قال الدكتور محمد محمود ولد اماه، رئيس حزب الاتحاد الشعبي الديمقراطي، في مقابلة اجراها مع صحيفة "القلم" ان طريقة التي ينتجها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، في جمعه للثروات في شتي اصنافها، يعيد الي الاذهان اساليب ملوك فرنسا القدماء.
"مع تطور الأحداث، توصلنا إلى قناعة بأن الرئيس ولد عبد العزيز لن يترك السلطة بمحض إرادته، لسبب بسيط هو أنه لا يثق في أحد؛ سواء كان ذلك الشخص الذي يدعي أنه يدعمه دمية أو مجرد صمام واق أو رجلا حديديا يضمن سلامته وسلامة ممتلكاته: تلك الممتلكات التي ما فتئت تنمو وتخوِّف والتي لا يخفيها المعني أيّما إخفاء، وتشمل كل القطاعات، بدءا من العقارات (تشييد المباني والأبراج)، وبناء الطرق وتأجير آليات الهندسة المدنية، وشركة الحفر، والصناعات الزراعية الرعوية، مرورا بالبنوك والشركات الصناعية والتجارية، وشركات التأمين وتوزيع المنتجات البترولية، الوطنية للنفط (NP)... الخ؛ إلى جانب المناطق الجميلة، على امتداد التراب الوطني، والتي تم تحويلها إلى منتزهات للرئيس، وهي مسورة وبعضها محروس من قبل الجيش، وتشمل تفلي، وفاي، وتيريس، وبنشاب، وواد النعام... الخ... إنها صيغة مبسطة تحاكي قصور وأراضي صيد ملوك فرنسا القدماء."
إن الموريتانيين المشغولين بالصراعات بين الأعراق وداخل نفس القبيلة ونفس العرق والتي يغذيها النظام ويجعل منها أداة للحكم، لا يعبئون بعواقب ارتباط ثروة الرئيس بالسلطة وبتسييرها وحفظها واستثمارها بالنسبة لمستقبل بلادنا. فلا بد إذن من الحديث عن ذلك.
سيبذل الرئيس ولد عبد العزيز قصارى جهده للبقاء مسيطرا على السلطة، سواء بتغيير شكل هذا النظام أو دون تغييره، وسواء كان رئاسيا أو برلمانيا. فبالنسبة له، فالشيء الأساسي ليس السلطة في حد ذاتها وإنما السلطة من أجل الحفاظ على الثروة التي كدسها مع تنميتها.
إذا تُرك ولد عبد العزيز وشأنه، فإنه يفضل النظام الرئاسي لأنه رجل لا يقبل سوى لقب الرئيس، حيث تتطلب وظيفة رئيس الوزراء العمل المتعب وليس من طبيعة ولد عبد العزيز أن يعمل كثيرا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الوظيفة لن تترك له الوقت الكافي لرعاية أعماله. ومن حيث الاختيار، يحتاج إلى فترة رئاسية ثالثة، وإلا، فرئيس حكومة يتمتع بصلاحيات الرئيس. لكن المأمورية الثالثة تتطلب الضوء الأخضر من القوة الاستعمارية السابقة، على الرغم من عدم احترامه للدستور وللشعب الموريتاني.
لسوء حظه تجري الرياح بما لا تهوى سفنه: إن الاتفاق الذي كان سيوقعه مع السلفيين للاحتماء من الهجمات الإرهابية، وهو الذي غالبا ما يسافر إلى شرق البلاد، ليس من شأنه تسهيل الضوء الأخضر من قبل القوة الاستعمارية السابقة. وأمام بطء وتيرة اندماج بلادنا في مجموعة دول الساحل الخمس (G5 Sahel)، وهذا ليس سيئا في حد ذاته، تساءل الرئيس الفرنسي قائلا: "ما هي اللعبة التي يمارسها الرئيس الموريتاني"؛ في حين بدأ سفيره في نواكشوط يتحدث عن "خلف ولد عبد العزيز"، وهو الذي كان يكتفي حتى الآن فقط "بأخذ العلم بتصريحات الرئيس ولد عبد العزيز بعدم الترشح لمأمورية ثالثة".