ميركل تدعو إلى اشراك الأسد في مساعي حل النزاع في سورية

أربعاء, 25/09/2019 - 14:46

دعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في أي مفاوضات تهدف إلى انهاء النزاع في بلاده المستمر منذ أربع سنوات وسط ضغوط متزايدة لايجاد حل لهذه الأزمة.

ويأتي موقف ألمانيا، أكبر قوة اقتصادية وسياسية في أوروبا، مع بداية تغير في مقاربة الغرب تجاه النظام السوري خصوصاً في ظل اسوأ أزمة هجرة تواجهها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية مع تدفق آلاف الهاربين من الحرب إلى أراضيها.

كما يتزامن مع دخول روسيا عسكرياً على خط النزاع عبر زيادة دعمها العسكري لقوات النظام ما يشكل بحسب خبراء مرحلة جديدة في النزاع السوري.

من جهته، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى تنظيم مؤتمر دولي جديد حول سورية من أجل احلال السلام في هذا البلد مستبعداً مرة جديدة أي دور للأسد في مرحلة انتقالية.

وقالت ميركل للصحافيين إثر قمة طارئة في بروكسل عقدها قادة الاتحاد الأوروبي للتباحث في أزمة اللاجئين الخميس "علينا أن نتحدث مع أفرقاء كثيرين، وهذا يشمل الأسد وكذلك أيضاً أطرافاً آخرين".

وأضافت إنه يجب الحديث "ليس فقط مع الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ولكن أيضاً مع الشركاء الإقليميين المهمين، ايران ودول سنية مثل السعودية".

من جهته ورداً على سؤال عن النزاع السوري قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن "مستقبل سورية لا يمكن أن يمر عبر بشار الأسد".

وأضاف هولاند في مؤتمر صحافي إثر القمة الأوروبية إنه "لا يمكن حصول عملية انتقال ناجحة إلا برحيله".

في المقابل، دعا هولاند إلى تنظيم مؤتمر جديد للأمم المتحدة حول سورية بعد مؤتمري يناير 2012 وفبراير 2013 والمعروفين باسم "جنيف 1" و"جنيف 2".

وقال "كل الذين يمكنهم المساهمة في ايجاد حل سياسي في سورية عليهم أن يجلسوا حول الطاولة، هذا كان المبدأ الذي قام عليه مؤتمرا جنيف، وأنا أدعو إلى مؤتمر جديد يتاح لكل البلدان التي تريد عودة السلام إلى سورية المشاركة فيه".

وكان هولاند اتفق الثلاثاء خلال لقائه رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون في انكلترا على "ضرورة تفعيل عملية السلام في سورية" بعد تلقي النظام السوري طائرات مقاتلة من روسيا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف.

وكانت الجمعية الوطنية الفرنسية أجرت نقاشاً الأسبوع الماضي حول سورية حيث علت عدة أصوات في فرنسا تطالب بإعادة النظر في الاستراتيجية الفرنسية ازاء سورية.

ويأتي ذلك فيما تتزايد المؤشرات على أن القوى الغربية خففت من لهجتها بخصوص مسألة رحيل الأسد في اطار مساعيها لوقف الحرب في سورية.

فقد أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري السبت الماضي أن الرئيس السوري يجب أن يتنحى عن السلطة ولكن ليس بالضرورة فور التوصل إلى تسوية لانهاء الحرب الدائرة في سورية.

وأدلى وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بتصريحات مماثلة.

وضاعفت روسيا في الأسابيع الماضية دعمها للنظام السوري عبر تزويده بطائرات ومقاتلات مؤكدة على أن هدف ذلك ضرورة مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بشكل أكثر فاعلية.

وتعتبر موسكو أن هذا التنظيم يشكل أكبر تهديد للاستقرار في الشرق الأوسط وأن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يشن غارات ضد الجهاديين في سورية والعراق لم يتمكن من دحره.

وفي هذا الإطار، استخدم الجيش السوري للمرة الأولى الأربعاء طائرات من دون طيار تسلمها من روسيا.

وقال مصدر أمني في دمشق لوكالة فرانس برس "بدأت الحكومة السورية اليوم تستخدم طائرات من دون طيار روسية الصنع في عمليات ضد متشددين في شمال وشرق البلاد".

ولم يورد المصدر أي تفاصيل أخرى حول نوع هذه الطائرات أو المواقع التي استهدفتها، وكانت التقارير سابقاً تشير إلى استخدام الجيش السوري لطائرات من دون طيار ايرانية، أقل تطوراً، في عمليات موضعية في ضواحي دمشق.

ويأتي هذا التطور العسكري بعد تأكيد مصدر عسكري سوري رفيع المستوى الثلاثاء لوكالة فرانس برس "وصول خمس طائرات روسية على الأقل وعدد غير محدد من طائرات الاستطلاع يوم الجمعة الماضي" إلى قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية الساحلية.

AFP

جديد الأخبار