الجملة التي أغضبت أم كلثوم من عبد الحليم حافظ و"كادت أن تنهيه تماما من التاريخ"

سبت, 31/10/2020 - 11:28

اتسمت العلاقة بين عبد الحليم حافظ (العندليب الأسمر)، وأم كلثوم (كوكب الشرق) بالشد والجذب، خاصة، أنهما كانا مقربين من السلطة المصرية خلال الخمسينيات والستينيات، ولأن حليم تزامن مولده الفني مع اندلاع ثورة يوليو في خمسينيات القرن الماضي، ما جعله أبرز الأصوات المعبرة عن أفكار واتجاهات الثورة.

ووصلت العلاقة إلى درجة شديدة من الخطورة بين قطبي الغناء، عقب أحد احتفالات أعياد ثورة 23 يوليو/ تموز 1952، الذي أقيم في عام 1964، بنادي ضباط القوات المسلحة في حي الزمالك، عندما أصدر حليم جملة لم ترق لأم كلثوم، المعروفة بعزتها وشموخها.

 

ووفقا لمقال كتبه عبد الحليم حافظ في مجلة "الموعد" اللبنانية عن أم كلثوم، بعد أيام قليلة من وفاة أم كلثوم، وتحديدا في 20 فبراير/ شباط 1975، فإنه تذكر الموقف الذي أشعل الخصام بينه وبين أم كلثوم، عندما أطالت فقرتها الغنائية في الحفل، قبل فقرته الغنائية.

وقال حليم في مقاله إن "أم كلثوم قررت أن تغني وصلتين قبل أن يغني، فقال لنفسه "رحم الله امرأ عرف قدر نفسه، وذهبت إليها أرجوها أن تسمح لى بالغناء بين الوصلتين الغنائيتين، وقلت لها: لو أن أم كلثوم انتهت من غناء الوصلتين وظهرت أنا على المسرح بعد ذلك فلن يسمعني أحد".

ولكن ردت أم كلثوم على طلب حليم بأنها متعبة وتريد الانتهاء من الوصلتين لتعود إلى منزلها لتستريح، حتى لا يتعبها السهر أكثر من ذلك، مؤكدا أنه حاول إقناعها ولكنها صممت على رأيها.

وبعد أن غادرت أم كلثوم المسرح، لم يفوت حليم أن يعقب على ما قامت به أم كلثوم معه، قائلا في بداية فقرته: "لقد شرفتني السيدة أم كلثوم بأن أختتم حفلا غنت فيه، وفي الحقيقة أن ماحدث يعتبر مقلبا بالنسبة لي".

 

وبحسب روايات عديدة، فإن هذا التصريح كاد أن يكلف عبد الحليم حافظ مشواره الفني، وأن يجلسه في المنزل، بعد أن تلقى تهديدا من بعض أفراد مجلس قيادة الثورة المصرية، بضرورة أن يعتذر لها.

وأكد الملحن والموسيقار الراحل، كمال الطويل، أن الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، هو من أنقذ حليم من غضب أم كلثوم، مشيرا أنه لولا علاقته الطيبة بأبناء ناصر كان انتهى تماما من التاريخ، على حد تعبيره، وذلك بحسب حلقات كتبها الناقد المصري طارق الشناوي في صحيفة "القاهرة" بعنوان ""كمال الطويل نغمة لا تعرف الموت".

ولفت عبد الحليم حافظ في مقاله النادر، إلى أنه تأكد لديه بعد لقائه الأول مع أم كلثوم في عام 1958 بمنزل الطبيب زكي سويدان،

"أنه أمام شخصية عظيمة، وإنسانة محترمة، تحترم مكانتها واسمها، بل تجبر الناس على احترامها".

وبسبب جملته في حفل أعياد الثورة، وحديثه مع الجمهور حول إن كان ما فعلته أم كلثوم معه في الحفل "شرف" أم "مقلب"، ذكر في المقال أنها غضبت من هذا الكلام وكان لابد من أن يصالحها.

وقال متذكرا "ذهبت إليها فى فيلتها بالزمالك لأجدها لا تزال واخدة على خاطرها، وقلت لها: أنا آسف أرجو ألا يكون تصرفي بالكلمة التي قلتها بحسن نية قد أغضبك".

وردت أم كلثوم عليه "أنا غاضبة فعلا، لم يكن من اللائق أن تقول مثل هذه الكلمة أمام ميكرفونات الإذاعة وكاميرات التلفزيون".

فقال العندليب: "عدت أعتذر لست الكل، قائلا: أنا لم أخطئ، بل بالعكس كنت أمجدك وفي النهاية أنا مثل شقيقك الصغير"، وهنا قاطعته: "إخرس أنت فاكر نفسك صغير، إنت عجوز"، ثم ابتسمت.

وتابع: "قبل أن أنصرف من فيلتها سألتني ثومة: ثم إيه حكاية الحلل والطشوت التي تغنى عليها في فرقتك الموسيقية، وكانت تقصد الآلات النحاسية، وقلت لها: أن هذا توزيع موسيقى كما يحدث فى بقية أنحاء العالم".

وأشار العندليب إلى أن أم كلثوم ردت قائلة:

"يا أستاذ احنا شرقيين ولسنا أوربيين، لابد من الاحتفاظ لموسيقانا الشرقية بأصالتها ولا نسمح للفن الغربي بالدخول فيها وإخفاء معالمها".

لكن وفي رواية متضاربة لمقال عبد الحليم حافظ، وبحسب مجلة "الشباب" المصرية، فإن أم كلثوم ظلت مقاطعة عبد الحليم لمدة 5 سنوات، منذ حفل أعياد الثورة، ولم يتسن له مصالحتها إلا في حفل خطبة ابنة الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، الذي أقيم في القناطر عام 1970.

ولم يتردد حليم أمام المتواجدين في الحفل بتقبيل يد أم كلثوم، لتقول له: "أنت عقلت ولا لسه؟!" ليتم بذلك إسدال الستار على هذا الخلاف.

وتوفيت أم كلثوم في 3 فبراير 1975، بينما رحل عبد الحليم حافظ في 30 مارس/آذار 1977

جديد الأخبار