الإعلام يتناول بحذر بالغ جريمة حرق الجنود المصريين على يد الجيش الإسرائيلي… والجماهير تحلم برد يشفي الصدور

ثلاثاء, 12/07/2022 - 20:21

على استحياء شديد وفي الصفحات الداخلية على الأرجح تعاملت معظم صحف القاهرة، بحذر بالغ، مع جريمة حرق 20 جنديا مصريا في حرب الأيام الستة. وبينما تتشوق الجماهير لمعرفة تفاصيل المحرقة آثر الكتاب السلامة غير راغبين في التعامل مع الجريمة لحين استجلاء الأمر. وأمس كشفت تفاصيل مكالمة هاتفية تلقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي من رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت يائير لابيد بعض جوانب القضية. وجاء في فحوى الخبر الذي تم تعميمه على النحوالتالي: “تناول الاتصال بعض موضوعات العلاقات الثنائية، حيث تم التوافق على قيام السلطات الاسرائيلية بتحقيق كامل وشفاف بشأن ما تردد من أخبار في الصحافة الإسرائيلية ما له بوقائع تاريخية حدثت في حرب عام 1967 حول الجنود المصريين المدفونين في القدس. وأكد لابيد أن الجانب الإسرائيلى سيتعامل مع هذا الأمر بكل إيجابية وشفافية، وسيتم التواصل والتنسيق مع السلطات المصرية بشأن مستجدات الأمر بغية الوصول إلى الحقيقة”. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضي، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي قدم التهنئة للرئيس السيسي بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، ومن جانبه هنأ الرئيس، يائير لابيد بمناسبة توليه مهام منصبه الجديد. وعلى صعيد عملية السلام، تم تبادل وجهات النظر بشأن مستجدات القضية الفلسطينية، حيث تم التوافق على العمل لترتيب لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف تضم مصر وإسرائيل والرئيس الفلسطيني خلال الفترة المقبلة من أجل إعادة تنشيط مفاوضات السلام، حيث أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تقديره للجهود التي تبذلها مصر بقيادة الرئيس السيسي لتحقيق الأمن والاستقرار والتعاون في المنطقة. والتزمت الصحف بالصيغة التالية “كانت زعمت صحيفة هآرتس في تقرير لها بأن هناك مقبرة جماعية تضم 80 جنديا مصريا حرق منهم 20 جنديا ولم يعلن عن مقتلهم خلال حرب الأيام الستة عام 1967”.
وبالنسبة لحوادث إجازة العيد: لقي زوجان وطفلتهما مصرعهم إثر انقلاب سيارة ملاكي يستقلونها في طريق الكسارة ـ الصالحية الجديدة، في الشرقية. وجرى نقل الجثامين الثلاثة إلى مشرحة مستشفى الصالحية الجديدة المركزي والتحفظ عليها تحت تصرف جهات التحقيق. ومن أخبار الرياضيين طلب البرتغالي كارلوس كيروش، مدرب منتخب مصر السابق، من مواطنه روي فيتوريا، المدير الفني الجديد للفراعنة، مساعدته في استرجاع حقوقه المالية لدى اتحاد الكرة، وإخبارهم أنه ليس من الوفاء عدم دفع الالتزامات التعاقدية. وأضاف كيروش: على اتحاد الكرة دفع ما عليه من استحقاقت مادية للجهاز الفني والمعاون، الذي قدم نتائج مميزة مع منتخب مصر وخدم المنتخب بكرامة خلال فترة توليه المسؤولية.
سيادة القاضي

عاد يحيى حسين عبد الهادي في “المشهد” بذاكرته للوراء قليلا ليتذكر ماقاله أمام المحكمة دفاعا عن حقه وكل من سار على دربه في الكلام: في أولى جلسات قضيتي الرابعة يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، استأذن أ. خالد علي من القاضي أن يسمح لي بالتحدث من خارج القفص فوافق. وقفت أمامه وكان مما قلته: “السيد القاضي الجليل، أقترب الآن من الثامنة والستين، وهي سن لا تجيز لي أن أسوّف أو أهادن أو أسمي الأشياء بغير مسمياتها الحقيقية. أنظر في هذه السن خلفي فأجد عمرا بأكمله أنفقته من أجل بلدي. لا أقول ذلك منا، فحاشا لله أن أمنَّ على بلدي. هو امتنان وليس منة. امتنان لله تعالى الذي اختط لي طريقا من المواقف والمعارك في كل المناصب التي تشرفت بها عسكريا أو مدنيا، مع وطن ضد محتل، أو نزاهة ضد فساد، أو حرية ضد استبداد، أو عدل ضد ظلم، وبالإجمال مع حق ضد باطل. مواقف ومعارك أكرمني الله بها وبأن أدفع ثمنها بما فيها معركتي الحالية. فلا قيمة لموقف لا تدفع ثمنه، والحمد لله الذي جعلنا ممن يدفعون ثمن مواقفهم لا ممن يقبضونها. إن القضية رقم 558 التي أقف أمامكم متهما بها مقال، كلمة، جسم الجريمة كلمة، حرز القضية كلمة. ولأن الكلمة نور، كما يقول الشاعر، فلا يختصمها إلا الظلام، ولأن الكلمة نور فلا يجرمها ولا يطاردها إلا النظم الظلامية والظالمة. المقال الجريمة يتوالد وينتشر كلما زاد الغبن علي وأنا في محبسي حتى صار الآن بين أيدى الملايين. لكن الأهم أنه الآن بين يديك وهو ما يطمئنني، فأي قارئ منصف له سيكتشف أنه مقال صادق ليس فيه كذبة واحدة كما اتهمتني النيابة.

