مليار دولار لمحاربة الإرهاب في غرب أفريقيا

اثنين, 16/09/2019 - 00:04

وضع قادة دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، التي تضم 15 دولة، خطة جديدة لمحاربة الإرهاب والوقوف في وجه تمدد الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيمي «داعش» و«القاعدة»، وهي الخطة التي ستكلف خزائن هذه الدول مليار دولار أميركي على مدى خمس سنوات.
جاء ذلك، في ختام قمة استثنائية عقدها قادة دول «إيكواس» في مدينة واغادوغو، عاصمة بوركينافاسو، أول من أمس (السبت)، خصصت لمناقشة سبل محاربة الإرهاب بآليات جديدة وفعالة، وهو النقاش الذي وسعته المجموعة ليشمل موريتانيا وتشاد والكاميرون، كما حضرته المملكة العربية السعودية والمغرب والإمارات كشركاء لهذه الدول في محاربتها للإرهاب.
وبحسب ما أعلن عنه خلال قمة واغادوغو الاستثنائية فإن خطة محاربة الإرهاب الجديدة، التي لا تزال قيد الإعداد والتطوير، ستقوم على ثمانية محاور رئيسية تتركز جميعها على تنسيق الجهود في مجال محاربة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية بشكل سريع وفعال ما بين الدول الأعضاء في المجموعة، هذا بالإضافة إلى التكوين والتدريب.
وستعرض هذه الخطة في صيغتها النهائية على قمة عادية ستعقدها دول غرب أفريقيا شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، في العاصمة النيجيرية أبوجا، وذلك من أجل اعتمادها بشكل نهائي ليبدأ بشكل فوري تنفيذها على مدى خمس سنوات (2024 - 2020)، وهي الخطة التي ستمول بمليار دولار ستوفر بالاعتماد على مساهمات من دول مجموعة «إيكواس».
وأوضح قادة دول غرب أفريقيا أن التمويلات ستوجه بشكل أساسي إلى دعم وتطوير الجيوش المحلية للدول الأعضاء، ولكن أيضاً ستدعم القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل، وهي قوة عسكرية شكلتها كل من موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسو (عام 2017) من أجل محاربة الإرهاب، ولكن هذه القوة المشتركة ما تزال تعاني من مشاكل حقيقية في التمويل والتدريب والتجهيز.
الخطة الجديدة التي أعلن عنها في قمة واغادوغو، تضمنت بالإضافة إلى تطوير الجيوش والإنفاق العسكري، العمل على استهداف خطوط تهريب المخدرات والبشر والسلاح، وذلك باعتبارها واحدة من مصادر التمويل المهمة التي تعتمد عليها الجماعات الإرهابية النشطة في منطقة الساحل الأفريقي وحوض بحيرة تشاد.
من جهة أخرى، تضمنت الخطة محوراً تنموياً على شكل برنامج عاجل لصالح المناطق الهشة «لأنه على المديين المتوسط والبعيد، فإن الحل الحقيقي والنهائي سيكون اقتصادياً واجتماعياً، وليس عسكرياً»، على حد تعبير رئيس النيجر محمدو يوسفو، الرئيس الدوري لمجموعة «إيكواس».
وبخصوص جمع مساهمات الدول الأعضاء وتحديدها، فقد أعلن رئوش مارك كابوري، رئيس بوركينا فاسو التي احتضنت القمة: «لقد تم تكليف رئيس اللجنة التنفيذية للمجموعة بمهمة تحديد مساهمات الدول، وهنالك تصور واضح وآلية محددة لذلك، ونحن نعتقد أن جمع هذا المبلغ على مدى خمس سنوات ليس أمراً صعباً»، ومن المنتظر أن يجري رئيس اللجنة التنفيذية للمجموعة لقاءات مع كل دولة على حده لتحديد المساهمات.
ومن المتوقع أن تتفاوت مساهمات الدول، حسب قوتها الاقتصادية ومدى تهديدها بمخاطر الإرهاب، إذ يتوقع أن تكون المساهمة الأكبر من طرف نيجيريا بصفتها الاقتصاد الأكبر في غرب أفريقيا، كما أنها واحدة من الدول الأكثر تضرراً من الإرهاب، بسبب الهجمات التي تشنها جماعة «بوكو حرام» المرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي.
دول غرب أفريقيا لم تختم قمتها الطارئة من دون أن توجه رسائل قوية اللهجة إلى المجموعة الدولية التي تتهمها بالتقاعس في دعم حربها على الإرهاب، وقال رئيس النيجر: «المجموعة الدولية لا يمكنها أن تدير ظهرها لمنطقة الساحل، لأنها هي من تتحمل مسؤولية الأزمة التي تعيشها ليبيا، والتي ندفع نحن ثمن تداعياتها».
وطلبت دول «إيكواس» في بيانها الختامي من المجموعة الدولية أن تقف مع خطتها لمحاربة الإرهاب وأن تدعمها، وخاصة فيما يتعلق بجانبها التمويلي، وطلبت من مجلس الأمن الدولي بالأمم المتحدة أن يحول البعثة الأممية لحفظ السلام في مالي إلى «قوة هجومية» قادرة على إلحاق الضرر بالجماعات الإرهابية.
وتتصاعد الهجمات الإرهابية بشكل لافت في منطقة الساحل الأفريقي، ذلك ما أكده رئيس اللجنة التنفيذية لمجموعة «إيكواس» خلال القمة مستعرضاً بالأرقام خطورة الوضع، حين تحدث عن أكثر من 2200 هجوم إرهابي خلال السنوات الأربع الماضية، وأكثر من 11500 قتيل، وآلاف الجرحى وملايين المهجرين من مناطق سكنهم، ووضع اقتصادي تضرر كثيراً من هذا النشاط الإرهابي المتصاعد، واصفاً ما يحدث في منطقة غرب أفريقيا بالكارثة.
وتدهور الوضع في بوركينا فاسو بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة، وأسفر هجوم في أواخر أغسطس (آب) الماضي عن مقتل 24 جندياً، وفي الأسبوع الماضي قتل 29 شخصاً في هجمات منفصلة بالمنطقة الشمالية الوسطى المضطربة.

نواكشوط: الشيخ محمد

الشرق الاوسط

جديد الأخبار