"يقع المعلم ولا يتعلم".. القصة الكاملة لاغتصاب سعد لمجرد

ثلاثاء, 28/08/2018 - 16:53

لو وقعت قطرة حبر سوداء فى كوب من اللبن الأبيض ستلوثه، فما بالك لو كانت تلك النقطة البسيطة "تهمة اغتصاب" وسط بحر من الإنجازات الفنية، فلن يتم نسيانها مهما مرت الشهور والأيام، وذلك بالتحديد ما حدث للنجم المغربى سعد لمجرد، والذى تمكن من محو تاريخه الفنى بـ"غلطة" حدثت منذ سنتين، بعد اتهامه رسميًا باغتصاب فتاة فى فرنسا أودع على إثرها السجن لعدة شهور ومن ثم تم الافراج عنه مؤقتًا ووضع تحت الإقامة الجبرية.

 

ومن وقتها انهالت على صاحب أغنية المعلم، أكثر الأغنيات العربية مشاهدة على اليوتيوب وتخطت حاجز النصف مليار العديد من التهم والفضائح التى انحصرت تحت مسميات "الفضائح الجنسية" و"شبه الاغتصاب" و"التعدى على فتيات"، ربما كانت أشهرها تلك التى حدثت فى العاصمة الفرنسية باريس باغتصابه فتاة فى العشرين من عمرها، وتكررت التهم العام الماضى بتوجيه فتاة فى الثامنة والعشرين له تهمة الاعتداء عليها، وتمر الأيام ويعود مسلسل الاعتداءات ليطارد لمجرد من جديد، وهذه المرة فى الجنوب الفرنسى، وتحديدًا فى مدية سان تروبيه الساحلية.

 

"بدايتها تويتة"

الحكاية بدأت بهوجة جماهيرية على مواقع التواصل الاجتماعى إثر "تويتة" كتبها صحفي مغربي يدعى سيمو بنبشير، قال فيها "القبض على سعد لمجرد من جديد في سان تروبيه بسبب ضرب فتاة تحت تأثير المخدرات"،  لتبدأ كل الصحف العربية والمغربية فى إعادة نشرها بسيناريوهات متعددة تراوحت غالبيتها فى منظور "الاعتداء الجنسي" مع الكثير من "تاتش" المبالغة فى التكهنات، لتتكون أغلب المانشيتات الصحفية "تهمة اغتصاب جديدة للمعلم"، دون التأكد حتى من صحة الخبر أو نشر بيان المدعى العام الفرنسى، ولعل السيناريو الأبرز كان من نصيب صحيفة "هسبريس" الشهيرة بالمغرب التى أعلنت تفاصيل الواقعة "خيالًا" دون تقديم مصدر رسمي قائلة: "لمجرد قام ليلة أمس بعد سهرة ماجنة باستدراج فتاة إلى غرفة نومه بأحد الفنادق من أجل الحديث معها، قبل أن يتطور الأمر إلى تعنيف  واغتصاب".

 

"تكهنات مغربية"

وبدأت من بعدها حرب البحث عن سبق ومحاولة الوصول إلى "أقارب لمجرد"، أبرزها تصريحات تذيلتها بعض المواقع المغربية الشهيرة مثل "شوف تيفي" و"اليوم 24" و"هسبريس" على لسان والده الفنان البشير عبدو بفشله فى الاتصال والوصول بولده، في حين تناقلت تصريحات نافية من والدته نزهة الركراكي رافضة التعليق على الواقعة وهو نفس النهج الذى اتخذه مدير أعماله رضوان بوزيد، مكتفيًا بكلمتى "لا تعليق"، في حين أكدت صحيفة " le site info"  الفرنسية المغربية الرائدة فى المغرب تواصلها شخصيًا مع والد سعد لمجرد، والذي اكتفى بالتعليق على الأمر قائلًا" ما فراسي والو من دكشي للي شفت فمواقع التواصل، وحنا براسنا تروّنا مللي سمعنا الخبر"، أي تفاجئنا بما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعى من أخبار وإشاعات"، مكتفيًا بالتعليق بكلمتى "مكاين والو"، والتى تعنى باللهجة المغربية "ما فى شئ" أو بالمصري "مفيش الكلام ده"، لتعيد صحيفة "اليوم 24" نشر تصريح جديد بعدها بعدة ساعات على لسان مصادر فرنسية مفاده: "أن اعتقال لمجرد كان بسبب فتاة مرة أخرى، غير أن الأمر لا علاقة له بالاغتصاب، لكنه بسبب خلاف بين سعد لمجرد وفتاة في حانة ليلية، أدى إلى تفاقم المشكل بين الطرفين، مما دفع لمجرد إلى ضرب الفتاة أمام الجميع. وأضافت المصادر ذاتها أن لمجرد كان تحت تأثير المخدرات في الوقت الذي نشب فيه الخلاف بينه وبين الفتاة"، وذلك هو السيناريو الأرجح فى تفسير "التويتة" التى تسببت بالضجة فى بادئ الأمر "ضرب فتاة".

