جهود ثمينة للنظام والمعارضة لاخراج موريتانيا من الاحتقان السياسي

جمعة, 12/07/2019 - 10:28

أسبوع حافل بالأحداث مر على موريتانيا، ولا يزال صدى نتائج الانتخابات الرئاسية في البلاد يزلزل جماعة الإخوان الإرهابية، ويقود إلى حوار وطني يتبناه الرئيس المنتخب محمد الغزواني.

حوار وطني في موريتانيا يمهد لولاية "هادئة" للغزواني

بدأت أحداث الأسبوع المنصرم باشتداد الخلاف بين قادة حزب "تواصل" الإخواني، حول نتائج الرئاسيات، واختتمت ببوادر حوار جديد بين الحكومة والمرشح الرئاسي المعارض بيرام ولد أعبيد الذي حل ثانيا.

كما شهد، إجازة البرلمان الموريتاني لمشروع الموازنة العام المعدل للدولة، وإطلاق برنامج أمريكي لتكوين "وسطاء سلام" لمواجهة أفكار التطرف والإرهاب.

تهدئة سياسية

وفي ظل موجة التفكك والخلافات التي تعصف بفرع تنظيم الإخوان الإرهابي في موريتانيا، بدأت حكومة نواكشوط مشاورات مع المرشح الرئاسي بيرام ولد الداه ولد أعبيد، ضمن ترتيبات لإطلاق حوار وطني يمهد لبدء ولاية الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني في الثاني من أغسطس/آب المقبل.

وعقدت السلطات الموريتانية أول لقاء لها مع المعارضة، أمس الثلاثاء، للتحضير لحوار وطني من أجل إنهاء "الأزمة" التي دخلت فيها البلاد بعد الانتخابات الرئاسية.

وقال رئيس الاتحاد الحاكم في موريتانيا سيدي عالي محمد خونا إنه جرى اتفاق بين الطرفين على تشكيل لجنتين لتقريب وجهات النظر في بعض الأمور الخلافية وحل الأزمات العالقة.

ولفت خونا، في تصريحات صحفية عقب لقائه "أعبيد"، إلى أن الحكومة الموريتانية تعهدت ببحث طلبات جميع الأطراف التي تمثل المعارضة والاستجابة لها في حدود المتاح والسعي لتطبيع العلاقات بين الجانبين.

 

من جانبه، ثمّن المعارض والناشط الحقوقي بيرام ولد أعبيد، استجابة الحكومة للحوار والتفاعل معه لحل الأزمة الراهنة بالطرق السليمة، مؤكداً أن اللقاء تطرق للعلاقة التي يجب أن تكون بين الطرفين، وكيفية تنقية الأجواء وتبادل الآراء الممكنة لحل المشاكل العالقة.

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد سعدنا ولد الطالب، وصف الحوار الذي تعد له الحكومة مع المعارضة بأنه "خطوة إيجابية وظاهرة صحية"، مشيرا إلى"أن إطلاق الحوار لا يعني وجود أزمة سياسية من أي نوع، بل هناك رئيس منتخب وأطراف خسرت الانتخابات يجب أن تمارس دورها الطبيعي كمعارضة وطنية.

"ولد الطالب" لفت إلى أن تموقع المعارضة حاليا قد يتغير إذا رأى الرئيس المنتخب إشراكها في الحكومة المقبلة؛ إمعانا في تكريس الإجماع والتفرغ للعملية التنموية بالبلاد.

أما الناشط السياسي الشبابي الموريتاني أوبك المعلوم، فلفت إلى أن اتصال الحكومة والأغلبية الحاكمة بالمعارضة يؤكد بقوة أن المجال السياسي قائم على التنازلات المتبادلة وجلسات التفاوض الممتدة، لا على الجمود والثبات على موقع سياسي واحد.

حوار يعزل الإخوان

وعن المعارضة الوطنية، رأى الكاتب والمحلل السياسي عبدالله محمدو بيه، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن طرق الحكومة باب الحوار مع المرشح المعارض "بيرام" الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية، يكشف عن "تغير كبير في موازين القوى السياسية بالبلاد، وملامح تشكل خارطة جديدة بلاعبين جدد".

 بوادر تمرد جماعي ضد قيادة إخوان موريتانيا

وأوضح ولد بيه أن أبرز الخاسرين سياسيا في المرحلة المقبلة هم إخوان موريتانيا بسبب النتائج الهزيلة التي حصدها التنظيم الإرهابي خلال الانتخابات الرئاسية المنصرمة في بعض المناطق التي كانت محسوبة عليه انتخابيا، مشيرا إلى أنها نتيجة متوقعة لموجة التصدع والانشقاقات التي عصفت بهم خلال الأشهر القليلة الماضية.