المقال الشاهد

مضى يحيى حسين عبد الهادي راصدا ما قاله أمام المحكمة: الكلمة الصادقة نور لذلك تبقى بعد قائلها وبعد سجانه وسجانها. منذ حوالي مئة عام حبس الملك فؤاد الكاتب عباس محمود العقاد بسبب كلمة. مات فؤاد ومات العقاد ومات كل معاصريهما وبقيت كلمة العقاد مجلجلة مدوية إلى يومنا هذا “سحقا لأكبر رأس في البلاد إذا لم تنحن للدستور والقانون”. ومع الفارق، سأموت وسيموت من حبسني وسيموت كل من في هذه القاعة بعد عمر مديد بإذن الله، وسيبقى المقال شاهدا لي وشاهدا على من ظلمني. القاضى الجليل… يعلم القاصي والداني أن قضيتي ليست القضية رقم 558 ولا رقم 277 ولا 1356 ولا 210 إلى آخر هذه القضايا التي تلقى على كتفي وأنا في محبسي كلما رفضت التوقيع على التماس بالعفو حتى صار هذا الكتف يحمل من القضايا أكثر مما حمل من الرتب. قضيتي الحقيقية هي إحدى القضايا التي تستنزف جهد الحركة الوطنية منذ حوالي قرن ونصف من الزمان، معركة تدور رحاها بين فريقين: فريق يؤمن بأن الحاكم الحالي، أي حاكم حالي ليس إلا بشرا، إنسانا عاديا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق. يخطئ ويصيب، ومن حق أي مواطن بل من واجبه أن ينتقده دون أن يعتقل أو تلفق له قضية أو يعذب أو يهان. وفريق يرى أن الحاكم الحالي، أي حاكم حالي إله يمشي على الأرض موصولا بالسماء لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلْفه وأن مصر، هذا البلد القديم جدا قدم التاريخ، العجوز جدا بمعنى الحكمة لا الخرف ولد يوم ولد فخامته.

تسونامي بانتظارنا

بعد قراءة متأنية للأحداث الدولية والإقليمية الأخيرة انتهى نبيل فهمي وزير الخارجية الأسبق لما يلي في “الشروق”: أولا: إن العالم العربي أو جزءا كبيرا منه تجري إعادة تشكيله ذاتيا أو من الخارج أو كلاهما، عن عمد أو بمحض الصدفة، وهذا التشكيل ينصب مرحليا على غرب آسيا وإنما ينعكس على العالم العربي بأكمله، أي أننا في مرحلة تقسيم وإعادة تشكيل حساسة، يجب متابعتها والتعامل معها دون التسرع في افتراض النتائج أو التهوين من خطورة ما يتم التخطيط له. ثانيا: إن إعادة التشكيل الجارية تعكس عدم ارتياح الأطراف عامة لأسس العلاقات الخارجية القائمة بالفعل، بدعم خارجي أو كتجمع عربي وخاصة من قبل العرب، أي أن العرب قلقون من علاقاتهم مع الدول الكبرى خاصة في المجال الأمني، وغير مرتاحين لترتيباتهم الإقليمية العربية ومؤسستها الرئيسية غير المؤثرة جامعة الدول العربية، وهي فرصة سانحة للأطراف غير العربية في المنطقة لتوسيع رقعة نفوذها لاستغلال الفراغ العربى وغياب العالم العربي، بما في ذلك حديث إسرائيل عن خريطة أمنية شرق أوسطية جديدة الآن وليس بعد السلام العربي الإسرائيلي الشامل كما كان مفترضا. ثالثا: إنه رغم صعوبة الاستغناء عن الدور الأمريكي كليا بل ووجود رغبة في الحفاظ عليه وعلى تواجده فهناك أيضا تقدير عام بأن الدعم الأمريكي غير مضمون أو مستقر ولا يمكن الاعتماد عليه كثيرا، بصرف النظر عن توافر الأغلبية فى الكونغرس للجمهوريين أو الديمقراطيين ومن يتولى منصب الرئاسة، وذلك في ضوء التوجه الانعزالي داخل المجتمع الأمريكي. رابعا: هناك اهتمام وتركيز على تحقيق نتائج محددة وملموسة قابلة للتنفيذ خلال زيارة بايدن، حتى وإن كانت غير طموحة، بغض النظر عن التصريحات الرنانة السابقة أو الجديدة عن استراتيجية العلاقات والصداقات طويلة الأجل، مما يحمل في طياته دلالات عن فقدان الثقة بين الجانبين الشرق الأوسطي والأمريكي.

