بلادنا بلاد شنقيط المعروفة حاليا بموريتانيا ليست مهددة بالربيع العربي عكس ما سبق وأن روجت له وسائل إعلام معادية، كنا حسبنا حساب ذلك وأخرجنا جرثومة التخريب وطهرنا قلوبنا وعقولنا من أمراضها المهلكة.
نحن نعرف تبعات الإنقلابات لأن أرضنا أرض الإنقلابات، فتاريخنا يعرف حالات غدر عديدة ضد أمراء اترارزة..واترارزة لمن لا يعرفها ولاية موريتانية تقع في قلبها العاصمة نواكشوط.
عدوى الغدر المذكورة انتقت من نظام الحكم في إمارة اترارزة إلى الأنظمة التي قادت البلاد بعد الإستقلال رغم أن أغلب رجالها من ولايات ومناطق أخرى.
وقت الإنقلاب يتحكم قانون القوة ويعطل العمل بالعقل والدستور،وعليه إذا نجح الإنقلاب يكون المنقلب عليه هو المجرم، أما إذا فشل فيكون المجرم هو الإنقلابي الخاسر،وهذا القانون أخذته عنا الدول العربية وهاهي تنفذه اليوم ضد جماعة الإخوان،كما أخذته عنا أيضا تركيا ونفذته ضد جماعة عبد الله غولن.
وخارج السياسة فالعلم والدين ومؤسساتهما ورجالهما داخل مجتمع يتخذ منهم موقفا موحدا، ينبغي أن يضمن حيادهما في التنافس على المنافع حتى لا يتمجد بهما طرف على الأطراف الأخرى مؤثرا لنفسه.
ولهذا لا ينبغي توظيف الدين والعلم ورجالهما للسيطرة من قبل السلطة ولا للتحريض من قبل المعارضة.
وإذا حصل شيء من ذلك فعلى القانون أن يتدخل ويقوم بإصلاح الخلل حتى تعود المؤسسة إلى تأدية دورها في المجتمع بعيدا عن السياسة أو تبرير الخطأ بالخطأ.
ولهذا فالمراكز والجامعات لا ينبغي أخذهم بالظنة بجريرة استغلالها من قبل طرف سياسي مصرح به انتهك حرمة حيادها المذكور.
المحامي/محمد سدينا ولد الشيخ ولد أحمد محمود