اتصالات الغزواني توحد الفرقاء والإخوان خارج السرب

جمعة, 04/10/2019 - 11:04

أحداث عديدة سيطرت على المشهد الموريتاني، خلال الأسبوع المنصرم، أبرزها استئناف الرئيس محمد ولد الغزواني التواصل مع رموز مختلف أطياف المشهد السياسي فيما عدا الإخوان، والحراك الجديد للحزب الحاكم المرتبط بتحضيرات مؤتمر نوفمبر/تشرين الثاني، وافتتاح أول دورة برلمانية عادية.

وشهد الأسبوع الماضي أيضا احتضان موريتانيا للدورة الثالثة والعشرين للجنة الطفولة العربية، والاجتماع الخامس عشر للجنة متابعة وقف العنف ضد الأطفال، والدورة التاسعة للجنة الأسرة العربية.

إجماع على الارتياح

وشملت لقاءات الغزواني الأخيرة، أبرز منافسيه في رئاسيات يونيو/ حزيران، مثل الحقوقي والناشط السياسي بيرام ولد أعبيد الذي حل ثانيا، بالإضافة للمرشح ولد بوبكر الوزير الأول الأسبق الذي حل ثالثا.

اللقاءات الأخيرة للغزواني تناولت أبرز النقاط المتعلقة بإعادة صياغة العلاقة بين الأغلبية والمعارضة وفق أسس جديدة تستهدف تطبيع الحياة السياسية، وإنهاء ما يراها البعض الحدة في الخطاب السياسي بين الفرقاء.

وتوقف أغلب المراقبين للمشهد السياسي الموريتاني عند الاجماع حول إيجابية اتصالات الرئيس مع رموز وقادة المعارضة، الذين التقاهم والاتفاق حول متطلبات تطبيع المرحلة الحالية.

المرشح المعارض الذي حل ثانيا في انتخابات يونيو/حزيران بيرام ولد أعبيد اعتبر اللقاء كان إيجابيا، ويهدف لإيجاد توافق بين الطيف السياسي والحقوقي للمساهمة في تنمية واستقرار البلد.

وكشف ولد أعبيد، عن استعداده للوقوف مع الغزواني ومساعدته، خاصة أن الرئيس يميل لفكرة تنظيم منتديات عامة لنقاش كل القضايا المطروحة من أجل إيجاد توافق بين النخبة السياسية.

الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني، المختار ولد داهي، القيادي في الأغلبية، اعتبر أن استمرار وتيرة الاتصالات بين الرئيس وقادة رموز المعارضة تمثل بارقة أمل جديد في تهدئة الخطاب السياسي، وخلق توافقات حول القضايا الوطنية الكبرى.

وأشار إلى أن هناك مشهدا سياسيا يتشكل لمواكبة العهد الرئاسية الحالية للغزواني.

أما الكاتب محمد محمود ابنيجارة، الناشط السياسي بحركة "الإيرا" الحقوقية، فاعتبر أن لقاء الغزواني وولد أعبيد يبرز أنه آن الأوان لـ"تصالح الأرض الموريتانية مع أبنائها وإمساك أيادي بعضهم البعض ولبناء اجتماعي صحيح سليم خال من مواطن الانفجار والانحدار".

 

واعتبر الكاتب الموريتاني محمد الأنصاري أن استمرار اللقاءات بين الرئيس وقادة ورموز المعارضة يكشف أن البلاد مقبلة على ما وصفه باستقرار سياسي غير مسبوق.

واعتبر "الأنصاري" في تدوينة عبر حسابه على "فيس بوك" أن الانطباعات الإيجابية التي أجمع عليها كافة المعارضين عقب لقائهم بالرئيس تبشر بـ"توافق يخدم موريتانيا وتنميتها" على حد تعبيره.

الإخوان خارج السرب

فيما لا تزال مواقف قادة تنظيم الإخوان تغرد خارج الإجماع الوطني المؤيد للحوار والمشيد بإيجابيات لقاءات القصر الرئاسي.

الشيخاني ولد بيبه، نائب رئيس حزب التنظيم "تواصل" وأحد أبرز البرلمانيين، خرج على إجماع الطبقة السياسية الموريتانية المعارضة المساند للحوار، معتبرا لقاءات "الغزواني" بالرموز السياسية "خطرا على المعارضة".

ورأى البعض أن تصريح "ولد بيبه" الخارج عن الإجماع الوطني دليل على أزمة التنظيم وعزلته المتزايدة، وحالة اليأس التي بدت تدب في صفوف قادته، وتجلت في استمرار إقصائهم من لقاءات القصر.

