أبطال القصة الحقيقية ثلاثة : ولد عبيد المقلد الماهر و النام الفلالي الوسيطة لعملية التحايل و الضحية، المكلف بمهمة في الرئاسة الموريتانية عبد الله ولد احمد دامو.
وتبدأ خيوط المكيدة باحداث لا احد يقدر ان يتوصر انها ستصل الي ما وصلت اليه.
لقد تم وضع ابن النام الفلالي القاصر في سجن الاك، بعد العثور في حقيبته المدرسية علي عينات من المخدرات لم يعرف مصدرها مع فرضية برائة الطفل الذي قد تكون المواد المحظورة وضعت مع ادواته دون ان يشعر بذلك.
وكانت امه تزوره علي الدوام في سجنه قبل ان تسافر الي العاصمة، حيث تقطن، لتسوية بعض الامور الملحة قبل ان تعود مجددا لطمأنة ورفع معنويات ابنها المراهق.
وهنا في السجن تعرفت بالذات علي مقلد الاصوات الماهر ولد عبيد، الذي كان هو الآخر رهن الاعتقال.
ومافتئت الامور الي ان تطورت الي حياة غرامية بين السيدة و ولد عبيد، خاصة بعد ان تعهدلها الاخير باطلاق سراح ابنها وهو الشيئ الذي جصل بالفعل وبسرعة فائقة، جعلتها تقع في غرام من انقذ فلذة كبدها.
وما كان لهما بعد ذلك الا ان يكون كليهما اقرب للآخر حيث قررا الزواج وظلت النام المشغوفة تزور زوجها المسجون مرارا وتكرارا ودون عناء، رغم المتطلبات التي تفرض عليها الذهاب الي العاصمة قبل ان تعود علي عجل الي العش الزوجي الطريف و المحير.
واشتري ولد عبيد لحبيبته سيارة فاخرة لتسهيل تنقلها و لكي لا تتعرض للملل في حياة زوجية تفتقر الي بعض الدعائم الضرورية، التي من شأنها ان تحميها من الهزات الاسرية.
ومن هنا تم التدبير للايقاع بالمكلف بمهمة في الرئاسة الموريتانية عبد الله ولد احمد دامو، الذي وقع بسهولة في الفخ، حين أخذ اتصال المقلد الماهر بمحمل الجد، بانه مكالمة من احد عناصر الاسرة الرئاسية، مسرعا في تنفيذ الاوامر الصادرة اليه والتي تدعوه الي تسليم امرة (النام) 4 ملايين اوقية.
ولم تتبين المكيدة التي راح ضحيتها المكلف بالمهمة الا بعد اعادة الاتصال لرقم المتحايل، الذي تأكد انه ليس من كان بفترض انه من ساكنة القصر الرمادي، وانما الزوجة المتنقلة وابنها، اللذان وضعا تحت الرقابة المؤقتة، لعد شكوي قدمتها الضحية، حتي يرجعا المبلغ المذكور، والذي في ما يبدو يصعب استرجاعه، نظرا الي الضعف المادي للمراة المشغوفة وابنها.