اشتباكات بيروت.. تشييع قتلى حزب الله وحركة أمل وحداد وإغلاق عام في البلاد

جمعة, 15/10/2021 - 16:20

قال مراسل الجزيرة في بيروت إن سكان منطقة اشتباكات أمس يواصلون إحصاء الخسائر المادية الهائلة الناتجة عن الاشتباكات، ويزيل بعضهم الزجاج المتناثر بالشوارع جراء إطلاق النار، وقد قام اليوم وفد من الهيئة العليا للإغاثة الحكومية بمعاينة المنازل والمباني المتضررة.

شًيع 3 من القتلى الذين سقطوا أمس الخميس خلال الاشتباكات في منطقة الطيونة جنوبي بيروت، في وقت عزز فيه الجيش اللبناني إجراءاته في منطقة الاشتباكات في تقاطع الشياح عين الرمانة، وذلك في ظل حداد عام وإغلاق حزنا على أرواح ضحايا الاشتباكات، وقال الصليب الأحمر إن عدد قتلى الاشتباكات ارتفع إلى 7 أشخاص.

ويشارك في مراسيم تشييع القتلى الثلاثة في الضاحية الجنوبية لبيروت مناصرون لكل من حزب الله وحركة أمل، إضافة الى عدد من علماء الدين، وكان الحزب نعى اثنين من المنتمين إليه، ونعت الحركة 3 من عناصرها.

وتخلل التشييع في ضاحية بيروت الجنوبية إطلاق رشقات نارية في الهواء، وهو أمر مألوف في مثل هذه المناسبات، وفق ما ذكره مدير مكتب الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم، الذي أضاف أن المشاركين في الجنازة يطالبون السلطات بإجراء تحقيقات فيما جرى أمس الخميس لمعرفة المتسببين في سقوط قتلى وجرحى.

موقع الاشتباكات

وفي مكان الاشتباكات، وهو تقاطع الشياح عين الرمانة، قال مراسل الجزيرة جوني طانيوس إن الهدوء يسود المكان منذ مساء أمس الخميس، في وقت يعزز فيه الجيش إجراءاته بالمنطقة لحفظ الأمن، سواء من خلال الدوريات أو الحواجز الثابتة والمتحركة، فضلا عن استمرار في التحقيقات لمعرفة تفاصيل ما وقع أمس.

الجيش يعزز إجراءاته الأمنية في منطقة اشتباكات أمس الخميس ويواصل تحقيقاته لمعرفة ملابسات ما جرى (غيتي)

وكان الجيش قال أمس الخميس إنه أوقف 9 أشخاص على خلفية الاشتباكات، التي قال إنها وقعت بعد إشكال وتبادل لإطلاق النار أثناء توجه محتجين إلى منطقة قصر العدل في بيروت للاعتصام للمطالبة بتنحي قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار.

وقد دارت الاشتباكات حوالي 5 ساعات في المنطقة التي تبعد عشرات الأمتار عن قصر العدل، على الرغم من انتشار وحدات الجيش سريعا في الموقع الذي يعد من خطوط التماس السابقة خلال الحرب الأهلية (1975-1990)، حيث يفصل بين منطقة الشياح ذات الأغلبية الشيعية ومنطقة "عين الرمانة -بدارو" ذات الأغلبية المسيحية.

وكان حزب الله وحركة أمل قد اتهما أمس الخميس حزب القوات اللبنانية بإطلاق النار والقتل المتعمد للمعتصمين، في وقت نفى فيه حزب القوات هذه الاتهامات، وأكد أن ما حصل كان نتيجة ما سماها عملية الشحن والتحريض التي مارسها حزب الله بحق قاضي التحقيق في انفجار المرفأ.

وأضاف المراسل أن سكان منطقة الاشتباكات يواصلون إحصاء الخسائر المادية الهائلة الناتجة عن الاشتباكات، ويزيل بعضهم الزجاج المتناثر في الشوارع جراء إطلاق النار، وقد قام اليوم الجمعة وفد من الهيئة العليا للإغاثة الحكومية بمعاينة المنازل والمباني المتضررة للقيام باللازم.

