مع كل وجبة تأكلها تشعر بأنها الأخيرة.. ولكن ذلك لم يكن بمحض إرادتها.. مارجو فولك، آخر متذوقة طعام للزعيم النازي أدولف هتلر استطاعت النجاة بنفسها ضمن 15 سيدة عملن للحفاظ على حياة الزعيم الألماني.
«لم أر هتلر مرة واحدة في حياتي، وكان عليّ المخاطرة بحياتي يوميا لأجله»، هكذا وصفت فولك، 96 عاما، معاناتها عندما كانت تعمل في منزل هتلر، حيث كان عليها تذوق الطعام قبله للتأكد من عدم كونه مسموما، وهو ما كان يعرضها للموت في كل دقيقة تقضيها في خدمته.
كان عمرها 25 عاما عندما كانت تخوض تجربة اختبار الطعام التي كانت تجرى قبل أن يأكل هتلر وجباته اليومية، وتقول فولك إنها كانت «تنفجر بالدموع وتبكي مثل الكلاب» هي وزملاؤها بعد أداء تجربة الطعام لأنهن لا يزلن على قيد الحياة.
سردت فولك قصتها في نفس الشقة في برلين حيث ولدت في عام 1917، ابنة موظف السكك الحديدية الألمانية، وكان لديها أصدقاء يهود حتى وصل النازيون إلى السلطة في عام 1933.
وقررت فولك التخلي عن صمتها لتحكي العديد من الأسرار التي تبين قسوة الحياة داخل مقر إقامة الزعيم النازي التي وصفته بـ«وكر الذئب».
وأفصحت أن الزعيم الألماني كان نباتيا، لا يأكل أي لحوم، بسبب الشائعات المستمرة حول رغبة بريطانيا في سم هتلر، وهو ما أجبره على الابتعاد عن تناول اللحوم تماما، ولكن طعامه كان يتراوح بين الأرز والمكرونة والفلفل والقرنبيط والبازلاء.
وتابعت فولك: «كان على الفتيات اللاتي يتعرضن للاغتصاب على أيدي القوات الخاصة بالزعيم أثناء الحرب العالمية الثانية، خوض تجربة تذوق الطعام المقدم لهتلر، ثم ينتظرن ما يقرب من ساعة حتى يتأكدن من سلامة الطعام، الساعة التي كانت من أصعب التجارب التي ممكن أن يمر بها بشر على الإطلاق».
وقالت فولك إنها لم تكن من النازية ولكنها كانت واحدة من بين 15 فتاة تعملن في حراسة مشددة بخدمة هتلر في المقر الخاص به أثناء الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أنها الوحيدة من بين زميلاتها التي ظلت على قيد الحياة حتى الآن واللاتي تم إعدامهن رميا بالرصاص على يد الجيش الأحمر عام 1945.
[Adolf Hitler, pictured here eating with his mistress Eva Braun, employed 15 women to taste his food because he feared he might be poisoned]
وأكدت فولك في تصريحاتها للتليفزيون الألماني أنها تشعر بالعار والانكسار لالتزامها الصمت طيلة هذه الأعوام بشأن هتلر وأعوانه، بعد هروبها على يد ضابط صديق لها استطاع تهريبها على أحد القطارات المتوجهة إلى برلين.
وعملت فولك بتلك الوظيفة بمحض الصدفة بعد أن لجأت لإحدى البلدات في برلين عقب تجنيد زوجها بالجيش، فأجبرها رئيس البلدية على العمل بتلك الوظيفة، تحت إجراءات أمنية مشددة.
واختتمت فولك حكايتها بقولها إن أحد الجنود البريطانيين حاول الزواج منها عقب انتهاء الحرب، ولكنها فضلت انتظار زوجها الذي سبق تجنيده بالجيش، والذي عاد إلى منزله بالفعل عام 1946 وعاش الزوجان معا، ولكن الحرب تركت بنفسيهما آثارا سلبية لا حصر لها، مشيرة إلى أن الكوابيس مازالت تلاحقها كلما غفت حتى الآن، كما أن زوجها توفي قبل 24 عاما، وظلت تعيش وحيدة أسيرة للذكريات على حد وصفها.