قائد أركان الجيوش الفرنسية في موريتانيا لإنقاذ نفوذ باريس المتآكل في الساحل

سبت, 11/03/2023 - 13:38

نواكشوط - أجرى قائد أركان الجيوش الفرنسية الجنرال تيري بورخاد، الجمعة، مباحثات مع قائد أركان الجيوش الموريتانية الفريق المختار بله ولد شعبان حضرها ضباط كبار من البلدين، ولم يعلن عن تفاصيلها.

وتأتي زيارة بورخاد التي لم يعلن عنها من قبل، في خضم توتر متصاعد في العلاقات بين فرنسا ومالي الجارة الشرقية لموريتانيا، وابتعاد السلطات الانتقالية في باماكو عن الحضن الفرنسي، في حين تحتفظ نواكشوط بعلاقات وثيقة ومتطورة مع باريس.

زيارة المسؤول العسكري الفرنسي إلى نواكشوط تأتي بعد أخرى أجراها وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف إلى موريتانيا في الثامن من فبراير الماضي

وكانت القوات الفرنسية قد انسحبت من مالي في أغسطس الماضي بعد انتشار استمر تسع سنوات، تحت ضغط المجلس العسكري الحاكم الذي يعمل الآن مع مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية.

ويرى مراقبون أن زيارة قائد أركان الجيوش الفرنسية إلى نواكشوط تأتي في سياق مراجعة باريس لسياستها في المنطقة، لاسيما مع تآكل نفوذها بشكل كبير في معاقلها التقليدية، في مقابل بروز قوى أخرى في القارة السمراء على غرار روسيا والصين.

وخلال زيارته إلى موريتانيا أجرى الجنرال الفرنسي مباحثات أيضا مع وزير الدفاع الموريتاني حنن ولد سيدي، تناولت تعزيز التعاون العسكري والأمني بين باريس ونواكشوط، وفقا لبيان رسمي. وكان قائد أركان الجيوش الفرنسية قد قام الخميس بزيارة إلى السنغال.

وفي خطاب مثير ألقاه من قصر الإليزيه في السابع والعشرين من فبراير الماضي دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ضرورة “بناء علاقة جديدة ومتوازنة ومسؤولة مع دول القارة الأفريقية”، معلناً انتهاء “عصر فرنسا الأفريقية”.

وتأتي زيارة المسؤول العسكري الفرنسي إلى نواكشوط بعد أخرى أجراها وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف إلى موريتانيا في الثامن من فبراير الماضي.

ويثير الحضور الروسي المتصاعد في منطقة الساحل الأفريقي قلق الدول الغربية التي تخشى أن تحجز موسكو موطئ قدم لها في موريتانيا، ما يعد تهديدا للجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

وتعزز الاهتمام الغربي بموريتانيا بعد اكتشاف الغاز الطبيعي بكميات كبيرة تبلغ نحو 100 تريليون قدم مكعبة، حيث من المرتقب أن تشرع نواكشوط في تصدير أولى شحناتها من الغاز المسال في نهاية العام الجاري.

الحضور الروسي المتصاعد في منطقة الساحل الأفريقي يثير قلق الدول الغربية التي تخشى أن تحجز موسكو موطئ قدم لها في موريتانيا

وبالتوازي مع زيارة قائد أركان الجيوش الفرنسية، عقد وزير الشؤون الاقتصادية وترقية الصناعات الإنتاجية الموريتاني عثمان مامودو جلسة عمل مع بعثة من رجال الأعمال الفرنسيين تزور موريتانيا حاليا، ويقودها عضو جمعية أرباب العمل أريك باستين.

وحسب بيان صحفي صادر عن الوزارة الموريتانية فقد ناقش الوزير في كلمة أمام رجال الأعمال الفرنسيين الإصلاحات الخاصة بتحسين مناخ الأعمال والتي شملت تحديث الترسانة التشريعية والمؤسسية.

واستعرض الوزير الإمكانيات الكبيرة التي تتيحها بلاده في مجال الأمن الغذائي العالمي، بناء على الأراضي الشاسعة الصالحة للزراعة والمياه.

كما بحث الفرص الأخرى في قطاعات الثروة الحيوانية والصيد والمعادن والطاقة والسياحة “التي لا تزال بكرا واستغلالها مازال دون الإمكانيات الكبيرة المتاحة”.

وتحاول موريتانيا الاستفادة قدر الإمكان من الانفتاح الدولي عليها، لكن الأمر لا يخلو من تعقيدات بالنسبة إليها، حيث أن الحفاظ على قدر من التوازن في علاقاتها مع الخصوم الدوليين أمر صعب، وقد تجد نفسها في إحدى المحطات مضطرة إلى الانحياز لأحد الشطرين.

جديد الأخبار