هل يسهم وزير خارجية موريتانيا الجديد في إذابة الجمود وتعزيز العلاقات مع المغرب

خميس, 14/06/2018 - 10:34

شكل قرار الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بتعيين إسماعيل ولد الشيخ أحمد وزيرا للخارجية والتعاون خلفا لإسلكو ولد أحمد أزدبيه، الحدث الأبرز ضمن التعديل الحكومي الجزئي الذي شهدته موريتانيا قبل يومين نظرا لعدة أسباب وعوامل.

منها المسار السياسي لوزير الخارجية الجديد وصفته التكنوقراطية وشخصيته ذات البعد الدولي التي اكتسبها داخل الأمم المتحدة عبر مجموعة من المهام كان آخرها مهمة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن قبل إعلانه عدم الاستمرار فيها وطلبه الإعفاء منها شهر فبراير الماضي.

وقد تعددت أراء المراقبين والمحللين بشأن تعيين ولد الشيخ على رأس الدبلوماسية الموريتانية بين من اعتبره مجرد إجراء من النظام الموريتاني لتلميع صورته مستغلا البروفايل والصيت الدبلوماسيان اللذان يتحلى بهما الرجل لدى الأوساط الشعبية والسياسية، ثم وجهه السياسي الجديد بالساحة السياسية سيما وأنه لم يسبق أن تقلد أي مسؤولية بالحزب الحاكم أو  الأحزاب الموريتانية الأخرى.

إلى جانب من إعتبر تعيين ولد الشيخ في الخارجية الموريتانية، خطوة استباقية لإنجاح قمة الاتحاد الإفريقي المزمع عقدها أواخر يونيو الجاري والاستفادة أكثر من تجربته السياسية والدولية علما أن الموريتانيين ينظرون لهذه القمة بأنها الأهم في تاريخ بلادهم الحديث.

وفي الأثناء فقد تساءل الكثيرون عن السياسة التي سينهجها وزير خارجية موريتانيا الجديد إتجاه دول الجوار سيما المملكة المغربية وهل سيسعى إلى إذابة الجمود الذي طبع علاقة البلدين منذ 5 سنوات الماضية في ظل التقارب الموريتاني الجزائري المترجم بالمعبر الحدودي شوم- تندوف، وكذا الاستقبالات المتكررة من طرف الرئيس الموريتاني لأعضاء جبهة البوليساريو واللقاءات التي تجمعهم كل مرة بشخصيات سياسية وحزبية موريتانية.

ومع هذا فإن إحتمال تطوير مستقبل العلاقات بين المغرب وموريتانيا بعد تعيين إسماعيل ولد الشيخ وزيرا للخارجية ومدى تأثير ذلك على قضية الصحراء المغربية، يبقى مرتبطا بأجندة الوزير الجديد وقدرته في التأثير على توجهات وقرارات الرئاسة ببلاده والإستعانة بخصوصية العلاقات الموريتانية المغربية وما يميزها من روابط تاريخية ونفسية وعاطفية.

مع العلم أن العلاقة بين المغرب وموريتانيا ظلت طيلة السنوات الماضية محكومة إلى حد ما بتوجهات وميولات الرؤساء الموريتانيين الثمانية المتعاقبين على دفة الحكم منذ الإستقلال، وكذا أجندة كل واحد منهم ووجهة نظره إتجاه المملكة رغم ما تصل إليه أحيانا من ذاتية وشخصنة.

الوحدوي 

جديد الأخبار