رضينا أم أبينا

واصل نبيل فهمي قراءته لمستقبل الأحداث مؤكدا أن المعادلات والموازنات والمواءمات الشرق أوسطية أصبحت متعددة الاتجاهات وليست حصرية على التوجه الغربي، فهناك تنام في العلاقات العربية مع توسع الصين في الأسواق العربية واعتمادها المتزايد على الطاقة الشرق أوسطية العربية والإيرانية، وتعاون في إطار مجموعة OPEC+ الذي جمع روسيا مع عدد من مصدري البترول في هذا التجمع الوقودي الحاكم في تحديد سعر الطاقة عالميا. وإذا كانت المنطقة تنظر بمزيد من الاهتمام لتوسيع علاقاتها الخارجية وتنويعها بين الدول الكبرى، فنجد مقابل ذلك توجها نحو المزيد من التعاون الإقليمي بين دول متفقة في التوجهات، ولو مرحليا، بدلا من التوجه الإقليمي العربي التقليدي، وينوه به في هذا الخصوص إلى أطراف الاتفاقات الإبراهيمية، أو مجلس التعاون الخليجي بعد قمة العلا، والتشاور المتنامي بين مصر والإمارات والسعودية، وكذلك مع الأردن والعراق.
واهتم الكاتب بما ينشر من أخبار عن تباين في المواقف حتى بين الدول العربية المتوافقة في الرأي، فمصر والأردن أول من أبرموا اتفاقات سلام مع إسرائيل إلا أن الأردن تغيب عن اجتماعي النقب والبحرين. حضرت مصر اجتماع المنامة وإنما نشرت أنباء عن تحفظ مصر وكذلك السعودية على فكرة إنشاء تجمع شرق أوسطي مثل حلف الشمال الاطلنطي يستهدف إيران. والإمارات العربية أثارت تحفظات عديدة حول التصرفات الإيرانية ولم تخف علاقاتها مع إسرائيل بعد الاتفاقات الإبراهيمية بما في ذلك في المجال الأمني. أوضح الوزير السابق أنه رغم وجود اتصالات عربية مع تركيا وكذلك مع إيران فالعنصر المشترك في الاتصالات الأخيرة كان إسرائيل وهي الحاضر الغائب دائما، رغبة في تأمين دورها الإقليمي. وعبّر الكاتب عن أسفه لندرة وضعف الاتصالات العربية الفلسطينية في هذه المرحلة. واختتم: علينا كدول وطنية وكعرب التفكير والتأمل لأن العالم يتغير بما في ذلك منطقتنا، ويجب اختيار أفضل السبل لتأمين مصالحنا.

حلم قديم

توقع الدكتور عبد المنعم سعيد في “المصري اليوم” أنه حينما يكتب تاريخ القرن الواحد والعشرين فإن العقد الحالي، الثالث منه، سوف يشهد أن الفكرة الديمقراطية جرت عليها مراجعة كبيرة، بعد عقود من الازدهار بدأت منذ نهاية الحرب الباردة في ختام العقد الثامن من القرن العشرين. ولثلاثة عقود تقريبا، بدت الديمقراطية حلا لكل مشكلات الكون، من الفقر إلى المساواة إلى حل الصراع العربي الإسرائيلي إلى إقامة السلام والعدالة على الأرض. قامت «الفكرة الديمقراطية» على قواعد، أولاها مركزية دور الفرد في السياسة والاقتصاد والمجتمع؛ وثانيها أن الأفراد يشكلون سوقا فيما بينهم يجري عليها ما يجرى على السوق من قواعد العرض والطلب، وإذا كان المال هو أساس التداول في اقتصاديات السوق، فإن أغلبية «الأصوات» هي أساس الحكم في السياسة؛ وثالثها أن تداول السلطة يجري بين «الأغلبية» و«الأقلية» استنادا إلى توافق وطني على أساسيات القرار يأخذ شكل تفاهم عام أو وثيقة دستورية. للأمر تفاصيل، ولكن الأصل فيها أنها تكفي البشر شر النزاع والصراع، وتدفع الأكفأ منهم إلى الصفوف المتقدمة للثروة والسلطة، وتعطي الفرصة للأقل نصيبا أن يحصل على الفرصة في دورة ديمقراطية تالية من الانتخابات. خلال هذه العقود الثلاثة من ذيوع وهيمنة الفكرة على النظام العالمي بعد هزيمة «الاشتراكية» وانهيارها مع الاتحاد السوفيتي، فإنها باتت سلاحا أخلاقيا يستخدم لغزو دول وشعوب.

