أحداث كهيدي الدموية : لماذا يتهم بعض الإقطاعيين با عليو كوليبالي؟

خميس, 08/04/2021 - 07:27

أحداث كهيدي الدموية : لماذا يتهم بعض الإقطاعيين با عليو كوليبالي؟

كما ذكرنا مرارا وتكرارا فان احداث مدينة عاصمة كوركول المأساوية كهيدي ليست بالجديدة حيث انها تعود الي خلافات مستمرة منذ نهاية عام 2020. إنها في الحقيقة قضية تستند أساسًا إلى العبودية بالنسب في وسط مجتمع السونينكي  و هي المارسة التي تنتشر في جميع المكونات العرقية الموريتانية.

ان اللوبي الإقطاعي الذي تحرك في 5 أبريل 2021 من اجل الاعتداء المفاجئ و بدون سبب علي تلاميذ آخرين من نفس الزاوية “شيخا يعقوبا سيلا ومبالي كابا"، كان يسعي لفرض إرادة العشيرة الإقطاعية عليهم كما يتهم با عليو كوليبالي بمحاولة استنفار السلطات والتي تسبب التقصير في مهامها وعدم تجاوبها مع الخطر المجتمعي المحدق في الاحداث الأليمة.

فما السبب الذي جعل الجهات الإقليمية الإدارية و الأمنية لا تولي الجدية المطلوبة للإنذار الذي وصل الي مكاتبها.

فما كان اذا للمعتدين امام تفرد السلطات الا الإمساك بالعصي و الفؤوس والسكاكين والمناجل والهراوات والهجوم دون رحمة علي المستهدفين.

ولذا فاننا ندعو السلطات الموريتانية إلى الصرامة في تطبيق القانون الذي يجرم الرق ومخلفاته على المسؤولين عن ساحة العبادة الذي أصبح مكانا للترويج للعبودية بالنسب والعنف .

وفيما يلي الرسالة التي بعث بها السيد با عليو كوليبالي وزملاؤه إلى السلطات الموريتانية بطريقة شجاعة للغاية. وهي الرسالة التي تبرز مستوى تعليمهم العالي جدا.

****

الجمهورية الإسلامية الموريتانية

                                                                                                                        كيهيدي 8 فبراير 2021

الي المدعي العام لدي محكمة كوركول

 

الموضوع: شكاوى بخصوص الفاظ استرقاقيه

يطيب لنا أن نلفت انتباهكم، بعد حادثة وقعت في مدينة كيهيدي أثناء صلاة في زاويتنا، عبر هذه الرسالة، حول الحقائق التي لا يزال سببها الرئيسي مرتبطًا بالاعتبارات ذات الطابع الإقطاعي والمخالفة للمبادئ الأساسية لطريقتنا المقدسة المنقولة قولاً وفعلاً من قبل أشياخنا الموقرين يعقوبا سيلا و أمبالي كابا.

وبالفعل، تمت يوم الجمعة 2 أكتوبر2020، خلال محاضرة اعتيادية تقام كل يوم جمعة في محيط الزاوية على مستوى مدينة كيهيدي، خلال هذه اللقاءات الأسبوعية، والتي نادرًا ما يشارك فيها الإمام الفخري، إمامة الصلاة بشخص قادر آخر. وهكذا قرر شيخنا كوليبالي في الصدد، في الثاني من أكتوبر وبعد ذهاب إمام اليوم الذي قاد صلاة المغرب، إمامة صلاة العشاء.

وبالفعل رفض بعض الموجودين الصلاة خلف شيخنا كوليبالي. وفي اليوم التالي أي يوم السبت، أدلى مسؤولون ينتمون إلى مجموعات الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم نبلاء، خلال اجتماع عقدوه في محيط الزاوية، بشكل علني بتصريحات استرقاقيه.

وفي كلمة له في هذا اللقاء قال شوعيبو حسينو ماريغا، المتحدث باسم الشيخ أمام الحضور: "أن الصلاة التي أمها شيخنا كوليبالي باطلة"، قبل ان يتدخل بعده با حمادي كويتا ليسأل علنا الجمهور المتواجد في المكان نفسه “ما الذي يجب القيام به في حالة حدوث صلاة خلف العبد؟".

