موريتانيا: الإدانات تتسع و«مراسلون بلا حدود» تدعو لإنصاف الضحية

اثنين, 03/02/2025 - 01:38

يتواصل في موريتانيا الانشغال بقضية الاعتداء الجسدي بالضرب المبرح الذي تعرض له مؤخراً الإعلامي الموريتاني البارز حنفي دهاه، مدير مجموعة «آفاق ميديا» الإعلامية المستقلة، على رجل الأعمال النافذ زين العابدين ولد صدافه.
وأحال قاضي التحقيق في الديوان السادس بولاية نواكشوط الغربية رجل الأعمال المعتدي، إلى السجن في انتظار محاكمته بتهمة «الاعتداء المادي الذي لم تتوفر فيه شروط القصاص ولا الدية»، وذلك وفقاً لنص المادة: 287 من القانون الجنائي الموريتاني، التي تنص على أن عقوبة هذه التهمة هي «الحبس من عشرة أيام إلى سنتين، وبغرامة من 5000 إلى 20000 أوقية» قديمة.
وأعلن نقيب المحامين الموريتانيين بونا الحسن، عن «قراره تشكيل لفيف من المحامين للدفاع عن الصحافي حنفي داهاه، بعد أن استقبل اللجنة المشكلة من الهيئات الصحافية الموريتانية الخاصة بمؤازرة الصحافي حنفي ولد دهاه».

إحالة التاجر النافذ المعتدي على الإعلامي فتحي دهاه للسجن

وقال «إنه تم خلال الاجتماع نقاش قضية الاعتداء على الصحافي حنفي ولد دهاه وأبعادها القانونية، حيث أعربت لجنة الهيئات النقابية الصحافية عن رغبتها في مساندة الهيئة الوطنية للمحامين لزميلهم الذي تعرّض للاعتداء أثناء تأدية مهامه».
ووصف هذه الخطوة بأنها «تأتي ضمن المهام التي دأبت الهيئة على القيام بها كلما تم المساس بالحريات العامة، ومن ضمنها حرية التعبير».
وأعلنت منظمة «مراسلون بلا حدود»، في بيان حول هذه القضية «أن حنفي ولد دهاه مدير قناة TTV، تعرض لاعتداء عنيف أمام مقر قناته في تفرغ زينه، بولاية نواكشوط الغربية، حيث تم تنفيذ الهجوم من قبل رجل أعمال، بعد بث مباشر لبرنامج ناقش فيه الصحافي معلومات حول إدارة صفقة عمومية مُنحت للمعتدي».
«إن الاعتداء على صحافي، تضيف المنظمة، لمجرد قيامه بعمله أمر غير مقبول؛ وإذا كانت عملية توقيف المعتدي خطوة أولى، فمن الضروري ألا تمر هذه القضية دون متابعة، ونحن ندعو السلطات الموريتانية إلى تقديم المعتدي إلى العدالة، لإيصال رسالة واضحة مفادها أن أي محاولة لترهيب الصحافيين لن تُقبل».
ونقلت منظمة «مراسلون بلا حدود»، في بيانها عن الإعلامي حنفي ولد دهاه، قوله «إن هذا الاعتداء يتجاوز شخصه ويشكل محاولة واضحة لترهيب الصحافة والتضييق على حرية الإعلام».
وطالب ولد دهاه بـ «تحقيق العدالة وضمان ألا تصبح مثل هذه الاعتداءات وسيلة لإسكات الصحافيين»، مؤكداً «عزمه رغم الهجوم الذي تعرض له، مواصلة عمله وكشف الحقيقة».
وأعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ببان نشرته أمس «عن إدانتها الشديدة لحادثة الاعتداء التي تعرض لها الصحافي حنفي ولد دهاه»، مؤكدة «أن هذا الفعل يمثل انتهاكًا واضحًا لحرية الصحافة وحق التعبير المكفولين بموجب القوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية».
وأكدت اللجنة «رفضها لأي ممارسات تهدد سلامة الصحافيين أو تعيق أداءهم لمهامهم».
«وفي هذا السياق، تود اللجنة، وفقاً للبيان، التذكير بموقفها الثابت بأن حرية الصحافة، كحق أساسي، يجب أن تُمارس بمسؤولية، بما يضمن الالتزام بضوابط أخلاقيات المهنة واحترام القانون؛ كما تشدد اللجنة على أن أي شخص يرى نفسه متضررًا من عمل صحافي، عليه اللجوء إلى القضاء كالإطار الوحيد لمعالجة النزاعات، مع التأكيد على ضرورة التزام السلطات القضائية بالتعامل مع الشكايات بجدية وسرعة».
وجددت اللجنة «دعوتها إلى حماية حرية الصحافة، لما لذلك من أهمية في تعزيز دولة القانون والديمقراطية وضمان الشفافية والمساءلة»، مؤكدة «أن ترسيخ هذه القيم يعد ركيزة أساسية لبناء مجتمع يحترم الحقوق والحريات ويصون الكرامة الإنسانية».
وأعلن الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية، فرع موريتانيا، عن «تضامنه مع الإعلامي حنفي دهاه، المدير التنفيذي لمجموعة «آفاق ميديا»، مطالباً «بفتح تحقيق لتسليط الضوء على هذه القضية التي تشوه حرية التعبير والصحافة في موريتانيا بشكل خطير».
وأعلنت الهيئات النقابية الصحافية الموريتانية في بيان مشترك عن «تشكيل لجنة تنسيق دائمة، واعتماد خطة لمؤازرة للصحافي حنفي ولد دهاه، تتضمن أنشطة إعلامية\ ولقاءات رسمية وجهوداً تحسيسية».
وأكد تجمع الهيئات الصافية الخاصة ونقابة الصحافيين الموريتانيين، ورابطة الصحافيين الموريتانيين في بيان مشترك حول حادثة الاعتداء «أنها ستتواصل مع الهيئات والجمعيات المعنية بحقوق الصحافيين لجعلها في صورة هذا الحادث، ودعوتها للمؤازرة والدعم».
هذا ويوجد القضاء الموريتاني أمام المحك في هذه القضية، حيث سيؤثر الحكم الذي سيصدر عنه سلباً أو إيجاباً على المركز المتقدم الثالث والثلاثين الذي احتلته موريتانيا في جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة لسنة 2024، المنجز من طرف «مراسلون بلا حدود»

جديد الأخبار