وكانت الحكومة اللبنانية قد أعلنت الإقفال العام اليوم الجمعة للإدارات والمؤسسات العامة والمدارس العامة والخاصة والبلديات، حدادا على قتلى الاشتباكات.

القتلى والجرحى

وأفاد الصليب الأحمر اللبناني للجزيرة بارتفاع عدد قتلى اشتباكات أمس الخميس في منطقة الطَيّونة ومحيطها ببيروت إلى 7، وقالت وزارة الصحة إن شابا جريحا توفي اليوم الجمعة متأثر بإصابته.
ومن بين قتلى أمس امرأة لديها 5 أبناء وبنات أصيبت بطلق ناري في رأسها خلال وجودها داخل منزلها، وأصيب في الاشتباكات 32 آخرين، وذكرت وزارة الصحة اليوم أن العدد الأكبر من الجرحى خرجوا من المستشفيات بعد تلقيهم الإسعافات الضرورية، ولا يزال 4 في طور العلاج.

تشغيل الفيديو

وكان الرئيس اللبناني ميشال عون التقى وزير الدفاع موريس سليم، وبحث معه الأوضاع الأمنية في البلاد، والدور الذي قام به الجيش لضبط الوضع وإعادة الأمن بعد أحداث أمس الخميس في منطقة "الطيّونة".

وقال وزير الدفاع إن المؤسسة العسكرية لن تسمح بأي تجاوزات من شأنها إحداث اضطرابات أو تهديد السلامة العامة.

وقالت الرئاسة اللبنانية إن الرئيس عون بحث مع وزير العدل القاضي هنري خوري ضرورة تفعيل دور مجلس القضاء الأعلى، لا سيما بعد تعيين 4 أعضاء فيه وأدائهم مع العضو الخامس اليمين القانونية. كما تطرق الحديث إلى التحقيقات الجارية في الأحداث الدامية التي وقعت أمس الخميس في الطيونة، وضرورة الإسراع في إنجازها لتحديد المسؤوليات.

نادي القضاة

ودعا "نادي قضاة لبنان" إلى تعاضد جميع القضاة لمنع أي محاولة لتجاوز صلاحيات الفضاء، والتصدي لأي محاولة للتطاول والاستقواء على المؤسسة من خارجها، ولفت النادي إلى أن قاضي التحقيق في انفجار المرفأ يبقى سيد ملفه ما دام لم يصدر أي قرار عن المرجع المختص برده أو تنحيته، وأضاف النادي أن القضاء قال كلمته، وخلص -غير مرة- إلى عدم قبول طلبات رد المحقق العدلي في ما سماها "جريمة المرفأ"، داعيا الى التوقف عما سماه العبث في آخر حصن في فكرة الدولة، حسب وصفه.

وقد دان رؤساء حكومات لبنانية سابقون الاشتباكات في منطقة الطيونة أمس الخميس، وطالبوا القوى الأمنية باتخاذ أقصى الإجراءات والتدابير لمنع كل أشكال العنف، ودعا كل من سعد الحريري وفؤاد السنيورة وتمام سلام، في بيان، إلى توقيف المسلحين الذين ارتكبوا هذه المخالفات، وشدد رؤساء الحكومة السابقون على ضرورة احترام الحريات العامة والتظاهر السلمي ضمن القانون، وجددوا المطالبة بالاستعانة بلجنة تحقيق دولية أو عربية من أجل كشف الحقائق الكاملة في انفجار مرفأ بيروت.

كما طالبوا البرلمان بإصدار قانون دستوري يرفع الحصانات عن الجميع لإحقاق العدالة، وفق ما جاء في البيان.

تجدر الإشارة إلى أن لبنان يعيش أزمة سياسية واقتصادية فاقم منها انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب 2020 والذي أودى بحياة 214 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 6500، إضافة إلى دمار واسع في العاصمة.

جديد الأخبار