 

 

"اغتصاب أم اعتداء!"

 لتسود حالة من "الغموض التام" حول حقيقة ما حدث، بين حرب المضاربة فى الأخبار بين أغلبية الصحف العربية وحتى الشهيرة منها، وصولًا إلى اعتماد "سكاي نيوز" و"روسيا اليوم" على نقل أخبارها من "هسبريس" دون تأكيد، ليكون التريند السائد منذ أمس على السوشيال ميديا يتراوح حول منظور السخرية منه على طريقة إفيه أحمد حلمى الشهير "كله ضرب ضرب مفيش شتيمة" أي "كل شوية اغتصاب اغتصاب"، وبين هجوم عنيف عليه لإهانته تاريخه الفنى ومجال الأغنية المغربية بتصرفاته "المشبوهة"، وعدم احترامه لكونه نجم كبير له معجبين بالملايين،  وذلك حتى دقائق قليلة مرت من الآن، عقب خروج الصحف الفرنسية الشهيرة مثل "لوموند" و"لو فيجاروه" و"لو باريزيان" عن صمتها أخيرًا، وبدء تحدثه بشكل رسمي عن القضية، بنشرها بيان النيابة العامة فى مدينة دراجينيان على لسان المدعى العام نفسه، والذي أكد احتجاز سعد لمجرد 24 ساعة على ذمة التحقيق، إثر توجيه فتاة له أصابع الاتهام بتهمة "اغتصابها" والاعتداء عليها جنسيًا، ولكنه أكد أن "التحقيق مازال جاريًا" دون إثبات التهمة رسميًا، خاصة إثر تضارب نسختين متعارضتين تمامًا من رواية الملعم والفتاة.

 

حيث قالت صحيفة لو باريزيان leparisien الرائدة فى فرنسا فى مستهل خبرها الرئيسي "علمنا من مكتب المدعى العام فى دراجينيان أن الوقائع جرت في سان تروبيه في ليلة السبت إلى الأحد ، كما قال ، وأجري تحقيق صارخ عقب شكوى من امرأة بسبب "حقائق تميزت بها". الاغتصاب ، ويشير مكتب المدعي العام إلى "قضية معقدة" وقعت "في سياق الاجتماعات في النوادي الليلية" مع "نسختين متعارضتين تمامًا تتصادمان"، مما يتطلب "استمرار التحقيقات والاستماع إلى أي شاهد مفيد"، لتؤكد الصحيفة بذلك أنه لم يتم توجيه تهمة حقيقية رسمية حتى الآن للمعلم، ولكن مازال احتجازه جاريًا على ذمة التحقيق.

"التحقيق مستمر"

بينما اكتفت صحيفة لوموند lemonde بالإشارة إلى  احتجاز سعد لمجرد على ذمة التحقيق حسب اتهام فتاة له بالاغتصاب، حسب رواية المدعى العام فى دراجينيان ، قائلة : إن المغني المغربي سعد لمجرد المشتبه في قيامه بالاغتصاب محتجز في مركز الدرك في سان تروبيز منذ يوم الأحد 26 أغسطس في الصباح وقال المصدر أن تحقيقا صارخا تم إثر شكوى من المرأة عن "أعمال اغتصاب". وذلك ما أكدته أيضًا صحيفة لوفيجاروه lefigaro ، والتى أشارت إلى التهمة بكونها مجرد "شبهة اغتصاب" دون تأكيد عليها، حيث لم يتم توجيه التهمة بشكل رسمي حتى الآن وإنما يتم الاحتجاز فقط حتى الانتهاء من التحقيق، قائلة: " احتُجز المغني المغربي سعد لمجرد المشتبه في قيامه بالاغتصاب ، في حجز الشرطة في مكاتب الدرك في سان تروبيه منذ صباح الأحد ، علم بذلك مكتب المدعي العام في دراجينيان، إثر شكوى من إمرأة تتهمه بـ"الاغتصاب".

youm7.com

 

جديد الأخبار