معيار التقدم

من الثابت، على حد رأي الدكتور عبد المنعم سعيد، أن الولايات المتحدة، بعد اليقين من أن عراق صدام حسين لم يكن يمتلك سلاحا نوويا كان سببا فى غزوها فإن السبب تغير إلى غياب الديمقراطية، وجرى تعميمه بعد ذلك على الشرق الأوسط كله. الفكرة أينعت إلى حد كبير لدى النخب السياسية فى الإقليم، ووجدت أصداء واسعة بين الشباب، الذي سرعان ما سميت انتفاضاته «الربيع العربي». تابع الكاتب: الذي لم ينقض وقت طويل حتى تحول إلى هيمنة الإخوان المسلمين في بلاد، وحروب أهلية في بلاد أخرى، وحالة من عدم الاستقرار والاضطراب في كل البلاد. تغير الموقف كثيرا من «الفكرة» مع العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين. وفي استطلاع للرأي نشرته شبكة «بي. بي. سي» البريطانية، استنادا إلى «المقياس أو الباروميتر» العربي، وجدت أن الأغلبية في دول العراق وتونس وليبيا والأردن وموريتانيا ولبنان ومصر والأراضي الفلسطينية ترى في الديمقراطية معوقا للنمو الاقتصادي، حيث اقتصاد الدولة يمثل تحديا أكثر خطورة من «جائحة كوفيد». وعبرت الأغلبية عن احتياجها إلى «الرجل القوي» القادر على الإنجاز. وفي العراق كانت نسبة الموافقين على هذا الطرح 87 في المئة، وفي تونس 81 في المئة، وفى لبنان 73 في المئة، وهي دول مارست بالفعل التجربة الديمقراطية وفق قواعدها الأساسية. ولكن المنعطف لم يكن قائما في الدول العربية وحدها، بل إنه بزغ بشكل كبير مع الصعود الكبير للصين خلال السنوات الأخيرة، حيث بدت تجربتها، مع التجربة الآسيوية في العموم، تجعل من الكفاءة والإنجاز معيارا متقدما في سلامة الحكم وإدارة الدولة. وبدا ذلك بشكل ما ردا على الطرح الأمريكي للإدارة الديمقراطية الحالية، التي قسمت العالم إلى «ديمقراطيين وسلطويين»، حيث يقع الأولون في دائرة الملائكة، بينما الآخرون فى دائرة الشياطين.

أجمل من الشانزلزيه

“كان حلمي أن أقعد على كافيه في الشانزلزيه وأتصور قدام تمثال الحرية بأمريكا أو أزور كوكب اليابان، بس صدقني مفيش ولا حاجة من دول تساوي ساعة بعرفات، ومفيش متعة زي زحام منى وتدافعهم بالجمرات والمشي 10 ساعات بين الحشود ومتعة تعب كل حتة في جسمك، وكل ما تجيني فرصة حج أجري عليها مهما كانت الرحلات اللي هلغيها”.
بهذه العبارات لخص زميل لمحمد البنهنساوي في “الأخبار” أهم أسرار الحج الذي تهفو إليه سنويا قلوب ملياري مسلم ليختار الله منهم بضعة ملايين لزيارة بيته، هذا السر الغامض الذي يمنع رفضك فرصة حج حتى ولو كانت ظروفك الصحية والعائلية والعملية والمادية لا تسمح، فتسارع بتلبية نداء ربك لتكون بين الحجيج ملبيا. وأكد الكاتب أن “الحج مشقة” هكذا يقول الحجيج إذا أصابهم نصب، والقاعدة الذهبية لدى الجميع أن الأجر على قدر المشقة فتجد غالبيتهم يختارون الطريق الأصعب في أداء مناسك الحج مهما سمعوا من فتاوى لكبار العلماء بتسهيلها ويلوذون بالصعب ولو فيه هلاكهم، وهذا سر آخر للحج، فالشخص الذي يجادل ويناور تعطيلا لحد بسيط أو هربا من تعاليم دينية سهلة في حياته تجده العكس تماما في الحج. وهناك كثير من الأشخاص يسافرون سنويا للحج لاغين سفريات مهمة وأكثر رفاهية، سيجيبني الكثيرون أنه أمر طبيعي لأداء الفريضة والتطهر من الذنوب، فنجيب أن الحج كفريضة تؤدى مرة واحدة، وأسوتنا في هذا رسولنا الكريم، كما أن الله سبحانه يتجلى في السماء الدنيا يوم عرفة ليستجيب ليس فقط للحجيج إنما لكل من يدعوه ويناجيه ولو لم يكن بين الحجيج ملبيا، وهناك أعمال بسيطة لا تتكلف أموالا أو أفعالا إيمانية صعبة لو فعلها المسلم تكتب له حجة، ورغم ذلك لا يقدم عليها كثير ممن يفنون أنفسهم بحثا عن فرصة سنوية للحج، وهذا سر كبير!!.

