تزوير هوية زعيم البوليساريو يكشف تورط إسبانيا في معاداة مصالح المغرب

خميس, 29/04/2021 - 11:33

باستنكار واسع رد المغاربة على استقبال إسبانيا إبراهيم غالي، رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية، للاستشفاء بجواز سفر واسم مزورين، وذلك بالتزامن مع استدعاء وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السفير الإسباني بسبب هذه الاستضافة، التي وصفها رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني بالفضيحة الكبرى للجارة الشمالية.

وفي وقت أعلنت وزارة الشؤون الخارجية، عبر بلاغ رسمي، أن المغرب يأسف لموقف إسبانيا التي تستضيف على ترابها المدعو إبراهيم غالي، زعيم ميليشيات البوليساريو الانفصالية، يرى كثيرون أن إسبانيا متورطة في هذا الفعل الذي يضر كثيرا بالعلاقات بين البلدين.

رضا الفلاح، أستاذ القانون الدولي بجامعة ابن زهر بأكادير، ذهب في حديث مع هسبريس إلى كون عملية تهريب زعيم الانفصاليين إلى إسبانيا بهوية جزائرية مزورة تم الترتيب لها بشكل سري بين الجزائر وإسبانيا، ولم يكن يخطر على بال منظمي هذه العملية أن تنكشف أمام الجميع بهذا الشكل الذي وضع إسبانيا في موقف محرج لا تحسد عليه، موضحا أن الارتباك بدا واضحا في التصريحات الرسمية عندما حاولت الخارجية الإسبانية التحجج بذريعة الدواعي الإنسانية والتأكيد على متانة العلاقات الثنائية المغربية الإسبانية في الوقت نفسه.

وأردف أستاذ التعليم العالي: “إننا نقف هنا أمام قضية تهريب ومحاولة هروب زعيم تنظيم انفصالي من المفروض مثوله أمام العدالة الجنائية الإسبانية التي تطالب بتوقيفه من أجل محاكمته في قضايا مرتبطة بجرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان يعاقب عليها القانون الدولي الجنائي”، معتبرا أن “هذه القضية ليست فقط فضيحة تشوه سمعة وتضرب مصداقية الجار الشمالي للمغرب، بل إنها واقعة تنذر باحتمال حصول أزمة غير مسبوقة في العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة”.

وشدد المتحدث ذاته في هذا الصدد على أن “إسبانيا تلعب لعبة خطرة في ما يتعلق بالوحدة الوطنية والترابية المغربية بادعائها الحياد ودعم الحل السياسي في خطابها”، مضيفا: “مع نهجها سلوكيات مناوئة تثبت عكس ما تقول، يتضح أن أوراق الجارة الشمالية أصبحت اليوم مكشوفة في ظل تجلي هذه الازدواجية والحربائية بين القول والفعل في قضية مصيرية بالنسبة للمغرب”.

“من الواضح أن إسبانيا بهذا السلوك تخاطر بتجاوز عتبة الصراع الهادئ مع المغرب ودفعه نحو ردود فعل مضادة على نفس الدرجة من العداء، في إطار مبدأ المعاملة بالمثل”، يقول الفلاح، الذي يرى أن “خيار التصعيد ليس الأنسب في الوقت الراهن، لأنه يمثل لعبة صفرية قد تفضي إلى إمعان الطرفين في العداء المتبادل، في وقت تحقق الدبلوماسية المغربية اختراقات مهمة”، مبرزا أن “الخيار الأكثر عقلانية هو أن يتم الرد في إطار ما هو متعارف عليه دبلوماسيا وبطريقة متدرجة، وأن يتمسك المغرب بضرورة تقديم زعيم الانفصاليين أمام العدالة الجنائية”.

ونبه أستاذ التعليم العالي إلى أن “الطرف الإسباني هو المتضرر والخاسر الأول والأخير في هذه الواقعة المفضوحة أمام العالم وأمام الرأيين العامين الإسباني والمغربي”، مؤكدا أنه “على هذا الأساس فإنه لن يكون بمقدور إسبانيا التفاعل بشكل جدي وصريح مع الأسئلة التي جاءت في بيان الخارجية المغربية إلا عبر الإقرار بارتكابها زلة قانونية وسياسية ودبلوماسية تجاه جارها الجنوبي الذي تربطها معه ملفات ومصالح جديرة بأن يغلب على تدبيرها منطق التعاون والشفافية في المواقف

جديد الأخبار