حصري.. هكذا تسرق نقودكم وتقرصن حساباتكم البنكية

سبت, 11/01/2020 - 13:44

خلال الأسابيع الماضية، اكتشف المواطنون في كل من مدن الدار البيضاء ومراكش وطنجة أن مجموعة من الشبابيك الآلية البنكية مستهدفة من طرف قراصنة البطاقات البنكية، وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تظهر زرع كاميرات عالية الدقة وأجهزة رقمية متطورة، مهمتها نسخ كل معطياتك الشخصية لسرقة حسابك البنكي.

كيف تتم عملية القرصنة؟ وما هي أنواعها؟ ومن المسؤول عن حماية المعطيات الشخصية لزبناء الأبناك وأرصدتهم؟ وما هي الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة وضبط قراصنة الأرصدة البنكية؟

كل هذه الأسئلة يجيب عليها "تيلكيل عربي" من خلال وثيقة حصل عليها من طرف مصدر بنكي مسؤول، وتتضمن تفصيلا لكل أشكال الاحتيال الإلكتروني على الأرصدة البنكية، كما يكشف توصية مهمة لبنك المغرب أرسلت إلى المؤسسات البنكية للرفع من قوة حماية البطائق البنكية.

هكذا تسرق نقودكم وتقرصن حساباتكم البنكية

هناك طرق كثيرة لسرقة بيانات البطاقات البنكية، وذلك من خلال استهداف الشبابيك الآلية التي يزرع فيها المقرصنون أجهزة أو أدوات تستهدف إما المعطيات الشخصية أو السيولة، والخطير في هذا الأمر هو أن الزبون العادي الذي يود سحب نقوده من البنك إلكترونيا لا يمكن له أن يكشف عمليات القرصنة والسرقة.

ويعمد المقرصنون للحسابات البنكية أو الذين يستهدفون السيولة إلى اعتماد أربعة طرق وهي:

1- سرقة بيانات البطاقات البنكية (Skimming):  

يقوم المقرصنون في هذا الشكل من الاحتيال بوضع جهاز صغير لقراءة البيانات (Skimmer) على الشبابيك الآلية البنكية لتغطية مكان إدخال البطاقة البنكية. ويستطيع هذا الجهاز الخفي نسخ شريط البطاقة البنكية، في الوقت الذي تقوم فيه كاميرا مثبتة فوق الشباك بتصوير القن السري الذي يكتب على لوحة المفتاتيح، وهذه العملية تمكن المقرصنين من نقل بيانات الزبناء إلى بطائقة بنكية منسوخة تتضمن نفس البيانات الشخضية للبطاقة الأصلية. 

كما يلجأ المقرصنون لطريقة أخرى من أجل الحصول على القن السري، وذلك بوضع لوحة مفاتيح مزورة فوق اللوحة الأصلية، وهذه اللوحة المزيفة تتضمن شريحة تخزن الأرقام الأربعة التي يتم إدخالها.

2- فخ السيولة (Cash Trapping): 

كثيراً ما يجد زبناء الأبناك  أنفسهم أمام إتمام عملية سحب النقود من الشبابيك الآلية البنكية، لكن دون خروجها، ويعتقدون أن هناك خللاً في الشباك، ليتوجهوا إلى داخل الوكالة من أجل الاستفسار أو يغادروا دون القيام بذلك، خاصة خلال فترة نهاية دوام العمل. 

عدم خروج النقود من الشباك الآلي البنكي ليست دائماً بسبب خلل تقني، بل يعمد مستهدفو سيولة حساباتكم البنكية إلى القيام بحيلة بسيطة، وتتمثل في إعاقة خروج النقود بواسطة "عمود" صغير.

ويقوم السارق مباشرة بعد مغادرة الزبون لمكان تواجد الشباك الآلي البنكي، بسحب "العمود" الذي يكون صغيراً ودقيقا جداً، ما يحرر عملية خروج النقود.

