فتحت الخطوة التي أعلن عنها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، بعزمه حل حزب "تواصل"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، الباب حول تساؤلات بشأن ما إذا كانت دول عربية أخرى ستحذو حذو نواكشوط خاصة في ظل اعتبار عدة دول عربية على رأسها مصر والمملكة العربية السعودية، والإمارات للإخوان جماعة إرهابية.
الخطوة الموريتانية تأتي في ظل الخطة التآمرية التي تتبعها الجماعة وتنظيمها الدولي ضد الدول العربية وهو ما كشفه الرئيس الموريتاني في خطاب سابق قبل الانتخابات البلدية والبرلمانية العراقية.
وبشأن ما إذا كانت دول عربية ستفعل مثل ما ستفعله موريتانيا من حل الإخوان، ذكر هشام النجار، الباحث الإسلامي، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، إن لكل دولة ظروفها وحساباتها الخاصة بها والوضع في موريتانيا لا يزال ما قبل وقوع كوارث الأحزاب الدينية.
وأضاف الباحث الإسلامي، أن الواقع الموريتاني من السهل عليه معالجة الملف بالحظر الاستباقي لكن في دول أخرى عليها أولا معالجة آثار ما جرى من دخول فعلي لهذه الاحزاب للمشهد وصعود للسلطة وهو ما يعقد القضية ويتطلب جهود ووقت أكبر.
وفي ذات السياق، قال عوض الحطاب، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، إن مساعي موريتانية لحل الإخوان وحزبها خطوة على طريق الإصلاح وليس الإصلاح كله، حيث إنه من الواضح أن موريتانيا لديها فهم بمخططات الإخوان ولكن هذا وحده ليس كفيل بإزالة خطر الإخوان بل يجب تجفيف المنابع التي تؤدى إلى انتشارهم.
وأضاف القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، أنه رغم كل المحاولات التى توقف الإخوان إلا أنها لم تكن مجديه لأنها ليست جدية، فأول خطوات القضاء على الإخوان هى إظهار حقيقتهم التي في كتبهم، وهى الحرب الفكرية أولا، ثم تفتيت التنظيم، أما حل حزبهم وحل جمعياتهم دون المساس بالأسس التي قامت عليها فإنها غير مجديه بالمرة ولكن توقف زحفهم للانتشار.
يأتي ذلك في ظل تصريحات الرئيس الموريتاني قالها عقب نتائج الانتخابات البرلمانية والبلدية الموريتانية، حيث فتح النار على الجماعة وأكد أن الإسلام السياسي وجماعة الإخوان حطمت دولا حكمها البعثيون والناصريون والاشتراكيون، ولم تشهد دمارا كالذي شهدته الآن، مشيرا إلى أن حزب تواصل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في موريتانيا يكفر الجميع ويحتكر الدين، ويعتبر مرشحيه مسلمون والتصويت لهم يدخل الجنة، ومن صوت ضدهم سيكسب سيئات، كاشفا عن أنه سينظر في حل حزب تواصل الإسلامي، حيث إن كل شيء سيكون في وقته.
وكانت بوابة "العين" الإماراتية، أكدت أن الحزب الحاكم في موريتانيا فاز في الانتخابات البلدية والجهوية في نواكشوط، حيث ألحق هزيمة ساحقة بحزب تواصل، الجناح السياسي لجماعة الإخوان، حيث حصد الحزب الموريتاني الحاكم كل المقاعد في الجولة الثانية بالانتخابات التشريعية، موضحة أن حزب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز والمسمى الاتحاد من أجل الجمهورية حصد 22 مقعدا نيابيا تم التنافس للفوز بها في الجولة الثانية، حيث كان الحزب فاز بـ67 مقعدا من المقاعد الـ131 التي حسمت في الجولة الأولى في الأول من سبتمبر، كما نقلت عن المتحدث باسم اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة، مصطفى سيد المختار، تأكيده أن الحزب الموريتاني الحاكم انتزع المجلس الجهوي في نواكشوط متقدما بنقطة واحدة على قائمة تواصل الإخوانية، بينما في الانتخابات البلدية، فاز الحزب الحاكم بـ6 مجالس من أصل 9 في نواكشوط، بفارق اقتصر أحيانا على عشرات الأصوات، معززا بذلك حضوره بعد أن اكتفى في انتخابات 2013 بـ5 مجالس.
كتب أحمد عرفة
alsharqtimes.com/