مرضى نفسيون

ما زال صلاح حسب الله حزينا على فتاة المنصورة حيث تساءل في “الوطن”: بأى ذنب قتلت؟ رسالتي هنا لهؤلاء المرضى النفسيين من بعض مجانين الشهرة وشواذ الفكر والإنسانية الذين أبدوا تعاطفهم مع القاتل محمد عادل، ذلك المجرم الذي نحر فتاة بريئة جهرا دون أي رحمة أو تردد: كيف للبعض أن يرى في مجرم مختل ضحية، كيف لمحام المفروض أنه شخص سوي أقسم يمينا أن يحترم القانون ويسعى إلى سيادته أن يدعو عبر صفحات الفيسبوك لرعايته فتح حساب لتلقي التبرعات ليدفع الدية لأهل الضحية لتخفيف الحكم على القاتل تعاطفا معه؟! كيف لمحام شهير أن يقبل الدفاع عن القاتل مفتونا بملايين الجنيهات عرضها عليه مفتون آخر بالقتل مقيم في دولة اليونان؟! كيف وكيف وكيف؟ أسئلة إجاباتها تعكس أننا نعيش في مجتمع فيه فئة تعاني من خلل نفسي وعقلي يستدعي التوقف أمامه ومواجهته. قد يتساءل البعض: لماذا أعلنت دعمي وتطوعي للمشاركة في استكمال مراحل القضية حتى يتحقق القصاص وينفذ حكم الإعدام في القاتل؟؟ وإجابتى تتلخص في التالى: ليس بحثا عن شهرة لأنني، بفضل الله، لا تنقصني شهرة، فلقد صنعت تاريخا كأول وآخر متحدث للبرلمان المصري في تاريخ الحياة النيابية المصرية. ليس بحثا عن مال لأنني أعلنت دفاعي متطوعا دون أي مقابل. وليس بحثا عن مواجهة من تطوع للدفاع عن القاتل والانتصار عليه قانونا. هي والله بحثا عن الحق وإقرار العدل المبني على القصاص العادل ممن استباح دماء فتاة عامدا متعمدا مبيتا النية لنحرها نهارا أمام الجميع، قد تكون ابنتي أو ابنتك. هو الردع يا سادة الذي تقوم عليه فلسفة القانون، وبمثابة حماية للمجتمع بأسره وقصاصا لابنتنا نيرة حتى ترقد في قبرها بسلام. ختاما أقول لنيرة في مرقدها: لا أملك يا ابنتي إلا أن أخاطب المجتمع عبر قضيتك التي أحزنت جموع المصريين وأشعرتهم بأنهم فقدوا ابنة لهم، تكاتفوا وواجهوا كل شاذ فكريا يدعم، ولو بكلمة، قاتلا معترفا بتعمده وسابق إصراره وتخطيطه لجريمته، فإذا أغفلنا ذلك قد تكون الضحية التالية ابنتي أو ابنتك. ارقدي في سلام يا ابنتي فوالله حقك في رقبتنا ولن يضيع.

عالم افتراضي

لم يعد من قبيل الاكتشاف على حد رأي أكرم القصاص في “اليوم السابع” أن نرصد ونحن نتحدث عن عيد الأضحى، وباقي الأعياد، حجم وشكل التحول في علاقاتنا واحتفالاتنا، منذ بدأ عالم افتراضي، فرضته التكنولوجيا وأدوات الاتصال، خاصة عصر الموبايل الأكثر ذكاء، والذي أصبح جزءا من كفوفنا ومن حياتنا، بشكل يصعب على الجميع أن يتخيلوا شكل العالم من دونه، وعلى مدى 4 عقود ودع المواطن في عالمنا، الأشكال والتقاليد السابقة للمعايدة، والزيارات الشخصية المباشرة، بل وربما حتى زمن التليفون العادي، والذي كان يفرض نوعا من التواصل المباشر. تابع الكاتب: العالم الافتراضي أصبح جزءا من حياتنا، وربما يشكل أغلبية، وليس مجرد وجود فعلي، بل هو المسيطر على كل شيء، وحتى أدوات التواصل صارت مع التطور أدوات للعزلة، تسقط الحاجز بين الواقعي والافتراضي. التهاني الجاهزة والصور المعلبة والتهاني المحفوظة، حلت مكان الزيارات واللقاءات، بل وحتى مكان تهاني عصر الرسائل القصيرة، التي كانت تتطلب جهدا إضافيا لصياغتها، قبل أن تظهر المنتجات الجاهزة، التي لا يتجاوز مجهود الشخص فيها أكثر من «دوسة» على زر الإرسال. وبشكل عام لم يعد الموضوع مفاجأة ولا اكتشافا، بل وحتى أدوات التواصل في حد ذاتها أصبحت معرضا لإعلان مشاعر الفرح والاحتفال والتجمعات، والصورة هي الناتج النهائي، والهدف، من دونها لا يشعر كثيرون أنهم احتفلوا أو «عيّدوا»، وبالتالي فإن أدوات العالم الافتراضي جزء من حياة البشر بميزاتها وعيوبها، بل حتى الحنين إلى الماضي يجري بشكل افتراضي، فهذه المنصات هي التي تحفظ الذاكرة. وأصبح العيد لا يكتمل مع المواطن الافتراضي، دون أن ينشر صورا وفيديوهات له وهو يصلي العيد ويضحي، أو يحج ويعتمر، مثلما يحرص نفس الشخص على تسجيل لحظات فرحه واحتفالاته وجولاته وخروجاته والتعبير عن سعادته بـ «الشير» واللايك، انتظارا لتفاعلات الافتراضيين ممن يشاطرونه عالمه الخاص، ولا يشعر بالسعادة مع نفسه وزملائه أو أهله، إلا بعد أن ينشر ويقول إنه سعيد ومبسوط، ويقدم وثيقة من طعامه وشرابه.
أشقاؤنا ليسوا بخير

