المرأة المُعيلة.. ظاهرة جديدة في عالمنا العربي

ثلاثاء, 08/05/2018 - 15:09

تفشّت في عالمنا العربي مؤخراً ظاهرة غريبة بين الرجال٬ وهي البحث عن نساء تَعُولهم وتتحمل أعباء الأسرة بدلاً منهم، وهو ما يهدم الأسس الراسخة التي تُبْنَى عليها الأسر العربية، فالرجال اعتادوا على تحمل المسؤولية كاملة، وإن كانت هناك مشاركة من النساء العاملات أحياناً في هذه الأعباء.

يقول د.شافع النيادي، مدرّب التنمية البشرية والعلاقات الأسرية في الإمارات٬ أنّ السبب وراء تلك الظاهرة٬ هو الانطباع السلبي والصورة النمطية عن طبيعة الزواج ومسؤولية الأسرة، ما يدفع بعض الرجال للبحث عن زوجات عاملات لتواجه معهم صعوبات الحياة.

وأضاف “النيادي” أن الركيزة الأساسية للحياة الزوجية يجب أن يتخللها الحب والعاطفة، والاهتمام والتعاون المتبادل٬ أما الحياة التي تعول فيها المرأة زوجها تزداد فيها الأنانية وحب التملك والتسلط، والإهانة والذل، والسرقة والكثير من الأمور السلبية، لذا يجب أن تكون الحياة الزوجية مشروعاً متكافئاً بين الطرفين وليس مجرد صفقة قد تنجح وقد تتعرض للفشل.

من جهته يوضح د.أحمد الجوهري، اختصاصي الطب النفسي والعلاقات الزوجية والأسرية٬ أنّ الرجال يختلفون في منظورهم لهذه المسألة، منهم من يرى أن إعالة المرأة تنتقص من قيمة الرجل وتمسّ كرامته، بينما يتساهل آخرون في التعامل مع تلك القضية، ويرون ضرورة الاستعانة بمرتب الزوجة لمتطلبات الحياة الضاغطة والمتزايدة، خصوصاً لو تم الاتفاق على ذلك منذ الخطوبة. كما أنّ هناك من يفضّل المرأة العاملة ولا يمانع في الاعتماد على راتبها، تحت مسمّى التعاون والمشاركة، سواء أكان طوعاً أم إكراهاً، وأحياناً تكون المرأة مصدر الدخل الوحيد ويقبل بعض الرجال بذلك ما دام غير مُعلَن، وبعض الرجال يتعامل مع راتب زوجته وكأنه مِلكٌ له.

أمّا د.سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع في كلية الآداب، يرى أن الزواج الناجح عادة يُبنى على التكافؤ الاجتماعي والاقتصادي بين الزوج والزوجة، فيجب أن يكون الزوجان من البيئة والطبقة الاجتماعية ومستوى الدخل نفسها، أما الزواج غير الطبيعي فهو الذي ليس لديه تكافؤ في جميع أشكاله حتى في العمر.
ورفض “المصري” القول أنّ الرجل أصبح يبحث عن امرأة تعوله، وذلك لصعوبة رصد الأمر كظاهرة مجتمعية، معتبراً أن هناك تباين بين الرجال في الفئات المجتمعية كافة، ولكل حادثة أسبابها وتفسيرها الخاص بها، كما أن فكرة التعميم غير مقبولة بتاتاً.

anazahra.com

جديد الأخبار