كاتب عربي يصف وزير الدفاع حننا ب"اسد افريقيا" في مكافحة الإرعاب

سبت, 18/03/2023 - 19:24

تعاني دول الساحل الإفريقي  من تنامي خطر الإرعاب "الارهاب" إضافة إلى معاناتها من الجفاف والتصحر الذي ضرب المنطقة بداية من الثمانينات   ،وتفتقر أغلب أقاليمها إلى التنمية والخدمات على الرغم من ثرائها بالموارد الطبيعية  الهائلة والهامة جدا ،مثل   اليورانيوم  ، وتبلغ  نسبة الفقر فيها 80% ، وتعج بأكثر من 12 تنظيم إرعابي تمرح عناصره فيها بحرية  شبه تامة  منذ أن أعلن الإرعاب عن وجوده عام 2011، بعد  أن سمح  إنهيار الدولة في ليبيا بعودة  العديد من " المرتزقة " العرب والطوارق  الذين كانوا ضمن كتائب القذافي ، وحركات التمرد في السودان وتشاد ، مصطحبين معهم  كميات هائلة من الأسلحة من مخازنها التي كانت تضم 20 مليون قطعة سلاح ،  لتتلقفها   الجماعات الإرعابية جنوب الصحراء الكبرى ومنها " الجماعة السلفية للدعوة والقتال"  التي سبق أن  إنزاحت جنوبا من الجزائر إلى الصحراء ، و أعلنت تحولها إلى  "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ،     وبعد إعلان الطوارق إنفصال  إقليم أزواد   عقب الإنقلاب العسكري في مالي على نظام الرئيس توماني تيوري عام2012    ، قفز تنظيم القاعدة على الإقليم ، ووفر بتهوراته المبرر الأخلاقي لشن حرب ضده بداية عام 2013   ، و تشكيل قوات برخان الفرنسية من 5100 جندي ،  بحجة محاربة الإرعاب وجماعاته .

و شهدت بلدان الساحل زيادة في العمليات الإرعابية ، واستطاع تنظيم “داعش” الذي تكون في ا الساحل الأفريقي عام 2015 من توسيع عملياته في النصف الأول بداية من عام 2019، لتشمل 7 دول في الساحل الإفريقى ليشهد العام الماضي 2022  نشاطا  مكثفا له في     مثلث "ساحلستان الصحراء "   المنطقة الحدودية بين بوركينا فاسو مع النيجر ومالي،   وأنشأ معاقل جديدة له ، وكذلك توسع نشاط تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين " الذي نشأ من   تحالف عدة كتائب وجماعات تنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "  تحت قيادة أياد أج غالي في ، وإجمالا فقد  تضاعف عدد العمليات الإرعابية في دول الساحل الإفريقي  43 ضعفا عن عام 2011 ، مع وجود  قوة " برخان " الفرنسية وقوات  دول الساحل المشتركة  تعدادها  5 ألاف جندي ،وقوات الأمم المتحدة ( مينوسما ) 11 ألف جندي إضافة إلى قوات تاكوبا ( الإتالأوربي ) حوالي 900 جندي ،على الرغم من كل هذه القوات ، وهذه القواعد  العسكرية الفرنسية والأمريكية والألمانية وطائرات التجسس بدون طيار ،والأقمار الصناعية التي تستطيع قراءة أحرف الكلمات في أي ورقة ملقاة على الأرض ، ناهيك عن أرتال السيارات التي يتنقل فيها الإرعابيون أو يهربون عليها السلاح   وعشرات  الدراجات النارية التي يهاجمون بها القرى العزلاء الآمنة  ،  

 

وقد تخطت تكلفة وجودهم مايزيد عن 22 مليار يورو خلال السنوات العشر الأخيرة، فضلا عن الخسائر المالية التي تكبدتها هذه الدول- حسب دراسات مركز الساحل والصحراء - التي  قدرت ب 9 مليار دولار، هذه الأموال كانت تكفي لإحداث تنمية ومعالجة أزمة الفقر الناتجة عن الجفاف والتي ألجأت كثير من الناس إلى العمل كمهربين  و الإنضمام إلى الجماعات الإرعابية ، فضلا عن الخلافات العرقية حول  مواطن الكلأ والماء ، لترتفع  وتيرة العنف والقتل والإرعاب التي تسببت في نزوح ولجوء أكثر من مليوني ونصف مواطن إفريقي  ..، في مؤتمر القمة الإفريقي الأخير، أعلن قادة إفريقيا تسريع تنفيذ إتفاقية التجارة الحرة لتعظيم التجارة البينية في القارة ،والتي لا تتخطي 15% حتى الآن،