وقد صرح قبلهما المدعو ماسير مارغا الملقب آبه في نفس الاجتماع: “انه علي الأموات أن يستيقظوا ليجددوا وردهم لأن ولائهم للطريقة لم يعد صالحاً بعد أن أم الصلاة من ليس هو أهلا لذلك".

وفي يوم الأحد 4 أكتوبر، أصر نفس الشخص آبه مارغا الذي أدلى بعبارات كيدية في اليوم السابق، على الاتصال عبر الهاتف بشيخنا وتهديده إذ لم يأتي بسرعة استجابة لاستدعائه من شيخ المجموعة.

شيخنا الذي كان يتواجد في المزرعة والذي لم يكن له في الحقيقة علما بهذه القصة، اذ غادر المحاضرة قبل وقوع الامر، حضر بعد دقائق قليلة الي الزاوية. وكم كانت دهشته عندما لاحظ حصر هذه الجمعية علي أشخاص ينتمون إلى مجموعة أولئك الذين يعتبرون أنفسهم نبلاء فقط.

ولقد عاود شيخنا في اليوم التالي الموافق الاثنين 5 أكتوبر للاستجابة للاستدعاء وهذه المرة برفقة بعض أفراد عائلته.

وخلال هذا الجمعية الأخيرة، المنعقدة يوم الاثنين 5 أكتوبر بإصرار من مجموعة المتمسكين بالنظام الإقطاعي، تم إبلاغ شيخنا بشكل علنًي وبوضوح من قبل شيخ الجماعة، أي يعقوبة دياكتيه " ألا يئم صلاة في الزاوية بدون إذن. "

في الواقع، ليس هذا الإذن المزعوم أكثر من خدعة لمنع من يعتبرونهم عبيدًا من إمامة الصلاة في الزاوية، لأنه حتى ذلك الحين، وحدهم الأشخاص المنحدرين من معسكر النبلاء الوهميون يحصلون على هذا الإذن المختلق كما أنهم الوحيدين الذين يؤمون الصلاة.

وبالتالي لم يتم أبدا منح أي إذن لأي شخص من معسكر أولئك الذين يعتبرون أرقاء. فكان شيخنا كوليبالي هو أول شخص ينحدر من هذه المجموعة يتجاوز بلا رجعة هذا الحاجز المفتعل، وذلك بشعوره بالقدرة الكافية فكريا ومعنويا لقيادة الصلاة في مجتمع يعتبره بعمق وبقلب صادق وبعيدا كل البعد عن كل من شأنه المساس به مجتمعه.

وبعد هذه الحادثة المؤسفة المخالفة لمبادئ وأسس طريقتنا، وبالنظر إلى الدروس العديدة التي تعلمناها هناك،

فإننا نحن، مجموعة من التلاميذ الذين ينتمون إلى معسكر الأشخاص الذين يعانون من التمييز، قررنا بدورنا عدم قبول قيادة الصلاة من إمام من المعسكر الآخر، طالما لم يتم حل مشكلة الإمامة داخل مجتمعنا بشكل نهائيً وتمشيا مع المبادئ الأساسية لطريقتنا ألا وهي: المساواة والاحترام غير القابل للتفاوض لكرامة الإنسان في انسجام تام مع قوانين الجمهورية الإسلامية الموريتانية

وفي الوقت الذي نضع استعدادنا الكامل تحت تصرفكم لأي معلومات تكميلية، تقبلوا منا السيد المدعي العام أصدق مشاعر الاحترام و التقدير والتزامنا المستمر بتقديم مساهمتنا المتواضعة من اجل السلام والتماسك الاجتماعي في أمتنا العظيمة.

الموقعين:

  • شيخنا سليمان ادياكيني
  • با عليو كوليبالي
  • شيخنا سيخو كوليبالي

جديد الأخبار