خلال زيارة المقابر بمناسبة عيد النيروز العام الماضي في مدينة القامشلي السورية
الموت عابر أليف في يوميات يوسف فرج. الرجل يعمل، منذ ما قبل الوباء، مسؤولاً عن مجموعة مدافن على طريق الفيوم على أطراف القاهرة، ويحرس، منذ سنوات، مساكن أهل الآخرة.
تغيّر إيقاع مرور الوقت في المدافن، خلال عام على تفشّي فيروس كورونا. يردّد يوسف: "ربنا بيسترها". ويخبرنا أنّ "الناس خافت لأن المرض معدٍ، كما انقطع الزوّار المعتادون عن تفقّد قبور موتاهم".
خلال هذا الوباء، بات يوسف يتشدّد أكثر في شروط الزيارة التزاماً بالإجراءات الاحترازية الصحيّة. "حتى لو أراد شخص زيارة مدفن خاص به، أطلب منه بطاقته الشخصية، لأتأكد قبل السماح له بالدخول".
من مكانه كحارس للمقابر، تمكن يوسف من مراقبة تدرجات الحداد في زمن الوباء، عن كثب. يقول: "تجدين أشخاصاً يمسكون بالجثة، ويحضنونها ويقبلونها، غير آبهين بالإجراءات الصحيّة. في المقابل، هناك من يتردّد بالمساعدة في حمل جثة أخيه أو أبيه إلى التربة. طب لما انت مش حتشيله، مين حيشيله؟ الغريب؟".
ويتطلب تجهيز رفات من قضوا بكورونا اتباع إجراءات احترازية محدّدة، من ارتداء معدات واقية إلى تطهير وتعقيم الأسطح المحيطة بالجسد.