استمع لأغنية الفنانة كرمى بنت آبه التي تثير جدلا ساخنا بين المدونين وأبدي رأيك... ‏فيديو ‏

أربعاء, 16/09/2020 - 08:20

انتقل الجدل التدويني في موريتانيا للمرة الأولى من السياسة إلى الموسيقى، وذلك بعد أن أثارت أغنية «أنت اللي هويت» التي أدتها أيقونة الموسيقى الموريتانية كرمى بنت آبه، في أسلوب حديث خارج عن المألوف المحلي، نقاشا حامي الوطيس بين فريقين، أحدهما اعتبر الأغنية خطوة تحديثية طال انتظارها، بينما اعتبرها فريق آخر أغنية شاذة خارجة عن قيم الأصالة.
ويعود إنتاج هذه الأغنية لمبادرة من المخرج والملحن والكاتب الموريتاني محمد علي باريك، مدير شركة «زين برودكشن» الذي يعمل منذ فترة لاستحداث لون موسيقي جديد ينعش الساحة الموسيقية الموريتانية الرتيبة بمزج الموسيقى التقليدية بالإيقاع الموسيقي العصري، مع استخدام كلمات مغاربية مفهومة على نطاق أوسع من الكلمات المكتوبة باللهجة الحسانية الموريتانية.
وكانت التجربة الأولى هي إنتاج أغنية «أنت اللي هويت، التي أدتها الفنانة الشعبية الموريتانية گرمي منت سيداتي آب رفقة العازف والملحن الموريتاني، والتي أثارت ضجة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد للأغنية وبين من يرى «بأن احترام الفن الأصيل وعدم الخروج عن ماهيته هو الأفضل، وأن هذه الأغنية تشويه للفن الموريتاني».
وكان رد المخرج والملحن والكاتب الموريتاني محمد علي باريك على الهجوم الذي واجهته الأغنية هو قوله «الاهتمام يبقى اهتماما إيجابيا كان أم سلبيا؛ نشكر الجميع على اهتمامهم بإصدارات «زين برودكشن» والمساهمة في انتشارها».
وقال «غالبية متابعينا هم أجانب من دول أخرى كالمغرب والسودان وفرنسا وكندا ودول عديدة أخرى، وهدفنا من هذا اللون الموسيقي الذي سميناه «تشوينغيبوب» أن تكون لموريتانيا موسيقى وسطية تجعل العالم يسمعها وتجعل العالم يتعرف عليها».
وبينما كانت هذه الضجة تملأ شبكة التواصل كانت الأغنية قد حصدت في ساعات بثها الأولى ما يقارب « 22000» معجب.
وعلق الأستاذ الجامعي الموريتاني أبو العباس ابرهام على هذه الضجة قائلا «كان تجديد الأغاني الموريتانيّة يمضي بلا إشكال كبير في الماضي، وكانت الثمانينيات والتسعينيات فترات عزّ الأغنية الموريتانية الحديثة كما التقليدية، لم يهدّد أيٌّ منهما الآخر بل تعايشا؛ أحياناً غنّى التقليديون وتراً حديثاً وغنّى التحديثيون لحناً قديماً».
وأضاف «الأذواق هي وجدانات في الأجواء، والألحان هي تعبير عن هذه الوجدانات المليونيّة؛ ووظيفة المستهلِك أنْ يأخُذ اللحن الذي يلائمه ويترك اللحن الذي لا يُلائمه، والألحان هي لملايين الأشجان المختلِفة في الأعمار والتجارب والخلفيات والأغراض والأحوال، ولا يوجد لحنٌ واحِد للأمة، يوجد مليون لحن للأمّة».
وكتب المدون الموريتاني حبيب الله أحمد «الفنانة كرمى بنت آبه لها صوت جميل ولكن الموسيقى الموريتانية لا تعتمد فقط على الحنجرة الجميلة فلديها مجموعة قيم محلية تميزها منها التشبث بالأصالة الموريتانية انشاء وإنشادا والاحتشام وقت الغناء بالابتعاد عن هابط الكلام والابتعاد عن الانبهار بموسيقى الآخرين شكلا ومضمونا، فهي مدارس قيم مجتمعية تبتعد عن الألبومات(الطنطنية) ولها منحى أخلاقي يمنعها من إخراج أشرطة بها صور تحاكي صور الفنانين الأجانب وتختار عناوين محلية يفهمها الجميع وليست موجهة معنى ومبنى وصورا لجمهور خارج الحدود».
وعلق المدون علي أيده في هذا النقاش كاتبا «للنجاح ضريبة غالبا تكون غالية الثمن، لكن ضريبة الناجح أو الاختلاف في هذا البلد المغضوب عليه هي ثلة من الغوغائيين الذين سيسددون نحوك، يا كرمى، سهام ألسنتهم، لكن، ليكن حائط الصد أمام سهامهم المشتعلة هي مزيد من النجاحات المتتالية»

نواكشوط – «القدس العربي»:

جديد الأخبار