صحفي تونسي يضرم النار في جسده على طريقة البوعزيزي/ فيديو

أربعاء, 26/12/2018 - 10:40

أقدم مراسل قناة تلفزيونية في مدينة القصرين التونسية، امس الاثنين على إضرام النار في جسده، احتجاجا على أوضاعه الاجتماعية، بحسب ما ذكر شهود.

وقال مصدر قريب من الضحية بجهة القصرين لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن الشاب عبد الرزاق رزقي وهو يعمل مصورا ومراسلا لقناة “تلفزة تي في” الخاصة، سكب البنزين على جسده بساحة الشهداء وسط المدينة ومن ثم أضرم النار في جسده.

وأوضح المصدر أن رزقي نقل إلى المستشفى الجهوي في القصرين، إحدى أكثر الجهات فقرا في البلاد ومن ثم اعلن عن وفاته .

كما أفاد نفس المصدر أن حالة من الاحتقان والغضب تحيط بالمستشفى بسبب حالة رزقي.

ومنذ حادثة حرق محمد البوعزيزي، مفجر الثورة التونسية في 2010، لجسده حتى الموت، ما فتئ شباب يائسون يستلهمون من بعده هذه الطريقة في التعبير عن احتجاجهم ضد أوضاعهم الاجتماعية.

وقالت القناة الخاصة التي يعمل فيها رزقي إنه “انتقد وضعيته الاجتماعية القاهرة في فيديو قبيل إقدامه على إضرام النار في جسده”.

وقال المصدر القريب من الشاب لـ(د.ب.أ) إن رزقي يعاني من مشاكل عائلية، وأنه من السابق لأوانه التأكد من الأسباب الحقيقية من وراء إقدامه على إضرام النار في جسده.

وتحيي تونس منذ يوم 17 من الشهر الجاري ذكرى اندلاع الثورة، التي أطلقها بائع الخضار المتجول البوعزيزي في مدينة سيدي بوزيد احتجاجا على مصادرة الشرطة لسلعه، لتنتهي لاحقا بإسقاط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 11 شباط/فبراير .2011.

وقال شهود عيان لوكالة رويترز إن اشتباكات قد اندلعت امس الاثنين بين محتجين تونسيين وقوات الأمن في مدينة القصرين بغرب البلاد بعد انتحار هذا المصور التلفزيوني الذي توفي بعدما أشعل النار في نفسه احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية المتردية.

وتعيد الواقعة إلى الأذهان ما حدث قبل ثمانية أعوام عندما أحرق محمد البوعزيزي نفسه في محافظة سيدي بوزيد ليفجر ثورة في تونس ألهمت العديد من الشعوب في العالم العربي.

وقال شاهد عيان لرويترز عبر الهاتف إن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق الشبان الغاضبين الذين أغلقوا الطرقات وأشعلوا الإطارات بحي النور وسط محافظة القصرين احتجاجا على وفاة المصور التلفزيوني.

وقال الرزقي في مقطع فيديو نشره قبل أن يشعل النار في نفسه: “أولاد القصرين البطالة ( العاطلين على العمل ) الذين لا يملكون مورد رزق وليس لديهم ما يأكلون عندما يتأهبون للاحتجاج تحدث عمليات إرهابية يعني اسكت أغلق فمك… نداء للقصارنية سأقوم بثورة لوحدي لأنني سأشعل ثورة لوحدي.. سأشعل نفسي “.

ونعت نقابة الصحفيين التونسيين وفاة الرزقي وحملت في بيان صادر عنها “المسؤولية للدولة التي ساهمت في جعل القطاع الصحفي مرتعا للمال الفاسد والمشبوه الخادم لمصالح ضيقة بعينها ودون مراقبة لمدى التزام المؤسسات الإعلامية بالقوانين”.

وحظي الانتقال الديمقراطي في تونس بإشادة واسعة لكن كثيرا من التونسيين يشعرون بالاستياء بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتفاقم البطالة بعد ثماني سنوات من انتفاضة 2011 التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

وكالات 

جديد الأخبار