موريتانيا : ولد سييدى : نهج الرئيس ولد عبد العزيز أبرز ضامن للاستقرار والتنمية

خميس, 23/08/2018 - 10:28

قال مرشح حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بمقاطعة الطنيطان رجل الأعمال البارز سيدى محمد ولد سييدى إن التحول الذى عاشته موريتانيا خلال العشرية الأخيرة، لم تعشه الدولة الموريتانية فى تاريخها المعاصر، وكان يمكن استثماره لو تخلت بعض الأطراف السياسية المعارضة عن أنانيتها، وكانت الأغلبية الداعمة للرئيس على مستوى طموح الرجل وإخلاصه للبلد.

 

وأضاف ولد سييدى فى مقابلة خاصة مع موقع زهرة شنقيط اليوم الأربعاء 22/8/2018  بأن الموقف الذى أتخذه قبل فترة، كانت نتيجة لقناعة تامة بمشروع الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وبعد يأس من انتقال حزبه السابق من مربع المعارضة الصفرية إلى تيار ينتقد الأخطاء، لكنه يدرك قيمة المنجز ويعترف به.

 

وأستغرب ولد سييدى ترويج البعض لخرافة انتقاله إلى الأغلبية من أجل تأمين مصالحه، قائلا لو كان الخوف هو الذى دفعنى لدعم الرئيس محمد ولد عبد العزيز لما عارضت المؤسسة العسكرية 2006 ( الفترة الانتقالية)، ولما وقفت فى صف المعارضة 2013 رغم كل الضغوط. لكن كانت الرؤية لدينا جد مشوشة بفعل بعض المحيطين بالرجل من خصومنا داخل الساحة المحلية والدعاية المغرضة التى أستهدفت النظام فور وصوله للسلطة فى حركة تصحيح ساندتها أغلب القوى السياسية بموريتانيا،وحينما قمت بتقييم موضوعى لمنجزات الرجل خلال السنوات الأخيرة، ومواقفه من القضايا الوطنية والخارجية كانت النظرة جد مغايرة لما كان يدور ويطرح داخل الحزب الذى كنت أنتمى إليه، وكان الموقف الجديد بحجم القناعة التى تصحلت لدي خلال الفترة الأخيرة.

 

ونقى ولد سييدى أن يكون حب المناصب أو الشهرة هو الدافع الآن لخوض انتخابات برلمانية وبلدية جديدة، قائلا " حينما كنت فى المعارضة كنت أتحرك من أجل تحقيق ما أصبوا إليه لمقاطعتى، وعارضت ساعتها ما أعتقدت أنه خطأ، وحينما حصلت لدي قناعة بإيجابية الفعل المقام به، وبإخلاص الرجل الممسك بزمام الأمور فى البلد، رأيت أنه من واجبى الأخلاقى أن أبذل الجهد من أجل التمكين لمشروعه، والتأسيس لمرحلة من شأنها منح المواطنين فرصة لحصد المزيد من المكاسب.

 

أولوياتنا فى المرحلة القادمة

 

وعن أبرز أولوياته فى المرحلة القادمة قال سيدى محمد ولد سييدى إن أولوية الموريتانيين عموما يجب أن تكون مواجهة الفقر والمرض والجهل، وأن تكون الحرب الداخلية موجهة بالأساس للثلاثى المذكور.

 

وتعهد ولد سييدى بالفوز المقنع فى ثمان مجالس بلدية فى الطينطان، وحصد نائبين فى انتخابات سبتمبر، قائلا إن الحلف الذى ينتمى إليه الآن يضم أكثر من 400 وحدة، وعلاقاته التاريخية بكل أبناء المنطقة، سيتم استثمارها من أجل التمكين للحزب الحاكم فى الطينطان، وإنهاء الصورة غير الناصعة لرجل السياسية الذى يعارض من أجل مصالحه، ويتحرك من أجل التمكين لنفسه دون الاهتمام بالحلفاء أو الجهة السياسية التى ينتمى إليها.

