ينتشوان 24 سبتمبر 2023 (شينخوا) قال تشانغ هونغ أن، مدير المركز الصيني لعرض تكنولوجيا تربية الحيوانات لمساعدة موريتانيا: "في عملية ترويج التكنولوجيا الزراعية الصينية الناضجة إلى الدول العربية، هناك مشكلة متمثلة في عدم تأقلمها مع الظروف المحلية، لذا بذلنا الكثير من الجهود لحل مشكلة توطين التكنولوجيا وحققنا نتائج جيدة."
وفي السنوات الأخيرة، نجح المركز الصيني لعرض تكنولوجيا تربية الحيوانات في موريتانيا، الذي تم الاستثمار في بنائه بشكل مشترك من قبل وزارة التجارة الصينية ومنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي، نجح في زراعة ما يقرب من 1000 مو (مو واحد يساوي نحو 667 مترا مربعا) من عشب الأعلاف على حافة الصحراء الكبرى في إفريقيا، مما أدى إلى إنشاء واحة على أرض شاغرة. كما شارك المركز تكنولوجيات مثل تحسين التربة والري الموفر للمياه مع فنيين زراعيين في موريتانيا والإمارات العربية المتحدة والسودان ودول أخرى، مما دفع هذه الدول إلى زراعة عشرة آلاف مو من عشب الأعلاف، لتصبح بطاقة عمل مشرقة للتعاون الزراعي بين الصين والدول العربية.
وحول ذلك، أشار وزير التنمية الحيوانية الموريتاني، أحمديت ولد الشين، في رسالة تهنئة في مؤتمر التعاون للتنمية العالية الجودة للزراعة الحديثة خلال الدورة السادسة لمعرض الصين والدول العربية، أشار إلى أن مشروع التعاون التكنولوجي في مجال تربية الحيوانات قد أصبح أحد أفضل مشاريع التعاون بين موريتانيا ومنطقة نينغشيا الصينية، حيث سيعزز النجاح في إقامة معرض الصين والدول العربية تنمية تربية الحيوانات في كلا البلدين.
في الفترة من يوم 21 إلى يوم 24 سبتمبر الحالي، أقيمت الدورة السادسة لمعرض الصين والدول العربية تحت عنوان "التكاتف مع العصر الجديد لاغتنام الفرص الجديدة ومشاركة المستقبل الجديد" في مدينة ينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين. كجزء مهم من المعرض، جمع مؤتمر التعاون في مجال التنمية الزراعية العالية الجودة مسؤولين وخبراء وباحثين من أكثر من 40 دولة للقيام بالمناقشات في مجالات التكنولوجيا الزراعية والتجارة والاستثمار والأمن الغذائي.
وفي هذا السياق؛ قال لي جين شيانغ، كبير الأطباء البيطريين في وزارة الزراعة والشؤون الريفية، خلال المعرض إنه وعلى مدى السنوات الـ10 الماضية، عملت الصين والدول العربية بشكل مستمر على تعزيز التجارة الزراعية والتبادل التجاري، وتعميق تعاون التكنولوجيا الزراعية، والاستفادة من القمة الصينية العربية ومنتدى التعاون الصيني العربي ومعرض الصين والدول العربية وغيرها من الآليات والمنصات، يستمر التعاون الزراعي بين الصين والدول العربية في الوصول إلى مستوى جديد.
وأضاف لي: "في عام 2022، تجاوز إجمالي حجم التجارة الزراعية بين الصين والدول العربية 5 مليارات دولار أمريكي، محققا ست زيادات سنوية متتالية. وفي الوقت الحاضر، تفاوضت الصين ووقعت وثائق تعاون زراعي مع 11 دولة عربية لإنشاء آلية عمل."
وفي جناح المملكة العربية السعودية، ضيف شرف معرض الصين والدول العربية هذا العام، يحرص مدير شركة تمارا السعودية لإنتاج التمور، إبراهيم شركس، على الترويج لأنواع مختلفة من التمور. وعندما قال: "إن التمور ليست فقط غذاء أساسيا للعائلات العربية، بل هي رمز ثقافي أيضا"، سرعان ما تم مسح صندوق التمور الذي كان يرفعه من قبل الناس الذين جربوها.
في السنوات الأخيرة، أصبحت المنتجات الزراعية المميزة مثل التمور والبرتقال من الدول العربية تظهر بشكل متزايد على طاولات الشعب الصيني، كما أن الشاي الصيني مفضل من قبل السكان العرب. قال إبراهيم شركس إن الشركة تأمل في استخدام منصة معرض الصين والدول العربية لدخول السوق الواسع في الصين.
ومن جانبه؛ قال لان جيون، رئيس الجمعية الصينية لتعزيز تجارة القوميات، لوكالة أنباء شينخوا إن العديد من الدول العربية تقع في مناطق استوائية، حيث لا يمكن أن تنمو العديد من المنتجات الزراعية، بينما تتمتع الصين بالموارد الزراعية الممتازة، لذا فتوجد حاجة إلى العديد من المنتجات الزراعية الصينية من قبل الدول العربية.
وبينما تستمر التجارة في المنتجات الزراعية في النمو، فإن التعاون الصيني العربي في مجال العلوم والتكنولوجيا الزراعية والتبادلات التكنولوجية أصبح وثيقا بشكل متزايد. وقد حقق الأداء النموذجي للمركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا الزراعية نتائج إيجابية في العديد من الدول العربية مثل موريتانيا والمغرب. وبحلول نهاية عام 2022، قامت الصين بتدريب ما يقرب من 10000 مسؤول وفني زراعي من مختلف المجالات للدول العربية، مما أدى إلى تعجيل وتيرة تعزيز التطبيقات التكنولوجية النموذجية ومشاركة المعارف في التكنولوجيات الزراعية في الدول العربية.
وحول ذلك؛ قالت هيفاء الكودة، مديرة لوزارة التنمية الاجتماعية الأردنية: "إن عملية تطور التحديث الزراعي الصيني أمر مذهل، وهناك أشياء كثيرة يمكن أن نتعلم منها في زراعة المرافق، والزراعة الذكية، والزراعة الصحراوية وما إلى ذلك. ومن خلال إدخال الخبرة والتكنولوجيا الصينية، حققت بعض الدول زراعة الخضروات والمراعي على نطاق واسع في الأراضي المتصحرة، الأمر الذي لعب دورا كبيرا في مساعدة البلدان التي تعاني من مشاكل شح موارد المياه العذبة والجفاف وقلة الأمطار."
وتابعت الكودة أن المملكة الأردنية الهاشمية دولة عربية صغيرة نسبيا، مقارنة بالدول والمناطق المجاورة، ودولة مستقرة سياسيا واقتصاديا، وحياة الأردنيين جيدة، لكن الموارد اللازمة لتطوير الزراعة محدودة، وقد وضعت الحكومة الأردنية تطوير الزراعة كأولوية قصوى، كما تولي المزيد من الاهتمام بالاستكشاف والبحث للعلوم والتكنولوجيا في مجال الزراعة، مضيفة: "نحن نتطلع إلى إقامة المزيد من التعاون مع الصين، وخاصة من خلال التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا الزراعية، والتبادلات الثقافية، وتدريب الموظفين، وما إلى ذلك، لاستكشاف المزيد من فرص التعاون، وفي نفس الوقت، سنقوم بضخ المزيد من رأس المال في مجال الزراعة، وتحسين الإنتاجية الزراعية عالية الجودة، واستخدام التكنولوجيا للاستجابة بفعالية للبيئة الصحراوية وحالة نقصان المياه والجفاف في الأردن.