 

وهو مالن يحدث طالما ظل الأمن مفقودا و مالم تكن هناك مواجهة للإرعاب على الطريقة الموريتانية التي حدد قواعدها ومارسها "أسد إفريقيا " الفريق حننا سيدي حننا  وزير دفاع موريتانيا     مع رئيسها   محمد ولد الشيخ الغزواني منذ يداية العشرية المنصرمة، وكانا أهم ضابطين في الجيش الموريتاني الذي يعد أقوى جيوش الغرب الإفريقي وأكثرها إحترافية ومعلوماتية ، والذي منعت قوته حدوث أي حوادث إرعابية في موريتانيا منذ 2011  وحتى اليوم.       ومنذ تقلد أسد إفريقيا الفريق حننا وزارة الدفاع لم تشهد المناطق المالية المتاخمة لحدود بلاده أي حادثة إرعابي عند أقصى جنوب شرق موريتانيا وعلى حدودها مع إقليم أزواد في مدينة  "باسكنو" التى أسستها  قبيلته  "أبناء داوود" حيث ولد وتربى فى بيت الإمارة فيها و رأس القبيلة، وهم أسياد الشرق الموريتانى و عرف رجالها  على مدى قرون بالبأس والقوة والشدة  والعلم والصلاح  فكان منهم  المحاربون أهل الشوكة "  والعلماء " أهل الزوايا " ويمتد تأثيرهم إلى حدود مدينة تمبكتو فى مالي " وظلت  سيادتهم بالقوة والعلم ،    

ولا يمتلك الفريق  القدرة على التخطيط التكتيكي المنظم والفعال فحسب ،ولكنه يمتلك المعرفة الجيدة بدروب الصحراء و بفكر هذه الجماعات  لكونه أحد أبناء المناطق الحدودية
ويؤمن بأن مكافحة الإرعاب ليس بالقوة فقط ، ولكن بتلازم الأمن والفكر مع التنمية  ،  وعندما  قاد الفريق حننا قوات الساحل والصحراء  تراجع الإرعاب عن المساحات التي حددها بـ50 كم على جانبي خط الحدود لكل دولة من   الدول الخمس ، إلى أن تركها ليتولى منصب وزير الدفاع في بلاده بعد إنتخاب ولد الشيخ الغزواني  رئيسا للبلاد

فقام بإعادة هيكلة القوات المسلحة الموريتانية ، وفى طليعتها مجموعات التدخل السريع وجهزها تجهيزا قويا لتهيئتها للعمل السريع ، وأنشأ قواعد متقدمة وخصص قوات وآليات جوية لدعمها عند المواجهات. بناء على فرضه للمبادئ الاستباقية والنوعية بعد إعادة هيكلة القوات المسلحة الموريتانية ،وتحديد عقيدتها العسكرية وتنمية الوعى بها لمواجهة الخطر والعداء بناء على استراتيجية شاملة ،وهو ما جعل موريتانيا بقعة استقرار وتهيئة لظروف لتحقيق التنمية

وقاد المراجعات مع سجناء الإرعاب فى سجون الجيش الموريتانى، ووجه عددا من العلماء وأئمة المساجد لمحاورتهم ومراجعة أفكارهم التكفيرية ، بالمفاهيم الصحيحة للتخلى عن الإرعاب و الذبح، هذه الاستراتيجية نبعت من ظروف نشأته فى قبيلة العز والشرف والعلم ، فضلا عن نبوغه الشخصى واستفادته من العلوم العسكرية والتكتيك اللذين اكتسبهما دراسيا وميدانيا كضابط منضبط، وتجارب مهنية أهلته لصناعة هذه الأفكار وابتكار ما يرسخ لاستراتيجيات صالحة لمعالجة أزمة الإرعاب . 

 

من كتاب اسد افريقيا ومكافحة الإرعاب 

المؤلف الكاتب الصحفي ايمن السيسي

جديد الأخبار