قد حال رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بجدارة دون اكتساح الاخوان للمشهد السياسي المتمخض عن الاستحقاقات، حين ادرك جليا الخطر السياسي المحدق الذي يمثله الاخوان و حزبهم تواصل علي نظامه و الهزيمة المحرجة التي قد تلحق بحزبه، حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الحاكم في الانتخابات البرلمانية والبلدية و الجهوية الاخيرة ومن ثم سحب الاغلبية البرلمانية المريحة من تحت بساطه وبالتالي عرقلة ما قام به من انجازات عظيمة في العقد الاخير و مسار البناء الذي يطمح اليه.
وهي المصلحة العامة والعليا التي دفعت الرئيس شخصيا الي خوض غمار المعركة الانتخابية و تنظيم زيارات مكثفة وموفقة الي عواصم الولايات في الداخل لتحسيس الاطر والاعيان و الجمهور حول ذلك التهديد الاخواني علي البلاد في المديين المتوسط والبعيد.
نعم لقد استبق الرئيس الموريتاني انطلاق الانتخابات، بتوجيه رسالة إلى شعبه حذر خلالها من الأحزاب المتطرفة، التي تتشدق بالإسلام، وعلى رأسها جماعة الإخوان، مؤكدا أن هذه الأحزاب كانت وراء تدمير بلدان عربية، وبالتالي يجب سد الباب أمامها
وهو ما جعل عشرات الالاف من الناخبين يراجعون مواقفهم من الاخوان خوفا علي ان تسلك البلاد طريق شقيقاتها التي تعاني منذ فترة وحتي الان من التشتت والدمار و الاقتتال فيما بينها والمأساة والامراض وغيرها.
ولا شك ان اندفاع الرئيس هو العامل الاول في الانتكاسة الانتخابية لحزب الاخوان الذي يبدو انه كان يتجه الي اكتساح اغلبية المقاعد الانتخابية لولا الحملة الشرسة والمظفرة التي شنها ضده الرئيس قرابة 20 يوم دون استراحة من النعمة في شرق موريتانيا الي نواذيب في الشمال مرورا بالولايات في ضفة النهر ووسط البلاد.
وجدير بالذكر علي ضوء النتائج الاولية للانتخابات الاخيرة في موريتانيا ان الحزب الإسلامي حلّ ثانياً في الانتخابات التشريعية.
التحرير