 

أخطاء وجب التكفير عنها

 

ورأي ولد سييدى أن المواقف التى اتخذتها المعارضة الموريتانية من نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز هي أخطاء قاتلة، وضيعت الكثير من فرص التعمير والبناء، وأعطت صورة بالغة السوء عن مجمل المناوئين للرئيس، معتبرا أن موقف "الرحيل " الذى طالب به حزبه السابق (تواصل) كان من بين تلك الأخطاء، مع التأكيد أنه شخصيا رفض الموقف وتحمل إساءة بعض رموز الحزب إليه، لأنه لم يستوعب أخلاقيا كيف يمكن لمنتخب أن يطالب غيره بالرحيل قبل انتهاء مأموريته، ويتمسك هو بالمنصب إلى آخر رمق.

 

وعن استقالته من منصب النائب فى الجمعية الوطنية قال ولد سييدى إنها رسالة أراد أن يبرق بها لقادة حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية المعارض ومجمل القوى السياسية داخل البرلمان، بأن تشبثه بالحزب خلال السنة التى سبقت دعمه للرئيس محمد ولد عبد العزيز لم تك بدافع المنصب والخوف من عواقب الترحال السياسى، وإنما كانت من أجل إقناعهم بالعدول عن الخطأ والتراجع عن الحدية تجاه النظام والتركيز على مايجمع أكثر مما يفرق، والمساهمة فى بناء البلد مع رجل أظهر إخلاصه لوطنه، وعبر عن شجاعة نادرة فى عالم السياسية، وكانت منجزاته بحجم المطلوب.

 

وحينما تأكد من سلبية الموقف لدى نخبة الحزب قرر الاستقالة والتضحية بمقعده البرلمانى، بينما تشبث آخرون بمقاعدهم النيابية والبلدية رغم مواقفهم الضبابية، لأنه فى النهاية يدرك أنه دخل البرلمان لدورتين من بوابة الطينطان، ولاتزال المدينة قائمة والجمهور الذى صوت له 2006 و2013 سيصوت له الآن (2018) لأنه يدرك أن المحرك الأول له فى المقاطعة هو المصلحة العليا بجميع أبنائها، والحرص على منجز يمكث فى الأرض وينفع الناس، وقد رأى أن الحزب الحاكم هو البوابة الأهم والأقرب لخدمة المجتمع، وأن التغيير من الداخل أسهل وأضمن للاستقرار والتنمية، وأن تخلى الشرفاء عن دعم الرؤساء المخلصين لأوطانهم هو سبب تغول بطانة السوء واستفرادها بالحاكم مهما كان إخلاصه وحبه للخير.

 

استمرار الرئيس ونهجه

 

وأكد ولد سييدى بأن العشرية الماضية لم تك كافية لتعمير البلد وقطع دابر الفساد وأهله، ولكنها كانت فرصة لرسم معالم طريق أثبت نجاعته، وأكدت دون شك أن فى البلد من يستطيع النهوض به، وأن مقدرات الشعب إذا وظفت فى خدمة التنمية يمكن أن تكون الصورة بحجم التحول الحاصل بموريتانيا.

 

وأثنى ولد سييدى على صرامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ورفضه للظلم وجرأته على اتخاذ المواقف المهمة والمصيرية فور اقتناعها بجدوائتها للتنمية، قائلا إن تجربته الأخيرة معه عززت من صورته لديه كفاعل سياسى، وأقنعته بسلامة القرار الذى أتخذ قبل سنة ونصف، وهو من دون شك سيكون إلى جانب المهتمين باستمرارية المنهج والمدافعين عن ضرورة استمرار النظام، لأن المصلحة العليا تقتضى ذلك، والأولوية الآن لبناء البلد وتعميره وانتشال سكانه من وحل الفقر والمرض والجهل، بدل الانشغال بكماليات الديمقراطية والتلاسن بين السياسيين الباحثين عن مصالحهم فقط.

 

وختم ولد سييدى بالقول " أنا لا أقدم نفسى كبديل عن النخب المحلية، لكن أضع جهدى ووقتى من أجل التمكين لقناعة ترسخت لدي بضرورة أن تكون الطينطان إحدى قلاع الأغلبية فى موريتانيا، ومنفتح على جميع الأطر وأعتقد أن الحلف الذى أسسناه قبل فترة مع بعض المخلصين من أبناء الطينطان هو ابلغ رد على الذين يحاولون التشويش أو دق إسفين الخلاف بين رموز الحزب والفاعلين فيه".

جديد الأخبار