من هو ملك الشر فى الأرض.. الرجل أم المرأة؟ ...

خميس, 16/11/2017 - 17:46

قالوا لى صراحة فى إحدى الندوات التى حضرتها ـ رغم علمى ويقينى بأن قرارات تلك الندوات ـ غالبا ـ ما تنتهى بمجرد اعلانها.. ثم تنام نوما عميقا على رفوف الأرشيف وفى أدراج المكتبات.. ليضيع زعيق المتكلمين فى ضجيج الشارع.. وتموت الكلمات والتوصيات ويغلق عليها أدراج المكاتب ورفوف الأرشيف فى انتظار قدوم الفئران المرحة لتقرضها قرضا حسنا.. أى تلتهمها حتى آخر سطر.. وآخر ورقة!

قالوا: أنت دائما تلوم المرأة وتقول إنها منبع الشر فى الأرض.. وأن أى كارثة تحيط بالانسان.. أو حتى بالدول والشعوب تكون المرأة هى الفاعل الحقيقي.. أو تقف وراء الفاعل الحقيقي.. باعتبار المرأة كما قال نابليون بونابرت يوما ـ هى بلاء الأرض..

قلت لهم: عجيبة.. أنتم لم تعرفوا جيدا ما أكتبه وربما قرأتموه ولم تفكروا فيه ولو قليلا.. آخر ما قلته فى كتابى عالم بلا نساء.. أن الرجل هو سيد الشر على الأرض.. وهو أشد المخلوقات قسوة وظلما وتجبرا وكبرا وفسادا.. فهو أول من قتل وأول من أسال دم الانسان.. بداية من جدنا قابيل قاتل أخيه هابيل.. وعلى يديه تعلم الانسان كيف يقتل وكيف يخون.. وكيف يغدر حتى بأقرب الناس إليه.. أخيه ابن أمه وأبيه؟..

ومرورا بالطغاة الذين لوثوا صفحات التاريخ دما وحقدا ومرارة وحرقا وتمزيقا من أمثال جنكيز خان وهولاكو وتيمور لنك.. الذين كان الذبح والحرق شريعتهم ودستورهم.. ونهاية بقتلة العصر الحديث الذين يرتدون رابطات العنق والقبعات وطواقى الرابايات الملتصقة بقمة رؤوسهم وعيونهم مبتسمة وشفاههم منفرجة بكلمات السلام والحب والرحمة والعدل.. والقائمة مزدحمة بالأسماء بداية بهتلر مفجر الحرب العالمية الثانية، وتشرشل وديجول وستالين الذين انتقموا من الألمان البشر والنساء والأطفال فدكوا مدنهم ودفنوهم أحياء تحت الأنقاض المحترقة.. ثم ترومان صاحب الأمر بإلقاء أول قنبلة ذرية على اليابان فى أواخر سنوات الحرب حتى تركع وتسلم.. فركعت وسلمت بعد قنبلتين لئيمتين غادرتين قتلت من قتلت وشوهت من شوهت ودمرت ما دمرت وحولت هيروشيما وناجازاكى إلى مدينتين قامت قيامتهما قبل الأوان!

ونهاية بطغاة الحروب التليفزيونية وطائرات الشبح والقتل والتدمير فى الظلام بأشعة الليزر ومن داخل الغرف المكيفة بمجرد لمس أزرار مضيئة لتقتل وتدمر وتسجل وتعطيك فى الحال وعلى شاشة أمام عينيك كشف حساب جريمتك.. الجيوش التى سحقت.. وطوابير القتلى من الرجال والنساء والأطفال.. والمدن المدمرة المحطمة أو التى لم يعد لها وجود على خريطة الكون.. ثم تحدد لك موعد الجنازات إذا أردت أن ترسل زهورا.. أو تعطيك بيانا ـ تفصيليا مصورا بأماكن سرادقات العزاء إذا أردت أن تذهب.. بعد أن ترتدى البدلة السوداء والكرافات الأكثر سوادا ومنديلا أبيض تجفف به دموع التماسيح فى عينيك.. لتتقبل العزاء فى الليل فيمن أمرت بقتلهم فى الصباح!

.............

..............

