فشل الجولة الثانية من محادثات الصحراء الغربية وحديث عن جولة ثالثة

جمعة, 22/03/2019 - 22:09

بسبب اختلاف كبير في وجهات النظر بين ممثلين لأطراف قضية الصحراء الغربية والأمم المتحدة، سارت المباحثات بشكل صعب، على مدار يومين بالقرب من جنيف، لتتفق الأطراف في النهاية على عقد جولة ثالثة برعاية الرئيس الألماني السابق.

    

أرشيف

في ختام مشاورات استمرت يومين بين ممثلي المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو قال الوسيط الأممي هورست كولر اليوم الجمعة (22 مارس/ آذار 2019) إن الجولة الثانية من المحادثات حول الوضع، الذي لم تتم تسويته بشأن الصحراء الغربية، لم تتمكن من تجاوز الخلافات القائمة منذ فترة طويلة بين المغرب وجبهة البوليساريو.

وتسيطر المغرب على الصحراء الغربية بشكل كبير، لكن جبهة البوليساريو تطالب بتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية.

"مواقف مختلفة في العمق"

وكرر الوزير المغربي في هذه الجولة أن بلاده على استعداد لبحث "حكم ذاتي" لكنها، تحت أي ظرف، "لن تقبل استفتاء يكون أحد خياراته الاستقلال". وفي المقابل، شدد ممثل البوليساريو على ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من التعبير بحرية وتقرير مستقبل هذه المنطقة. وقال "من غير استفتاء حر تنظمه وتضمنه الأمم المتحدة، لا نرى كيف يمكن أن يحدث هذا التعبير" عن إرادة سكان الصحراء الغربية.

وبعد ست سنوات من غياب الحوار بين أطراف النزاع، نظمت جولة أولى، مغلقة، بإشراف هورست كولر الرئيس الألماني الأسبق، في كانون الأول/ ديسمبر 2018 في مقر الأمم المتحد بجنيف. لكنها لم تأتِ بأي نتائج، حيث ضغط كبير مفاوضي جبهة البوليساريو كاثري الدوح من أجل إجراء الاستفتاء، في حين استبعد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إجراء تصويت واقترح بدلاً من ذلك التوصل لحل عبر المفاوضات. كما ترفض المغرب أيضا أن يقوم الصحراويون الذين نشأوا في المنفى بالجزائر، بالإدلاء بأصواتهم.

ونظمت الجولة الثانية الخميس والجمعة في مكان لم يكشف قرب جنيف بحضور وزراء خارجية الجزائر والمغرب وموريتانيا. وقال كولر "هذه المرة كانت نيتي تتمثل في تعزيز التحرك الإيجابي الناجم عن الاجتماع الأول والبدء في التطرق لقضايا جوهرية أكثر". وأعلن أن الوفود "وافقت على مواصلة هذه العملية والاجتماع مجددا على الهيئة ذاتها". وأكد كولر أن وفود المباحثات اتفقوا أن حل قضية الصحراء فيه مصلحة كبيرة للمنطقة المغاربية كلها. وأوضح أن المباحثات سارت في أجواء منفتحة وسط احترام متبادل. وقال الرئيس الألماني الأسبق في مؤتمر صحافي الجمعة، إن التقدم بطيء. وأضاف "ليس ولن يكون أمراً سهلاً. لازال هناك الكثير من العمل أمام الوفود" مضيفا "لا يجب أن يتوقع أحد التوصل لنتيجة سريعاً، لأن العديد من المواقف لازالت مختلفة في العمق".

واتفق المشاركون في الجولة الثانية، ومن بينهم وزراء خارجية الجزائر رمطان لعمامرة وزميله الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، على عقد جولة ثالثة من المحادثات في جنيف في موعد غير محدد. وجاء في بيان أن "الوفود اتفقت على ضرورة بناء المزيد من الثقة". وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن الوفود وافقت على أن تلتقي مجددا قبل صيف 2019.

ولاية بعثة الأمم المتحدة تقترب من النهاية

وبدأ النزاع حول الصحراء الغربية عام 1975، عندما اجتاحتها المغرب وموريتانيا المجاورتين بعد انسحاب إسبانيا كقوة استعمارية. وفيما بعد، انسحبت أيضا موريتانيا واعترفت بجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المعلنة من جانب واحد. وفازت جبهة البوليساريو باعتراف من معظم الدول الأفريقية.

ويتوقع أن يكون لدى الصحراء الغربية ثروة كبيرة من مواد الخام من بينها الفوسفاط والنفط. كما تلعب حقوق الصيد في المحيط الأطلسي دورا في القضية. وتشير تقديرات إلى وجود 500 ألف شخص يعيشون في الصحراء الغربية. وفي عام 2017 سجلت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أكثر من 100 ألف لاجئ صحراوي، يعيش معظمهم في مخيمات بالجزائر.

وتنتهي ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية، والتي تضمن وقفا لإطلاق النار في هذه المنطقة منذ 1991، في أبريل/ نيسان. ويتوقع أن تعمل واشنطن على تجديد هذه الولاية فقط لستة أشهر، خلافا لسائر أعضاء مجلس الأمن وأولهم فرنسا، التي تفضل تجديد ولاية البعثة لمدة عام.

.dw.com

جديد الأخبار