ورفضت أغلب قيادات المكتب التنفيذي لحزب إخوان موريتانيا "تواصل"، السبت 6 يوليو/تموز الماضي، قرارا جديدا لرئيس الحزب محمد محمود يتعلق بنتائج الانتخابات الرئاسية، التي جرت في البلاد، أواخر يونيو/حزيران الماضي، وأسفرت عن فوز محمد ولد الشيخ الغزواني.

 

وفشل الحزب خلال الأسبوع المنصرم في الخروج بموقف موحد من نتائج الانتخابات خلال اجتماع لمناقشة هذه الأزمة، ما شكل ضربة جديدة له، حيث يعاني التفكك والصراعات.

وأثار توقيع رئيس "تواصل" محمد محمود، على بيان للمعارضة، دون استشارة ما يعرف بالمكتب التنفيذي للحزب، ردود فعل قوية داخل تنظيم الإخوان، واعتبرها البعض "تفردا في القرار، ومظهرا للتناقض والارتباك الذي يطبع قراراته".

وكشف القيادي في التنظيم محمد يحيى أبيه، عن حصول حزب الإخوان "تواصل" على محاضر فرز مكاتب التصويت تتطابق مع ما أعلنته اللجنة المستقلة للانتخابات من نتائج، مستهجنا استمرار رفضه النتائج، داعيا إلى الاعتراف بالواقع وتهنئة الرئيس المنتخب.

أما الرئيس السابق للحزب محمد جميل منصور فسارع قبل ذلك إلى تهنئة الغزواني إلى جانب عدد كبير من قيادات التنظيم، في حين ذهبت القيادة الحالية للحزب في اتجاه معاكس عندما وقَّعت مع عدد من أحزاب المعارضة بيانا يرفض هذه النتائج.

تمرير الموازنة المعدلة

ومساء الأربعاء 10 يوليو/تموز، صادق البرلمان الموريتاني، على موازنة البلاد المعدلة لعام 2019، بعد نقاش مشروع القانون الخاص بهذه الميزانية.

وبلغت زيادة الميزانية المعدلة نسبة 2,76 %، مقارنة مع الميزانية الأصلية لعام 2019، لتصل إلى أكثر من 55 مليار أوقية جديدة.

وخلال نقاش الميزانية المعدلة، طالب النواب الحكومة بتبرير ما اعتبروه تأخرا في إحالة الكشف نصف السنوي المتعلق بتنفيذ الميزانية.

وخرجت موريتانيا مساء الثلاثاء الماضي أول دفعة من الضباط أكملت تكوينها في كلية الدفاع لمجموعة دول الساحل الخمس وسط حضور عدد من القادة العسكريين من مختلف الأجهزة العسكرية الموريتانية والملحقين العسكريين في سفارات دول الساحل الخمس في نواكشوط.

وتتكون الدفعة من 36 ضابطا بينهم 16 ضابطا موريتانيا موزعون بين قطاعات الجيش والدرك والحرس، إضافة إلى 20 آخرين موزعين بين دول الساحل بمعدل 5 ضباط لكل من مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو.

وسيط سلام بموريتانيا

وأطلق المعهد الجمهوري الدولي IRA، الثلاثاء 9 يوليو/تموز، من نواكشوط، برنامجا لتكوين شباب موريتانيين يمثلون مختلف ولايات البلاد على مهام "وسطاء السلام".

ويهدف البرنامج إلى تكوين المشاركين فيه على مواجهة ظواهر التطرف والعنف والعنصرية والكراهية.

ويشمل البرنامج تكوينا نظريا، إضافة إلى أنشطة على مستوى الولايات ينظمها الشباب "وسطاء السلام" بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والسلطات المحلية.

وقال مدير فرع المعهد بموريتانيا رودولف اكرانيي، في تصريحات صحفية، إن البرنامج يتمثل في استحداث شبكة للشباب تعمل على تعزيز الوحدة الوطنية والتفاهم الثقافي.

وأضاف أن اختيار المشاركين في البرنامج تم بناء على معايير تراعي تمثيل ولايات البلاد والتنوع بين الجنسين والفعالية ضمن المنظمات الشبابية.

 

عنوان المصدر :  موريتانيا بأسبوع.. حوار وطني يكسر الجمود وتصدعات بصفوف الإخوان

بوابة العين الإخبارية

جديد الأخبار