والقائمة هنا تضم أسماء محفوظة داخل الكمبيوتر حتى لا يعرفها الناس.. وإن كان الكل يعرفها ويحفظها عن ظهر قلب فمن منا لا يعرف الذين أمروا بذبح سكان دير ياسين فى فلسطين.. والذين أطلقوا الرصاص وأغمدوا الخناجر فى صدور النساء وبطون الحوامل وقلوب الأطفال الرضع.. والذين نفذوا بكفاءة متناهية مذابح صابرا وشاتيلا وقرية قانا فى لبنان المغلوب على أمره.. والذين قتلوا الأسرى المصريين فى 56 و67.. ثم أصبحوا يجلسون على كراسى الحكم فى اسرائيل.. من أمثال بن جوريون واسحاق شامير واسحاق رابين وأخيرا أخونا فى السلام شيمون بيريز، الذى لم يرض ان يخرج من مولد الدم العربى بلا حمص فغمس يده فى دم أطفال قانا .. ثم زعم انه مجرد خطأ غير مقصود من جنوده الأشاوس .. وأيده فى تبريره وزير خارجية أمريكا راعية وحامية القطة الإسرائيلية المدللة والمدافعة عنها عمال على بطال .. وليذهب بيريز بفعلته وجريمته!

ويتنافس مع القتلة العبريين .. جزارو الصرب فى حربهم من امثال كارادان جرافونيتش!

وأحفاد جدنا قابيل من جنس الرجال يملأون الأرض قتلا وتدميرا وفسادا وتشريدا وترويعا وذلا وهوانا..

وقد يسأل سائل وأين كيد النساء أصل الشر ومنبعه ومحركه .. وحيث يتحرك لابد وأن يمتطى عنان المرأة .. كما قال أرسطو؟ وأقول: لو ان الله عز وجل فى كتابه العزيز قد وصف النساء بالمكر والكيد وإن كيدهن عظيم .. فإن كيد المرأة لايخرج من مكمنه الناعم الدافئ الجميل إلا اذا كان موجها لجنس الرجال ليس كل الرجال .. ولكن لرجل واحد كاد لها وكادت له.

وقد تكيد إمرأة لامرأة .. إذا كادتها فى رجل تحبه أو تريده!

ولكن كيد الرجال يفوق كيد النساء باشواط بعيدة وعديدة .. ويسبقها فى كل ارض وفى كل دار وفى كل زمان!

وكيد الرجال أشمل وأعم .. فهو لايفرق بين رجل وامرأة او طفل أو شاب أو كهل أو شعب وآخر .. فكيد الرجال يأخذ العاطل بالباطل ويطول الأفراد والشعوب والدول وإذا لم تصدقونى انظروا الى ما يفعله الجالسون على كراسى الحكم فى الدول العظمى كبيرة المقام والسلطان والمال والقوة بدول غلبانة مصابة بفقر دم أزلى مغلوبة على أمرها مثل ليبيا والعراق وسوريا ومن قبلهم البوسنة والهرسك .. لايهم ماجرى لشعوبها من قتل وتشريد واغتصاب وتجويع .. المهم ان تسمع الكلام وتركع ويردد تلاميذها فى طابور الصباح النشيد الأمريكي!

والرجال يكيدون لبعضهم البعض .. حتى يصعدوا السلم ولو على جماجم الآخرين .. كما فى السياسة وفى الحرب .. بعكس المرأة التى تكيد فى الحب فقط!

وقد يكيد الرجال لبعضهم البعض من أجل منصب أو علاوة أو ترقية أو حتى سفرية .. والكيد هنا يتحول الى »زنب وبمب« وضرب تحت الحزام أو الترابيزة .. وهو كيد مصرى وصناعة مصرية مائة فى المائة!

ولكن الرجل عادة ـ إذا كان رجلا بحق ـ لا يكيد للمرأة كما تفعل هى فى كل كيدها ومكرها ودلالها وخبثها الحريمى الذى ورثته وتعلمته من امهاتها وجداتها وعماتها وخالاتها وجاراتها وزميلاتها..

وكيد الرجال ومكرهم ودهاؤهم وشرورهم قد يغير وجه التاريخ كله .. كما فعل جنكيزخان وهولاكو وهتلر وستالين وترومان .. ولكن كيد النساء يغير تاريخ رجل أو حفنة من الرجال لا أكثر ولا أقل .. ومن هنا وصفوا كيدهن بأنه الاعظم .. لانه غلب كيد الرجال الذين يملكون الدنيا والشعوب والرقاب والمال وأرباب القوة وفى أيديهم قلم الامضاء وصناعة القرار.

وكما قال نابليون بونابرت القائد الفرنسى العظيم: «لم يهزمنى رجل فى حياتى .. قهرت كل الرجال وفزت فى كل المعارك .. وهزمتنى امرأة»!

وكان نابليون يقصد هنا جوزفين زوجته التى مرمطت به التراب!

