الفلاحة بجهة الداخلة-وادي الذهب.. عزيمة وجهود للتأهيل تتحدى قساوة الصحراء

جمعة, 02/03/2018 - 09:45

بعد أن ظلت لفترة طويلة أرضا صحراوية قاحلة حيث الفلاحة تقتصر على بعض الأنشطة الرعوية، أصبح بإمكان جهة الداخلة وادي الذهب الافتخار اليوم بإنتاجها الفلاحي ذي القيمة المضافة العالية، وزراعاتها من البواكر، التي تعد بمثابة تجربة رائدة على امتداد الأقاليم الجنوبية.

فالمساحات المسقية بوادي الذهب، المخصصة أساسا لإنتاج البواكر داخل البيوت المغطاة، تشكل نموذجا ملموسا لنجاح جهود التأهيل الفلاحي التي تتحدى قساوة الظروف المناخية للصحراء.

وبفضل المناخ المعتدل الذي يسود، على طول السنة، الشريط الساحل لخليج وادي الذهب، والتشجيعات التي تمنحها الدولة، فضلا عن تفاني مستغلي هذه الأراضي، أضحت هذه المساحات، التي لم يكن من الممكن تخيل وجودها في هذه المنطقة القاحلة، وفي غضون سنوات قليلة، حقيقة بفضل تأهيل مساحة تقدر بـ500 هكتار من الأراضي القاحلة، وتجهيزها بتقنيات حديثة.

“قبل سنوات، لم يكن أي نشاط فلاحي موجودا بمنطقة الداخلة وادي الذهب”، يوضح المدير الجهوي للفلاحة، حسن أقديم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، مبرزا أن هذا القطاع عرف مؤخرا ازدهارا كبيرا بفضل توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى إدراج المنطقة ضمن مخطط المغرب الأخضر.

فالقطاع يقوم على نشاطين رئيسيين، يهم الأول الفلاحة المحلية التي تعود إلى قرون، من قبيل تربية المواشي خاصة الإبل، أما النشاط الثاني فيرتبط بالزراعة داخل البيوت المغطاة، خاصة إنتاج البواكر.

وأضاف المسؤول أن الإنتاج السنوي من البواكر بالجهة يرتفع إلى 66 ألف طن خاصة من الطماطم الكرزية والمستديرة (44 ألف طن)، والبطيخ (20 ألف طن) وكذا الزراعات العضوية والمحاصيل العلفية (ألفا طن).

وتتميز الفلاحة بالداخلة، أيضا، بتربية الإبل على الخصوص، بقطيع يفوق 25 ألف رأس ليتصدر التصنيف على المستوى الوطني. ويتم بشكل دوري تنظيم دورات تحسيسية وتكوينية لفائدة المربين حول طرق وسبل حماية صحة القطيع وتطوير إنتاجيته.

من جهته، أكد رئيس غرفة الفلاحة بجهة الداخلة وادي الذهب، أحمد بابا أعمار، أن القطاع الفلاحي عانى، ولسنوات عديدة بسبب الجفاف، خاصة قطيع الماشية وخاصة الإبل، موضحا أن هذه الوضعية دفعت بالحكومة إلى إعادة تنظيم القطاع، من أجل تطويره وتوفير المواكبة والمساعدة التقنية الضرورية للمربين بغية تثمين هذا الإرث الهام، مضيفا أن عدد القطيع في تطور مستمر.

وتطرق المسؤول الفلاحي أيضا إلى التعاونيات المنخرطة في حماية وتثمين المنتجات المجالية وتطوير الفلاحة الاجتماعية التضامنية.

وقال إن فلاحي الجهة يساهمون في هذا القطاع، المكون الأساسي للاقتصادي الجهوي، موضحا أن القطاع الفلاحي أضحى يحتل، بفضل الاستثمارات المنجزة، المرتبة الثانية بجهة الداخلة بعد الصيد البحري، في مجال التشغيل ويساهم في إحداث مليونين و300 ألف يوم عمل.

فمنذ إدراجها ضمن مخطط المغرب الأخضر، حددت جهة الداخلة العديد من الأهداف القائمة أساسا على الرفع من مستويات إنتاج مختلف المنتجات، وتحسين جودة وظروف تسويق الإنتاج، وتثمين مياه الري، وإحداث الشغل، فضلا  عن تحسين مداخيل الساكنة القروية.

وتوفر الجهة ظروفا مناسبة لممارسة زراعة عصرية ذات قيمة مضافة عالية، خاصة بفضل ظروفها المناخية الملائمة ومواردها المائية الهام

 

زينب جناتي

جديد الأخبار