يتشدق اليوم الجنرال الوحيد الذي اقحم نفسه عنوة و خطأ، دون تفكير أوتأمل في معترك سياسي قد حسم امره منذ فترة في ولاية لبراكنة، بعد ان اعلنت اقطاب هامة اندماجها في التحالف الكبير والفريد من نوعه حول كبار الاطر والاوجه الوازنة التي تمتد شعبيتها من شرق الولاية الي جنوبها، .
وهو التحالف الذي تطرقنا اليه اكثر من مرة، بسبب سيطرته المطلقة وبدون منازع علي الخارطة السياسية المحلية، رغم السكرات التي ما فتئت تنتاب شخصيات منسية دأبت في الماضي علي انتهاج نمط التبعية للعسكر الذي ولي بلا رجعة الي الابد.
تحالف قد ضمن في الماضي وصول اولئك العمد، مزبلة الأمس الي قمم البلديات.
و الاسابيع القريبة القادمة ستقطع لامحالة الشك باليقين، حول طي صفحة اولئك المنتخبين في ظرف سابق لا يمكن تكراره، لان الغاية اليوم تكمن في انتخاب عمد ونواب و مجالس جهوية جديدة وشابة وحية تتماشي مع متطلبات العصر.
ومما يزيد في الفشل الذريع للمنافس اللدود للتحالف الأنف الذكر، هو علاقته غير المعلنة وغير المباشرة مع المعارضة الخارجية، عبر وسطاء اكتشف امرهم وتم اعفائهم من مناصبهم، بعد ان عرف الكل ان ولائهم المزعوم للرئيس محمد ولد عبد العزيز لا يتعدي افواههم ولا يصل الي قواعدهم والي ارض الميدان حيث القول الفصل.
كما ان المؤشرات السياسية الاستقرائية لا تبشر ببقاء او ترقية اولئك العسكرين في آفاق الجمهورية قيد الميخاض.
وغير بعيد من هذا الموضوع، علمت وكالة "تقدم" الاخبارية من مصادر موثقة ان منصب قائد اركان الجيش في الفترة المقبلة سيكون من نصيب ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ لبرﻭﺭ، القائد السابق ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻘﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ، ﻭﺍﻟذﻲ ﻇﻞ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺒﺮﻱ.
كما تحدثت انباء متواترة عن قدوم سري لاحد الضباط السامين، المقربين لاجد جنرالات لبراكنة، الي قرية علب اجمل بحثا عن منشقين عن التحالف الكبير، قبل ان يعود ادراجه بخفي حنين منحني الرأس من الصدمة من تماسك التحالف الذي انخرط الكل فيه بقناعة بالرئيس وبمشروعه المجتمعي و ليس لتحقيق مآرب خاصة.
والقريب في الامر ان المؤسسة العسكرية التي رفضت لنفسها ان تتدخل في المعترك السياسي علي جميع التراب الوطني، من اجل الحياد وتوطيد اللحمة الوطنية، تغمض العينين امام احد عناصرها، ينشط في الميدان ضد المصلحة العليا، يفتل الخلافات بين القبائل والمجموعات و الافراد، معتقدا ان ذلك سيضمن له مستقبلا زاهرا بعد ان اتفقت كل الحساسيات علي الانسحاب من مظلته وتتركه يتخبط في المستنقع السياسي دون منقذ