والنساء فى كيدهن لا يفرقن حتى بين رجل ونبى .. فقد كادت زوجة سيدنا لوط له .. وكادت زوجة سيدنا نوح له..

000000000000000

000000000000000

ورجل هذا الزمان اما قاتل ظالم مفترى فاسد .. كالح الوجه .. خرب الصدر .. يدوس على الناس اقرب الناس .. لكى يصعد ويصعد ويصعد .. ويبقى هو وحده فوق قمة التل .. حتى لو كان سفحه كله مغطى بدماء واجساد وقلوب وآهات من ساندوه ورفعوه وحملوه فوق الاكتاف!

وإما رجل يلعب بالبيضة والحجر.. يتلون بألف لون ويقابل الناس بألف وجه .. كسيب هليب .. شعاره الفهلوة والرزق يحب الخفية ولايهمه ان يكسب عيشه من باب حلال أو حرام!

وإما طيب خير عطوف رحيم .. لايؤذى احدا .. يأكل عيشه من رزق حلال .. ولايقبل مليما واحدا من باب حرام .. ويطلقون عليه فى زماننا: الرجل الطيب .. وأحيانا »الرجل العبيط« باعتبار ان الطيبة فى هذا الزمان الرديء هى والعبط سواء بسواء!

ورجال هذا الزمان يعيش بينهم من يقتل ويسفك الدماء اما عامدا متعمدا ومدبرا ومخططا لجريمته أو مجرما بالصدفة أو الخطأ أو فى حالة غضب وجنون وقتى .. وهم يرتكبون 86% من جرائم القتل .. والباقى تركوه للنساء!

ونحن هنا فى مصر يرتكب الرجال 78% من جرائم القتل ويتركون للنساء 13% منها!

والمرأة لايجرى فى عروقها الاجرام .. ولكن يسكن صدرها منذ الأزل حب الانتقام .. من رجل أذلها وأهانها وشردها وجوعها وسلب منها عقلها وأطفالها وذهب لامرأة أخرى .. أو من امرأة خطفت رجلها وحبيبها.

والمرأة لا تقتل امرأة مثلها إلا دفاعا عن نفسها .. ولكنها تكيد لها فى أطفالها لتحرق قلبها عليهم بقتلهم .. وهى تقتل الرجل فى الليل وتملأ الدار صراخا عليه فى الصباح .. وتلطم الخدود وتتمرغ فى التراب وهم يواروه التراب!

والرجل ـ كما يقول خبراء علم الجريمة ـ يقتل وحده بيديه بتفكيره المحض وينفذ جريمته فى هدوء ثم يشعل سيجارة .. أو يذهب الى المقهى ليشرب واحد شاى أسود وواحد معسل يحرق القلب والصدر!

ولكن المرأة فى 89% من جرائمها لاتقتل إلا ومعها شريك.. عاشق او اجير يقتل بالقطعة .. وهى لا تشارك امرأة مثلها فى جريمة قتل .. إذا حدث واشتركت امرأتان فى قتل رجل انكشف المستور وباحت إحداهما بالسر إن عاجلا أو آجلا!

وبين كل عشر جرائم قتل الزوجات للأزواج يوجد تسع جرائم فيها عشيق للزوجة سلمت له مهمة الخلاص من الزوج المخدوع .. ولعل أكثر جرائم الرجال بشاعة ووحشية .. تلك التى تكون الضحية فيها هى الأمهات...

ولقد زادت وفاضت جرائم الرجال ضد أمهاتهم.. وآخرها الموظف الذى خنق أمه بيديه فى الليل لكى يأخذ مكافأة نهاية خدمتها حتى يتزوج من الفتاة التى خلبت لبه وسلبته عقله وإرادته!

ثم تأتى جرائم الرجال ضد الآباء وآخرها هذا الابن الذى ضرب أباه بالعصا ودفنه فى الدار من أجل ميراث ربع فدان طين!

وبعدها جرائم الرجال ضد الأبناء البنات والأطفال..

الأب يدفن ابنته العروس حية.. حتى لا تخرج عن طوعه وتتزوج بمن تحب..

والأسرة كلها تشترك فى ذبح وتقطيع ابنتهم التى حملت سفاحا!

والأب الذى يلقى ابنته الرضيعة من شباك خامس دور فتسقط صريعة فى الشارع لكى يكيد لأمها التى خرجت عن طاعته!

