فنان مهاجر يضفي لمسة ملونة على جدران الأحياء الفقيرة في موريتانيا

أربعاء, 08/02/2023 - 00:07

 نواكشوط – أ ف ب: يزور فنان فرنسي من أصل بريطاني منذ عشر سنوات الأحياء الفقيرة في العالم تاركاً على جدرانها لوحات ينجزها بألوان زاهية ويكتب في وسطها كلمات تنطوي على إيجابية كـ»الحياة» و»السلام».
ويقول رسام الجداريات سيب توسان إن «الهدف يكمن في رسم كلمات الأشخاص الذين لا صوت لهم».

مرتدياً سروالاً قصيراً وقميص «تي شيرت»، ينكب الفنان البالغ 35 عاماً على إنجاز منشأة فنية تحمل عنوان «المستقبل» في حي ترابي فقير على مشارف العاصمة الموريتانية نواكشوط.
وقد رسم توسان مع اثنين من رفاقه على جوانب كوخ مصنوع من الصفائح المعدنية، رسومات جدارية بأشكال هندسية متموجة بالأبيض والأزرق والوردي.
وأثناء عملهم هذا، يلعب أطفال في المسارات الترابية القريبة أو يدفعون إطاراً مطاطياً أو يركلون كرة بين منازل عشوائية، بينما تتجول حولهم نساء فضوليات يرتدين حجاباً ملوناً.
ويضم هذا الحي المسمى الزعتر، وهي منطقة تشكل امتداداً للعاصمة نواكشوط، منازل يقطنها صيادون وعمال بناء ونجارون.

التربة في هذه المنطقة غير صالحة للزراعة بسبب غناها بالملح، وهناك القليل من المساحات الخضراء باستثناء شجرتين من أشجار الأكاسيا المريضة.
منذ عام 2013، رسم توسان جدراناً من الإسمنت والخشب والحديد المموج بكلمات متنوعة بلغات وأبجديات مختلفة، كجزء من مشروعه الذي يسميه «مشاركة الكلمة».
ومن بين هذه الكلمات، كان هناك «إنسانية» في الأراضي الفلسطينية، و»تغيير» في نيبال، و «حرية» في العراق. ويكسب توسان رزقه من رسم جداريات في أوروبا، ويدخر المال لتغطية تكاليف رحلتين في السنة ليمضي شهراً في حي فقير أو مخيم للاجئين، حيث يقدم خدماته للمقيمين.

ويقرر صاحب المنزل أي كلمة يريد إبرازها في اللوحة الجدارية.

بدأ توسان مسيرته في رسم شعارات «تيفو»، وهي صفائح من الورق الملون أو من بالونات أو من أعلام أو لافتات، يحملها المشجعون في مباريات كرة القدم.
وقرر أن يكرس نفسه لإضفاء لمسة ملونة «إلى بيئة لا يوجد فيها سوى القليل جداً» من الألوان، بعد معاينته المصاعب التي يواجهها بعض الأشخاص عند سفره حول العالم على دراجته قبل عقد من الزمن.
ويوضح توسان أنه عندما وصل إلى الزعتر في أوائل شهر كانون الثاني/يناير، «لعبنا كرة القدم مع الأطفال. وشرحت بلغة عربية ركيكة أن الهدف كان طلاء المنازل. وقال لي أحدهم (أود أن تدهن لي منزلي)».ويقول «لم يرفض أحد طلبنا قط».

ومع ذلك، غالباً ما يكون هناك إحجام في بادئ الأمر عن التعاون معه. ويوضح الصياد عمار محمد محمود (52 عاما) «ساورتنا شكوك بشأن وجودهم، لكن سرعان ما أدركنا أن هؤلاء الشباب لديهم نوايا حسنة»، مضيفا «إنهم يقومون بعمل جيد يجمّل الحي». وقد حصل محمود على لوحة حيوانية نادرة بعنوان «الجمل» بالأزرق والبني تكريما لهذا الحيوان الذي يحظى بأهمية في المجتمع الموريتاني.

ورسم توسان ثماني جداريات في المنطقة، من بينها «أمي» و «شباب» و «أصدقاء»، تتلألأ ألوانها في الحي تحت أشعة الشمس.
ويشير الرسام الفرنسي البريطاني إلى أنه رسم 222 كلمة جدارية حول العالم، مع ولع عام بموضوعي «السلام» و»الحب».
ويعمّر بعض أعماله سنوات، بينما يكون البعض الآخر سريع الزوال. وأزيلت جداريات عدة عند تفكيك مخيم للمهاجرين في كاليه بشمال فرنسا.
ويضيف توسان أن اللوحات الجدارية أصبحت أيضاً خلفية لفناني الموسيقى المحليين لتصوير أغنياتهم. وذات مرة، في نيبال، استُخدمت إحدى جدارياته كخلفية لتصوير جلسة للموضة.

جديد الأخبار