يروي الرئيس هيدالة في مذكراته علاقته بالمال العام .. كانت السلطات الجديدة قد سمحت لزوجته السيدة لاله بنت الفاظل بزيارته في سجن تامشكط الذي نقل إليه قادما من سجن كيهيدي .. يقول :
"وقد شرحت لي لاله الظروف التي مرت بها الأسرة بعدي وقالت لي إنهم بعد الانقلاب انتقلوا للسكن في ( گزرة) كانت تملكها في توجنين وهي عبارة عن أكواخ من القصدير (برگه) وذلك لأننا لم نكن نملك أي منزل في العاصمة، وأخبرتني أنهم واجهوا أولا ظروفا صعبة ولكن بعض الأصدقاء الخيرين بدأوا الاتصال بالعائلة بعد ذلك ووفروا لها متطلباتها.
وبفضل مبادرة من أحد رجال الاعمال بدأت لاله كما قالت لي في بناء منزل بالتقسيط على قطعة أرضية أعطاها لي الرئيس المختار قبيل الحرب وكانت هي وقطعة أرضية أخرى وهبها لي وزير مالية في العهد المدني هي كل ما أملك في نواكشوط.
وعند اطلاق سراحي وجدت مبلغ مليون وسبعمائة من أقساط بناء المنزل لم تسدد بعد.
وكان هذا أول منزل أملكه وسبب ذلك أنني لم أكن أستطيع كثيرا الادخار، فراتبي في فترة رئاستي كان 80 ألف أوقية وكنت أخصص معظمه للوالد رحمه الله وبعد الجفاف خصصت %25 منه لصندوق التضامن.
وعلى ذكر الراتب أستطرد أن مخصصات المعيشة كانت في فترتي في الرئاسة هي مبلغ 50 ألفا شهريا أي 600 ألف سنويا، وقد وجدتها عند مجيئي للرئاسة تبلغ مليون ومائتين فخفضتها إلى النصف.
وأستطرد كذلك من باب النكتة أنه لما وقع الانقلاب كان في حسابي في بنك IAD مبلغ 80 ألفا عبارة عن راتب شهري الأخير في الرئاسة أي ديسمبر من سنة 84 وعند اطلاق سراحي حاولت سحبه غير أني لم أعثر على دفتر الحساب الذي ضاع أثناء انتقال الاسرة من القصر إلى الگزرة فحاولت أن أقدم للبنك بعض القرائن على وجود حساب لي وبعد أخذ ورد قالوا إنهم وجدوه ولكن ليس فيه إلا 11 ألفا " .
الرئيس هيداله - من القصر إلى الأسر - ص 152
من صفحة الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله