بعد أيام قليلة من اعتداء تلميذ على أستاذه في حادث هز الرأي العام المغربي، تعرضت معلمة، مساء الأربعاء، في مدينة الدار البيضاء، إلى اعتداء شنيع بسكين من قبل أحد تلامذتها، ما سبب لها جرحاً غائراً في وجهها.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، صوراً تظهر آثار الاعتداء على وجه الأستاذة التي تدرّس في ثانوية "الحسين بن علي" التأهيلية بالحي المحمدي في مدينة الدار البيضاء، حيث ظهر جرح غائر نازف على مستوى ذقنها.
وفي تفاصيل الحادث، ذكر زملاء الأستاذة أن الحادث وقع على الساعة السادسة من مساء أمس، حيث اعترض التلميذ طريق الأستاذة وهي تغادر المؤسسة متوجهة إلى بيتها، وهجم عليها بسكين، مؤكدين أن الأسباب تعود إلى أن التلميذ سبق له أن مثل أمام المجلس التأديبي للمدرسة، والذي تتمتع الأستاذة المعنفة بعضويته، وصدر في حقه قرار بنقله من ثانوية الحسين بن علي إلى ثانوية أخرى.
ويأتي هذا الاعتداء بعد سلسلة من الاعتداءات التي استهدفت الأطر التربوية خلال هذا الشهر، آخرها اعتداء تلميذ على أستاذ بالضرب والركل بمدينة ورزازات، والذي قضت المحكمة يوم أمس بحيسه 17 يوما، وتغريمه درهمين رمزيين، واحد لوزارة التربية والتكوين والتعليم العالي، ودرهم للخزينة العامة.
وأثار هذا الحادث موجة جديدة من الاستنكار والاستياء من طرف النشطاء المغاربة، لا سيما الأوساط التعليمية، لما آلت إليه المدرسة العمومية وواقع العلاقة ين التلاميذ والأطر التربوية، حيث تم نشر الخبر على نطاق واسع، وسط مطالبات بضرورة البحث عن حلول لهذه الظاهرة المتنامية.
ويقول الناشط صالح الفقيهي، إن هذا الأمر "بات يتطلب نقاشاً مجتمعياً للظاهرة، لأن ردود الأفعال المتسرعة، وأحياناً المتشنجة، لن تغير من واقع الأمر بقدر ما قد تؤدي إلى استفحاله، خصوصا أن الظاهرة طرفاها هما ركنا العملية التعليمية".
بدوره علّق الناشط أمين السعيد قائلاً: "لا نريد ردود فعل مهزوزة لما وقع للأستاذة، المشكل لا يحتاج لبيان من وزارة التعليم، أو إلى فتح تحقيق كباقي التحقيقات المنسية التي تفرغ المحاسبة من مضمونها، الحل يحتاج إلى ترتيبات جذرية وإصلاح عميق للمنظومة التعليمية التي أثبتت فشلها وانهيارها، وفق مقاربة تشاركية تجمع كل الأطراف، بمن فيهم التلاميذ".
أما الناشط مصطفى شرف، فقد دعا إلى ضرورة التدخل السريع لإيجاد حل لهذه المشكلة، وإلا فإن "مستقبل الشباب سيصبح مجهولاً وغامضاً"، مضيفاً أنه يجب على الدولة أن تتدخل "لوقف هدا النزيف الذي أصبح يشكل ضرراً على المجتمع".