عبر العديد من المراقببن والمحللين الموريتانيين عن استغرابهم الكبير واستيائهم الشديد من تضخم الجنرالات في موريتانيا الذين وصل عددهم الي 45 لواء تقريبا في عقد من الزمن لدولة لايتجاوز سكانها الاربعة ملايين نسمة.
وهي المفارقة الكبيرة التي تلفت انتباه الشأن المحلي والخارجي وتثقل كاهل الدولة حيث أن عدد الجنرالات في المملكة المغربية والسنغال المجاورتين التي تصل أفراد جيوشها إلى 325 ألف عسكري مغربي و 11 ألف جندي سنغالي لا يتجاوز في كل منهما خمسة جنرالات بل أن هذا العدد في السنغال أصبح حاليا 2 فقط بعد وفاة لواء سنغالي مؤخرا.
ويقول المحللون أن هذا العدد الكبير من الجنرالات ينزف أموال الدولة بسبب المصاريف الهائلة التي يتم رصدها لكل لواء من سيارات و مرافقين ومنازل وعلاوات وتعويضات وأجور في حين لايصل جيوب أفراد الجيش الاخرى خاصة الجنود إلا الزهيد.
كما اشتكى العديد من عناصر المؤسسة العسكرية إلى وكالة "تقدم"من هذه المفارقة منددين بالتمييز العسكري البين و المشين في ترقية الجنرالات مؤكدين أنه لا يخضع لمعايير موضوعية بل يتم عكس ذلك بطرق ملتوية و شخصية وقبلية و جهوية.
واستشهد المستاءون في صفوف الجيش تعبيرا عن امتعاضهم الشديد بترقية من لا أقدمية ولاخبرة ولا ثقافة أو معرفة لهم في المؤسسة على حساب النخب المثقفة و المعروفة فيها بالعمل الجاد و الإخلاص و الوطنية و المعرفة وغيرها من المزايا التي تستحق التقدير والترقية.
وأبدى أخيرا بعض المحللين من تخوفهم من مواصلة تضخم الجنرالات السريع في البلاد حتى يزاحمون المواطن العادي في الشوارع والمكاتب و الأسواق وسيارات الاجرة.