![](https://taqadoum.mr/sites/default/files/Sidi%20Tah.png)
يعتبر الدكتور سيدي ولد التاه، المدير العام الحالي للبنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (BADEA)، أحد أبرز القادة الموريتانيين من الطراز العالمي من بين أولائك الذين يشغلون مناصب رفيعة المستوى على المستوى الدولي ومن أفضل القادة الاقتصاديين في جيله في أفريقيا. ويشهد على تلك الكفاءات سجله في مجال القيادة وصناعة التأثير والتفكير الاستراتيجي.
يترشح اليوم سيدي ولد التّاه، ممثلا لموريتانيا، لرئاسة مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، إحدى أهم المؤسسات القارية في أفريقيا، وهو الترشح الذي أجد انه يتماشى مع تجربه ولد التاه الأفريقية الغنية والمظفرة وتكريسا لنجاحه في إدارة البنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، مما يجعلني أعتقد جازماً انه القائد المناسب والمرشح المثالي لدفع مجموعة البنك الأفريقي للتنمية الي فضاءات أرحب غير مسبوقة.
لذلك، فإنني أوجه نداءً صادقًا وعالياً الي جميع أصدقائي الأفارقة وزملائي من البلدان الأعضاء الأخرى في البنك الأفريقي للتنمية، لدعم ترشحه. كما أدعو جميع المنظمات الأفريقية التي انتمى اليها (أو كنت) عضوًا فيها أو في مجالس إدارتها، وكذلك الشبكات المختلفة للقادة الشباب الذين أنشط فيها إلى مشاركته رؤيته الاستراتيجية ودعمه دعما قويا ونشطا.
لقد كان لي الشرف، على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، كناشط أفريقي مؤمن بالوحدة والإندماج الأفريقي وكقائد شاب في الحركة الجمعوية القارية ثم كمهني في المجالات المختلفة التي أتدخل فيها، كان لي شرف التواصل المكثف مع العديد من الشخصيات والأفراد المؤثرين ممّا يجعلني اليوم أحثهم بإلحاح، على دعم ترشح الدكتور سيدي ولد التّاه. فبإمكاننا معًا، المساهمة في تقديم سرد أفريقي تحويلي جديد والمساعدة في تحقيق الرؤية الجديدة التي يحملها المرشّح لأفريقيا مزدهرة.
فبعيدا عن كونه يتقاسم معي نفس الجنسية، إلا أن الدكتور سيدي ولد التّاه يعتبر أفضل المرشحين نتيجة لمجموعة من الاعتبارات سأحاول تلخيصها فيما يلي:
لماذا يعد سيدي ولد التاه الرئيس الأمثل للبنك الأفريقي للتنمية؟
في الوقت الذي تستعد فيه مجموعة البنك الأفريقي للتنمية لتنظيم انتخاباتها الرئاسية المقبلة، يبرز إسم الدكتور سيدي ولد التاه كأحد أبرز المرشحين لنيل إدارة هذه المؤسسة الاقتصادية الأكثر أهمية في القارّة.
ويعود ذلك لكونه خبير اقتصادي محنك وقائد يتمتع بتجربة طويلة وواسعة فضلا عن كونه صاحب رؤية ثاقبة لمستقبل أفريقيا.
وينضاف إلي هذا السجل الحافل تمتع المرشح بالخبرة والمهارة والرؤية الاستراتيجية اللازمة لضخ دماء جديدة في البنك الأفريقي للتنمية ودفعه إلى آفاق أرحب وغير مسبوقة.
كما يمثل ترشّحه فرصة للمؤسسة لتعزيز دورها الريادي في دفع التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي والابتكار المالي في جميع أنحاء القارة.
1 / سِجلّ حافل بالقيادة والتأثير
لقد أمضى الدكتور سيدي ولد التاه عقودًا من الزمن في طليعة المشهد المالي والاقتصادي في أفريقيا. وقد تميزت فترة مأموريته كمدير عام للبنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (BADEA) بالتزام قوي بتمويل البنية التحتية الأساسية والتجارة وتنمية القطاع الخاص في جميع الدول الأفريقية. كما اتسعت في ظل إدارته عمليات البنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، معززا الشراكات فضلاً عن تأثيره الإيجابي و المثمر على القطاعات الرئيسية و بشكل خاص الطاقة والزراعة والخدمات المالية.
لقد شغل ولد التاه، قبل توليه منصبه الحالي في البنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، عدة وظائف رفيعة المستوى في حكومة بلده موريتانيا، بما في ذلك وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية، كما عمل في العديد من المنظمات الدولية. وبالتالي فقد منحته خبرته قدرات متقدمة في تصور وتخطيط السياسات الوطنية والتفاوض مع المؤسسات المالية الدولية، وإعداد الإصلاحات الاقتصادية المنطلقة من استيعاب عميق لتحديات وفرص التنمية في أفريقيا.