3- فخ البطاقة (Card Trapping): 

كما هو الحال في عدم خروج النقود رغم إتمام عملية السحب، قد تصادفون مشاكلا في خروج بطاقتكم البنكية رغم عدم انتهاء صلاحيتها أو ارتكابكم لخطأ في إدخال القن السري، وتعتقدون أن بنككم هو الذي قام بعملية حجزها، وتتوجهون لطلب المساعدة من أحد المستخدمين أو تغادروا مكان الشباك الآلي البنكي. 

فخ البطاقة هو طريقة يتم بواسطتها حجزها داخل الموزع الآلي، وبينما يقوم الزبون بتركيب قنه السري، يعمد الشخص المتواجد وراءه أو بجانبه بتتبع حركة أصابعه.

وعند دخول الزبون إلى البنك للاستفسار عن حجز بطاقته وطلب المساعدة أو يغادر مكان الشباك الآلي البنكي، يقوم السارق بتحرير البطاقة التي تحجز بواسطة جهاز خاص بذلك، يشبه تماماً المكان المخصص لإدخالها.

4- الاحتيال المباشر: 

ومن الحالات الآخرى التي تسجل وتتوصل الأبناك بشأنها بشكايات من الزبناء عن فقدان بطائقهم البنكية، وهي السرقة المباشرة لها. 

هذه العملية التي وثقتها كاميرات الأبناك في أكثر من مرة، تتم بوساطة شخصين؛ يقوم أحدهما بتتبع رقن الزبون للقن السري، ثم يعمد الشخص الثاني إلى جذب اهتمامه عند عملية سحب النقود، وفي الوقت ذاته يقوم الشخص الأول الذي حفظ القن بسحب البطاقة بسرعة ومباشرة بعد خروجها من الموزع.

اجراءات مواجهة القرصنة والاحتيال 

يعتبر بنك المغرب هو الجهة التي تواكب المنظومة البنكية في محاربة كافة أشكال الاحتيال والقرصنة التي قد تؤثر على استعمال البطائق البنكية.

بنك المغرب، وحسب معطيات موثوقة حصل عليها "تيلكيل عربي" من مصادره الخاصة، قام، خلال الفترة الأخيرة، بصياغة التوصيات التالية وإرسالها إلى المؤسسات المكلفة بإصدار البطائق البنكية، وتتضمن ضرورة القيام بإجرائين، هما:

*تجهيز الشبابيك بآليات لكشف عمليات سرقة بيانات البطاقات البنكية (Skimming)،

*رفع المعايير الأمنية للبطائق من خلال الانتقال نحو معيار "EWV" بطائق مزودة بشرائح.

وتشير المعطيات التي حصل عليها "تيلكيل عربي" إلى أن اعتماد معيار "EWV" في البطائق البنكية، إلى نسبة 90,7 في المائة من مجموع البطائق المتداولة على الصعيد الوطني، وذلك حسب آخر إحصائيات قام بها بنك المغرب شهر شتنبر من العام 2019.

ومن أجل مواكبة البنوك في تطبيق هذه التوصيات، يقوم بنك المغرب بإنجاز عمليات مراقبة ميدانية، تمكن من التحقق من الجوانب المتعلقة بسلامة وسائل الأداء، سواء من حيث بنايتها التحتية أو كل ما يتعلق بالبطائق البنكية.

إلى جانب ذلك، قام بنك المغرب، بوضع منظومة لرفع التقارير الشهرية بغية تتبع تطور عمليات الاحتيال النقدي مع السهر على اتخاذ التدابير التصحيحية عند الاقتضاء.

ووضع بنك المغرب، منذ مدة، نظاما لليقظة خاص بالاحتيال النقدي، مع تتبع مستجدات التقنيات المعتمدة في هذه الجرائم، وتعميمها على كافة المنظومة البنكية، وذلك في إطار لجان خاصة بمحاربة الاحتيال تعقدها هيئة الرقابة مع الأبناك

أحمد مدياني

تيل كيل 

جديد الأخبار