وقد يتساءل البعض: لماذا يلجأ الرجل إلى سلاح القتل لحل مشاكله فى الحياة؟

المحللون هنا يقولون: انه لا يوجد انسان مجرم بطبعه.. ولكن الوسط والبيئة ومهنة الأبوين والعائلة، وانفصال الأم والأب.. أو اليتم والتشرد والتخلف الاجتماعى والطبقي.. والفقر وضيق ذات اليد والعوز.. وكثرة الخلفة وضياع الأولاد وتسربهم من المدارس أو عدم دخولهم اصلا.. كل هذه العوامل تدفع الانسان لكى يتحول إلى مجرم محترف.. سارق محتال هارب من العدالة.. أو حتى قاتل زنيم!

..............................

..............................

الأمر الذى يؤكده طابور علماء المجتمع أن سلوك الرجل قد تغير وتبدل خلال نصف القرن الأخير.. لم يعد الرجل هو الرجل.. لم يعد هو سيد البيت.. السيد المطاع الذى تهتز جدران البيت من قبل سكانه عندما يهل ويدخل من عتبة الباب.. ضاعت هيبة الرجل وخلع رداء الرجولة والشهامة.. وأصبح فى كثير من الأحيان مثل »الشخشيخة« فى يد المرأة تلعب به كما تشاء.. وعلى حد قول فولتير: »المرأة لعبتها الرجل«.

بحجة البحث عن الرزق الواسع.. سافر الرجل وترك بيته للقيل والقال.. امرأة معها فلوس بالكوم يرسلها زوجها الغائب وتشكو الوحدة.. وأولاده يلعبون بالفلوس لعبا وعلى حل شعرهم.. وبناته يلبسن آخر موضة وطول النهار والليل مع »الشلة« إما فى النادى أو فى رحلة طويلة أو فى الديسكو آخر الليل!

ويعود الزوج بعد غيبة طويلة محملا بالهدايا والدولارات والريالات ليجد زوجته قد لافت على رجل غيره.. وأولاده لا يعرفونه ولم يتعودوا على رؤيته.. ولم يأتمروا بأمره يوما.. وأمواله التى أرسلها وتعب وشقى وشاف المر والذل من أجل جمعها.. باسم الزوجة المصونة والجوهرة المكنونة فى البنك.. حتى العمارة التى بنتها والعزبة التى اشترتها فى المريوطية أو النوبارية باسمها هي.. ويخرج الرجل من المطار الى البيت الى قسم الشرطة الى المحاكم.. إلى احضان أمه مرة أخرى إذا كانت على قيد الحياة.. ليدخل »الشرنقة« ويبدأ مثل فراشة »أبو دقيق« التى تطير فى حقول البرسيم.. دورة حياة جديدة!

وهذا الأب صاحب الشركات والاستثمارات والذى لا يبطل سفريات ما بين لندن وباريس ونيويورك.. ومشغول لشوشته فى مشاريعه وتلكساته وفاكساته.. المكوكية حاملة له آخر اخبار صادراته ووارداته وحساباته فى بنوك أوروبا وامريكا.. وبيته فى القاهرة مجرد صالة ترانزيت ينزل فيه ليلة أو بضع ليال لا تكتمل شهرا بحاله فى السنة.. وزوجه آخر جمال وبنت ناس ومن عائلة كريمة وأولاده لا يعرف عنهم شيئا.. إلا أسماءهم.. وهو يغدق عليهم بلا حدود.. كل ولد وكل بنت لها سيارتها آخر موديل.. والزوجة سيارة ستة أمتار بالسائق وثلاث خادمات فلبينيات يحولن البيت الى جنة وارفة الظلال..

ولكن أين »دادي«؟

هو موجود معهم ولكن على التليفون.. لا يقولون له خبرا.. فى أى سنة أنت.. هل نجحوا أم لا.. ولكن طلبات فى طلبات.. ما تنساش الفريزر والبارفانات من باريس.. والعقد اللولى لازم من لوكسمبورج عاصمة اللؤلؤ فى أوروبا.. وتذاكر السفر.. وحجز المصايف فى جزر مايوركا.. وهم يسافرون وحدهم وقد يلحق بهم أو يكلمهم من المطار فى طريقه إلى بلد آخر وصفقة أخرى ومليون آخر!

ومازلنا مع حكاوى الرجل والمرأة.. من الاكثر شرا ومن الاكثر اجراما؟{ >> «لم يهزمنى رجل فى حياتى .. قهرت كل الرجال وفزت فى كل المعارك .. وهزمتنى امرأة»! >>

Email:asaadany@ahram.org.eg

جديد الأخبار