2 / رؤيته لتنمية اقتصادية شاملة ومرنة في أفريقيا
إن قيادة ولد التاه تقدم، في وقت تواجه فيه أفريقيا تحديات متعددة -تتراوح بين تغير المناخ واستدامة الديون -رؤية عملية واستشرافية لبنك التنمية الأفريقي حيث يعتمد نهجه على:
- تعزيز تطوير البنية التحتية الأساسية : فهو يدرك أن الطرق والموانئ وأنظمة الطاقة تشكل العمود الفقري للتحول الاقتصادي في أفريقيا. كما تعني استماتة دفاعه عن تمويل البنية الأساسية طوال حياته المهنية إعطاءه الأولوية للمشاريع القابلة للتمويل والتي من شأنها أن تدفع إلى تحقيق التكامل الإقليمي.
- تعزيز المرونة المالية: يتمتع ولد التاه، في مواجهة معاناة العديد من البلدان الأفريقية من تراكم الديون، بمكانة جيدة لتوجيه البنك الأفريقي للتنمية نحو حلول تمويل مبتكرة، بما في ذلك التمويل المختلط، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، والمشاركة الفعالة مع صناديق الثروة السيادية.
- تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال لدى الشباب : يعتمد مستقبل أفريقيا الاقتصادي على سكانها الشباب. ومن خلال تعزيز الولوج إلى التمويل للشركات الصغيرة والشركات الناشئة، سيساعد المرشح في إطلاق العنان لإمكانات ريادة الأعمال في أفريقيا.
- تعزيز النمو الأخضر والتكيف مع التغيرات المناخية : سيضمن ولد التاه، نظرًا لخبرته في تعبئة التمويل المناخي والأخضر، لعب البنك الأفريقي للتنمية دور الريادة في دعم مشاريع الطاقة المستدامة والزراعة المرنة والبنية التحتية الذكية المتأقلمة مع المناخ.
3 / المهارات الدبلوماسية والتحالفات الاستراتيجية
بعيداً عن الخبرة الفنية، يحظى سيدي ولد التاه بخبرة دبلوماسية خاصة واحترام منقطع النظير في أوساط الممولين. فقد شملت فترة عمله في البنك العربي إقامة شراكات استراتيجية مع الجهات المانحة الدولية، والبنوك التنموية الإقليمية، والقطاع الخاص. وسيساعد هذا المكسب الدبلوماسي الفريد على خلق الإجماع وجذب استثمارات بالغة الأهمية في تعزيز النفوذ العالمي والقدرة المالية للبنك الأفريقي للتنمية. هذا بالإضافة إلى علاقاته الشخصية في العديد من الدول المتقدمة ودول الخليج والمنظمات الدولية التي ستفتح أمام البنك أبوابا طالما ظلت مؤصدة. وعلاوة على ذلك، فإن معرفته العميقة بكل من أفريقيا الناطقة بالفرنسية والإنجليزية تجعله قائداً موحِداً قادراً على تحقيق التوازن بين المصالح الإقليمية المتنوعة داخل إطار حوكمة البنك الأفريقي للتنمية.
4 / قائد لمستقبل مشرق للبنك الأفريقي للتنمية
يلعب البنك الأفريقي للتنمية دوراً محورياً في تشكيل المسار الاقتصادي لأفريقيا. ولذلك إانه من الضروري أن يكون الرئيس القادم قائداً يفهم المؤسسة، ولديه رؤية واضحة لتنمية أفريقيا، ويمتلك الخبرة اللازمة لتنفيذ رؤيته واستراتيجياته بفعالية. وهي الصفات التي يجسدها الدكتور سيدي ولد التاه بدون استثناء.
إن قيادته للبنك العربي للتنمية في أفريقيا والنتائج الباهرة التي حققها، وخبرته الوزارية وفي مجال التنمية الدولية، إضافة إلى كفاءاته المالية والاقتصادية، وفطنته الدبلوماسية تجعله الخيار الأمثل لتوجيه البنك الأفريقي للتنمية خلال الفترة القادمة الي الامام.
إن ترشّح ولد التاه يمثل، في الوقت الذي يعيش فيه العالم تطورات متسارعة وتقلبات غير مسبوقة حيث تجد أفريقيا نفسها في قلب هذا المشهد، الاستمرارية والابتكار والالتزام من أجل قارة مزدهرة تعتمد على ذاتها وقادرة على حجز مكان لها في العالم الجديد متعدد الأقطاب، قيد التشكل.
د. سيدي محمد الذاكر
أستاذ جامعي
خبير اقتصادي متخصص في التنمية الدولية