نتوجه جنوبا بصحبة فاروق جويدة في “الأهرام”: أشعر بخوف شديد على كل ما يجري في السودان. كان قرار المؤسسة العسكرية الانسحاب من المفاوضات مع القوى المدنية هو آخر المفاجآت. والسودان ليس بلدا عاديا إنه شعب سياسي بالفطرة وفي السودان تيارات سياسية مختلفة ما بين التيارات الدينية وحزب شيوعي هو الأشهر في العالم العربي. والواقع القبلي يلعب دورا كبيرا في الشارع السوداني وقد تحول إلى قوى سياسية تمارس السياسة بوعي وفهم. من هنا فإن حالة الانقسام التي يعيشها الشارع السوداني قسمت القوى السياسية إلى معسكرين مدني وعسكري وكلاهما يصر على الانفراد بالسلطة. لقد عاش السودان معظم تجاربه السياسية في ظل المؤسسة العسكرية حتى عندما اقترب الإخوان المسلمون من السلطة كان ذلك من خلال الرئيس البشير والترابي حين اقتسما السلطة. إن أخطر ما يواجه السودان الآن ليس فقط الصراع على السلطة بين المؤسسة العسكرية والقوى المدنية ولكن السودان يواجه ظروفا اقتصادية صعبة بجانب الحرب الأهلية في أكثر من مكان. وأخيرا كانت الحرب بين السودان وإثيوبيا وهي فرصة لأن تمسك المؤسسة العسكرية بزمام الأمور. وهنا لا نستطيع أن نتجاهل قضية سد النهضة وتوابعها في ظل التشدد الإثيوبي وعدم الوصول إلى حل. وسد النهضة ليس مشكلة سودانية فقط ولكنها تمس مصر وأمنها المائي وقبل هذا كله فإن السودان الأمن والاستقرار يمثل أهمية خاصة لدى مصر. ومن هنا فإن السودان الآن مازال يعيش فترة انتقالية طالت وعلى العقلاء فيه أن يجمعوا كلمتهم عسكريين ومدنيين لأن الوطن واحد وأمن السودان ورخاء شعبه قضية لا خلاف عليها. السودان بلد غني في موارده والشعب السوداني من أكثر الشعوب العربية وعيا وثقافة وهو قادر على أن يواجه تحديات المستقبل مما يحقق أحلامه في التقدم والحرية.

قرار صائب

أشاد خالد إدريس رئيس تحرير “الوفد” بقرار وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم الخاص بتشكيل لجنة جديدة لمكتبة الأسرة برئاسة د. أحمد زايد، وتوجيهاتها بضرورة وضع رؤية جديدة لهذا المشروع الثقافي لبدء مرحلة جديدة تواكب العصر. تابع الكاتب: ما زاد من سعادتي إتاحة نسخة رقمية مجانية للقراء على منصة الهيئة العامة للكتاب، وهي نقلة محسوبة لوزارة الثقافة، خاصة وأن مشروع مكتبة الأسرة الثقافي الذي مر على تأسيسه 18 عاما يحتاج لإعادة صياغة وهيكلة ليصبح أكثر تأثيرا وانتشارا. أتابع هذا المشروع الثقافي، وتحركات وقرارات إيناس عبدالدائم وزيرة الثقافة عن كثب في إطار حملتنا لإنقاذ أطفال مصر من تلك المنصات العالمية التي بدأت تسيطر على عقولهم، لتنفيذ خطط ممنهجة هدفها نشر المثلية والشذوذ عن طريق دس السم في صورة شخصيات كرتونية يحبها الأطفال ويتعلقون بها ويحاولون تقليدها، ويصبح ما تفعله هذه الشخصيات من تصرفات شاذة شيئا عاديا يتربى عليه الطفل، ويكبر على معتقدات وأفكار غريبة، ونفاجأ بأجيال لا تعرف نوعها، وليس لها هوية ولا انتماء. والحقيقة أن ما أعلنه الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وعضو اللجنة العليا للمشروع، كلام جميل وحقيقي، فقد أعلن عن تخصيص ما يقرب من 40 في المئة من إصدارات المشروع هذا العام لكتب الأطفال، لأن الاهتمام بالطفل استثمار فى المستقبل، كما أشار إلى أن تقديم الأعمال المتميزة للطفل المصري بأسعار زهيدة هو واجب من واجبات المشروع، لا سيما مع الارتفاع الكبير في أسعار الورق، والذي أدى لأزمات شديدة في صناعة النشر. ويا ليت التنفيذ يكون على قدر عظمة وقوة الكلام، فأطفالنا هم رجال ونساء المستقبل وقادته ولابد من أن نعمل على تربية أجيال واعية تحافظ على هويتها وعاداتها وتقاليدها وأخلاقها الشرقية الراقية التي تحض على التسامح، أجيال تعرف معنى الانتماء والولاء للوطن. يا سادة القضية جد خطيرة تتعلق بمستقبل وطن، علينا أن نفكر خارج الصندوق.

