقة والعالم مزيداً من المآسي والدمار”.
وأوضح الغزواني “أن ما شهده ويشهده العالم اليوم من صدمات عنيفة وأزمات غير مسبوقة على مختلف الأصعدة، يضعف كثيراً من قدرة بلدان العالم، موحدة ومجتمعة، على الوفاء بالتزاماتها في إطار أجندة 2030”.
“فالظرف الدولي القائم، يضيف ولد الغزواني، بالغ الأثر السلبي، على جهود تحقيق التنمية المستدامة، خاصة في القارة الإفريقية التي تعاني أصلاً من اختلالات وعوائق، بنيوية وظرفية، تعيق جهودها الإنمائية وتبطئ وتيرة تقدمها على طريق تحقيق أجندتي 2030 و2063 المتناغمتين”.
وقال “إن شعار قمتنا هذه، الداعي إلى “العمل معاً من أجل النهوض بالسلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للأجيال الحالية والمقبلة” على نحو لا يستثني أحداً، ليختزل بقوة ووضوح أهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، مترجماً في الوقت ذاته عمق إدراكنا جميعاً، لضرورة تعزيز تعاوننا، وتنسيق جهودنا، لرفع التحديات القائمة”.
وبصفته رئيساً دورياً للاتحاد الإفريقي، خصص الرئيس الغزواني جانباً كبيراً من خطابه للأوضاع في إفريقيا، فأوضح “أن القارة الإفريقية لا تزال تعاني الفقر والهشاشة والبطالة وضعف المنظومات الصحية والتعليمية من حيث الجودة والشمول، فضلاً عن تفشي الإرهاب والنزاعات المسلحة وتعاظم الآثار الهدامة للتغيرات المناخية”.
“وإن قتامة هذا المشهد الأفريقي، يقول الرئيس الغزواني، لتؤكد بقوة، الحاجة الملحة إلى تخفيف عبء مديونية الدول الإفريقية الهائل، وتصحيح الاختلالات الجلية في منظومة المساعدة الإنمائية، وفي الحكامة الدولية، السياسية والمالية، وإلى تعزيز التعاون المتعدد الأطراف عموماً، فكل ذلك مما يساعد القارة على الإقلاع الاقتصادي بنحو يضاعف فعالية ما تبذله من جهود في سبيل الوفاء بما التزمته دولها مع المجتمع الدولي من تحقيق أهداف التنمية المستديمة في أفق 2030