مع رفع أذان الفجر اليوم الخميس 15 مارس 2018 استيقظت كالعادة، توضأت، وبدأت بالاستعداد للذهاب للمسجد، بحثت عن "الدراعة" إذ كنت أرتدي لبسة "المتفضل" كما يصفها امرؤ القيس، بحثت عن الدراعة، ولكن هيهات.. بدأ الشك والخوف يدبان في فسي، وسرعانما تأكد ما كنت أخشاه، فالدراعة ليست وحدها المفقودة، فكل ما خف وزنه، وغلا ثمنه من البيت تمت سرقته.
أيقظت البعض، وخلال ثوان معدودة استيقظ الجميع، حتى الأطفال الذين كنت أعاني كثيرا قبل إيقاظهم للصلاة، استيقظوا مذعورين بسبب الحركة غير الطبيعية في المنزل فجرا، والحديث عن لصوص، وسرقة، بدأنا بتفقد الخسائر، وطريقة تنفيذ السرقة، وبسرعة اكتشفنا أنها طريقة تقليدية معروفة للصوص وأهل المنازل على حد سواء.. دخلوا عبر باب السلم، ويبدو أنهم لم يكونوا في عجلة من أمرهم، قاموا بجولة في البيوت وأخذوا كل هاتف في الشحن، وبعد جولة استطلاعية سريعة، تبين أن الحصيلة الأولية للمسروقات هي:
جهازي حاسوب 2 أرديناتير محمولين، وثلاثة هواتف، أحدهما ذكي، واثنين غبيين جدا، ودراعتين، إحداهما من أزبي، والأخرى دون ذلك، ومفاتيح السيارة، وبطاقة بنكية للسحب الآلي، وبعض النقود غير المحدد، لكنه ليس كبيرا، وبعض الأوراق المهمة الأخرى، تركت الجميع تحت الصدمة، وذهب لصلاة الفجر، بعد أن تأكدت من أن السيارة لا تزال في مكانها عند الحارس.
وبعد العودة من المسجد، صعدنا سلم المنزل، فوجدنا اللصوص تركوا إحدى الدراعتين، ومفاتيح السيارة، ومفتاح للربط بشبكة الانترنت كان في الحقيبة، وتركواشاحن أحد الحاسوبين.
كانت هذه المرة الأولى التي أعيش فيها مثل هذه اللحظات، ولئن كانت كل المسروقات يمكن تعويضها، إلا أن فزع الأطفال، الذي كان باديا على وجوههم لا يمكن محو أثره النفسي عليهم، خاصة وأنهم بدؤوا يطرحون أسئلة ببراءة الطفولة عن إمكانية عودة اللصوص مرة أخرى، كما أن مئات الأرقام لأضدقاء، وأقرباء، وزملاء، وأشخاص تربطني بهم علاقات كلها ضاعت في مهب الريح، واسترجاعها قد يستغرق سنوات، وبعضها قد لا يمكن استرجاعه أبدا.
بصفتي صحفيا، كثيرا ما ننقل أخبارا، وقصصا من هذا القبيل، ولعل اللصوص أصروا على أن يجعلونا نعاني ما يعانيه بقية المواطنين بشكل يومي.. كان الله في عون الجميع.
***
نقلا عن صفحة الأستاذ سعدبوه الشيخ محمد، المدير الناشر لموقع الوسط الإخباري.