زمن القتل

فى 29 يونيو/حزيران من عام 2014، أعلن أبوبكر البغدادي عن تأسيس تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، كواحد من أكثر تنظيمات التطرف عنفا وإرهابا ودموية، وقد خرج كثير من التقارير العربية والأجنبية منذ بدايات هذا الشهر تحلل ما جرى للتنظيم وتحولاته وإطاره العقائدي. بدوره يرى عمر الشوبكي في “المصري اليوم” أن أي مقارنة بين كتاب «داعش» الأساسي، الذى يعتبر أقرب إلى مانفستو عقائدي، وهو «إدارة التوحش»، وكتابات تنظيمي الجهاد والجماعة الإسلامية في سبعينيات القرن الماضي مثل «حتمية المواجهة» و«الفريضة الغائبة» ستكتشف من عنوانه حجم الدموية والكراهية التي تضمنها كتاب «داعش». وقد كتب وثيقة «إدارة التوحش» أحد قادة تنظيم القاعدة السابقين، وهو أبوبكر ناجى، واعتبرت من النصوص اللافتة في تاريخ تنظيمات التطرف والإرهاب، حيث وضع فصلا تمهيديا حمل عنوان «النظام الذي يدير العالم منذ حقبة سايكس بيكو»، فعادة ما تبدأ هذه التنظيمات بمقدمة فقهية أو دينية تمثل تفسيرا منحرفا للنصوص الدينية. وقد تضمن هذا الكتيب فقرات طويلة تحدثت عن «فن الإدارة والسياسة»، دون أن ينعكس ذلك بأي صورة من الصور على شكل بناء الدولة الوهمية التي سعى التنظيم لبنائها، وظل الخوف والقتل والتعذيب هو أداة الإدارة في كل المناطق التي سيطر عليها التنظيم قبل تحريرها. والحقيقة أن مساحة «التصديق الغيبي» بالنسبة لتنظيم “داعش” هي التي دفعته إلى الدخول في مواجهات حربية خاسرة طوال العقود السابقة، بصورة لم يستفد فيها شيئا من علم الإدارة الحديثة، وهو ما جعل تحرير مدنه ليس بالأمر الصعب عقب انقلاب البيئة الحاضنة عليه، والتي سبق أن دعمته، بعد أن عاش الناس لسنوات تحت سطوة التنظيم.

غير متكافئ

واصل عمرو الشوبكي في “المصري اليوم” رصده لما آل له التنظيم ورموزه: رغم أن «داعش» أعطى أولوية قصوى للقادة العسكريين الموجودين في ميادين القتال، خاصة في المدن التي سبق أن سيطر عليها في سوريا والعراق، واعتبر أن «القرار السياسي يجب أن يكون صادرا من القائد العسكري»، فمع ذلك انهزم لأنه لم يع في أي مرحلة فروقات القوى العسكرية بينه وبين القوات النظامية، فقد أصر التنظيم على الترويج لرواية ضعف الجنود الذين يواجههم التنظيم، وشجع عناصره على القتال والقيام بعمليات انتحارية، دون أن يهتم بنتائج المعارك التي كان أغلبها غير متكافئ. الخطاب الإعلامي لـ «داعش» أعلن الحرب على الجميع نظما حاكمة وشعوبا، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة، وفي نفس الوقت بث روحا حماسية في صفوف أعضائه مملوءة بخطاب تحريض وكراهية ليدخلهم في معارك خاسرة محسومة نتيجتها سلفا، فهو لم يحاول أن يحيد خصوما ويحارب أعداء، أو يتحالف مع البعض ويواجه البعض الآخر، إنما حارب وقاتل الجميع، فكانت الهزيمة. سيبقى «داعش» خطرا، وخاصة أن لديه قدرة على الكمون والتحول، ولكن خطره تراجع وانكسرت شوكته في مناطق كثيرة، وباتت المعركة مع بيئته الحاضنة التي أفرزته.