مراقبون يرون أن لقاء "الغزواني" بالمرشح "ولد بوبكر"، يمثل دليلا جديدا على العزلة المتزايدة للإخوان في الساحة السياسية الموريتانية، من خلال اكتفاء الرئيس بمخاطبة المرشح الذي دعمه الإخوان إلى جانب آخرين، وتجنب اللقاء المباشر مع التنظيم عبر واجهته الحزبية "تواصل".

فاستقبال القصر لـ"ولد بوبكر" الذي لا ينتمي للإخوان بدل قادة "تواصل"، يعني، بحسب البعض، أن شروط التعاطي مع الإخوان كطرف سياسي طبيعي لم تكتمل بعد، مما يفسر اللجوء بدلا من ذلك إلى خيار "ولد بوبكر" كأخف الضررين، وفق مراقبين.

حراك المؤتمر العام

حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية"، الذي يمثل الحزب الحاكم في موريتانيا، بدأ خلال الأسبوع المنصرم يشهد حراكا واجتماعات بين أعضاء لجنته التيسيرية المؤقتة برئاسة الوزير السابق سيدينا عالي محمد خونه.

البعض اعتبر أن حراك الحزب الحاكم الذي يمتلك الأغلبية المريحة في البرلمان مرتبط بتحضيرات مؤتمر عام يستعد الحزب لعقده شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لانتخاب قيادة جديدة، كجزء من استحقاقات والتزامات المرحلة الجديدة المواكبة للعهدة الرئاسية لـ"الغزواني".

ويرى مراقبون أن تجاوز الحزب للإشكالات الأخيرة المتعلقة بالإعلان عن الحكومة، وقدرته على رص الصفوف خلف برنامج الرئيس "الغزواني" عبر اعتماده بأغلبية مريحة داخل البرلمان تعكس قوة البناء المؤسسي للحزب، وتعد مؤشرا بقدرته على تجاوز التحديات المرتبطة بالمؤتمر العام وانتخاب قيادة جديدة المتوقع الشهر المقبل.

اجتماعات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وحراكه السياسي مرتبط كذلك بحسب البعض بافتتاح البرلمان الموريتاني الذي يسيطر عليه، الثلاثاء الماضي، لأول دورة عادية في العهدة الرئاسية لـ"الغزواني".

وتناقش الدورة الحالية ضمن جدول أعمالها تجديد لجان البرلمان، الذي ينص عليه قانون البرلمان كل عام، حيث تتقاسم مختلف الفرق البرلمانية رئاسة وعضوية جميع اللجان داخل الجمعية الوطنية وفق عدد أعضاء كل فريق.

وسبق للبرلمان أن عقد دورة استثنائية لمناقشة برنامج الحكومة الجديدة في الخامس من سبتمبر/أيلول، حيث ينص الدستور على تقديم برنامج الحكومة بعد شهر كحد أقصى من يوم تنصبيها.

وكان البرلمان قد عرف في دورته الطارئة الماضية انتقال عدد من النواب من جانب المعارضة إلى جانب الموالاة، بعد أن دعمت عدة أحزاب في المعارضة الرئيس محمد ولد الغزواني كالتحالف الشعبي والتحالف الديمقراطي، بالإضافة إلى حزب عادل من المعارضة الراديكالية.

الطفولة العربية

واختتمت الأربعاء في نواكشوط أعمال ورشات منظمة بالتعاون بين جامعة الدول العربية ووزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة.

ويتعلق الأمر بالدورة الثالثة والعشرين للجنة الطفولة العربية، والاجتماع الخامس عشر للجنة متابعة وقف العنف ضد الأطفال، والدورة التاسعة للجنة الأسرة العربية.

وأصدر المشاركون في أعمال هذه اللقاءات الثلاثة إعلانا بمناسبة يوم الطفل العربي أسموه إعلان نواكشوط خصصوه للطفل الفلسطيني لتسليط الضوء على المأساة غير الإنسانية التي يعيشها أطفال فلسطين في ظل الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات التي يمارسها جيشه بشكل يومي في حق الطفل الفلسطيني.

وتمخضت اللقاءات عن جملة من التوصيات تتعلق بالمواضيع المدرجة على جدول أعمالها سيتم عرض بعضها على اجتماع وزراء الشؤون الاجتماعية المقرر قريبا في دولة الكويت، على أن يتم رفع باقيها إلى الحكومات العربية في شكل مقترحات للمصادقة عليها.

العين الاخبارية

جديد الأخبار