معجزة كورية

هذه ليست سطور رواية وإنما هي كما يرويها مرسي عطا الله في “الأهرام”: قصة حقيقية تعكس نموذجا للإصرار على النجاح بقوة الإرادة وصفاء الذهن واحترام قيمة العمل. إنها قصة طفل نشأ فقيرا جدا ظل حتى سن الثامنة عشرة يعمل في جمع القمامة يدويا لتدبير مصروفات تعليمه وبعد أن أنهى دراسته التحق بإحدى أكبر شركات صناعة السيارات في كوريا الجنوبية. ولم تمض سوى 5 سنوات حتى أصبح مديرا لتلك الشركة العملاقة حيث تمكن في سنوات قليلة من أن يضاعف رأسمال الشركة وقد أهله ذلك لكي يصبح عام 2008 أصغر رؤساء الدول في العالم سنا. أتحدث عن «لى ميونج باك» رئيس كوريا الجنوبية السابق ما بين عام «2008 – 2013» الذي ألقى محاضرة في جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان كضيف رئيسي في المنتدى الاقتصادي الآسيوي ليتحدث عن تجربته الرائدة التي جعلت من كوريا الجنوبية خامس اقتصاد في العالم رغم أن بلادة لا تملك أي موارد طبيعية تذكر وكانت منذ 50 عاما فقط هي خامس أفقر دولة في العالم. وعندما قال «لى ميونج باك» في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي الآسيوي «إن أبنية الرئاسة لم تمح آثار ورائحة القمامة من يدي وإن هذا أكثر ما أفخر به الآن» ارتجت القاعة بتصفيق الحضور الذين انسابت الدموع من عيون بعضهم احتراما وتقديرا لهذا الرجل العصامي الذي صنع لنفسه وعائلته ووطنه شرفا وعزة وكرامة للافتخار بها على مر الزمان. وعندما تسلم «لى ميونج باك» مكافأة المحاضرة التي ألقاها في جامعة السلطان قابوس ومدتها ساعة واحدة فقط أبدى انبهاره الشديد بقيمة المكافأة التي بلغت ثلاثين ألف دولار وقال مازحا إنه منذ إن ترك مقعد الرئاسة عام 2013 يعمل موظفا في هيئة علوم البيئة براتب شهري قدره ألفان ومائتا دولار خاضعة للضرائب ويعيش حياة سعيدة وهانئة في بلاده. إن قصة جامع القمامة تكشف بعض جوانب المعجزة الكورية. الاهتمام بالتعليم وبناء الإنسان!

حنجرة نجاح

تذكرت عبلة الرويني في “الأخبار” زمن المجد بالنسبة لكثير من الفنانين: بسبب أغنية (يا أغلى اسم في الوجود يا مصر) كلمات إسماعيل الحبروك وألحان الموجي 1956حصلت المطربة اللبنانية نجاح سلام على الجنسية المصرية، بقرار من عبد الناصر شخصيا!!….. وبسبب أغنية (أنا النيل مقبرة للغزاة) كلمات محمود حسن إسماعيل وألحان السنباطي أثناء العدوان الثلاثي، قال موشى ديان «أوقفوا هذا الصوت، الذي يهز عرش إسرائيل) !!.. فخامة صوت نجاح سلام وقوته واهتمامها بالجملة اللحنية دون زخارف، ضاعف طاقتها التعبيرية، كما أن حالة الحرب والعدوان الثلاثي على مصر في تلك الفترة، ساهم في إرتباط الأغنية باللحظة وقوة وحماسة التعبير عنها، (لحّن الموجي الأغنية وسجلتها نجاح سلام فى نفس اليوم بإستوديوهات الإذاعة المصرية)!! لكن المطرب الإماراتى حسين الجسمي قدم (يا أغلى اسم في الوجود) على مسرح دار الأوبرا المصرية في احتفالات أكتوبر/تشرين الأول قبل عامين أو ثلاثة… قدمها بأداء مختلف وإيقاعات مختلفة، ونجاح لافت لا يقل عن نجاح الأغنية بصوت صاحبتها نجاح سلام… أداء الجسمي جاء أكثر هدوءا، صوت يخرج من الوجدان، تتباعد خلاله إيقاعات الحرب النحاسية الحماسية!!.. وهو ما اعتبره الشاعر والقاص محمد خير، تقديما حزينا للأغنية (وإقراره بجمالها)!!.
وفي اختلاف طبيعة الصوتين (نجاح سلام والجسمي) واختلاف الزمنين (زمن الحرب وزمن اللاحرب) يبدو طبيعيا اختلاف منطق وروح وأداء الأغنية. ليست أغنية الجسمي حزينة، لكنها تحتشد بالشجن والعاطفة، رجفة القلب من فرط رهافته. ليست حزنا، لكنها محض عاطفة. صدق يخرج من القلب، دون رسائل حماسية مباشرة. لحظات كثيرة من الأغنية، يتوقف الجسمي عن الغناء، ليتمتم باسم (مصر)، وكأنه يناجيها، يهمس لها. مشاعر غامرة، تحيل الأغنية الوطنية الى أغنية عاطفية

حسام عبد البصير 

القدس العربي :

جديد الأخبار