تشهد العلاقات القطرية الموريتانية، تدهورا شديدا بسبب دفاع الدوحة المستميت عن جماعة الإخوان، وتحريضها ضد الإجراءات التي تتخذها الحكومة اليمنية ضد الجماعة ومراكزها في نواكشوط.
وشهدت الفترة الأخيرة عدة إجراءات موريتانية ضد جماعة الإخوان، بعد خسارة حزبها "تواصل"، الانتخابات البرلمانية والبلدية الماضية، تضمنت غلق مركز تكوين العلماء أكبر مراكز الإخوان في نواكشوط، والقبض على مديره، بجانب غلق جامعة تابعة لجماعة الإخوان.
هذه الإجراءات بالتأكيد لم تعجب تنظيم الحمدين، المعروف بدعمه لجماعة الإخوان وتنظيمها الدولي، لذلك استغل النظام القطري، منبره الإعلامي المتمثل في قناة الجزيرة، للهجوم على الحكومة الموريتانية، والدفاع عن الإخوان.
هذا الهجوم من جانب قطر، أثار حالة غضب لدى الشارع الموريتاني، حيث خرج سيدي محمد ولد محم، رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا، ليشن هجوما عنيفا على النظام القطري.
رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، قال في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على "تويتر": غريب أن يتحدثوا عن الديموقراطية الموريتانية من قطر حيث لا يسمح بوجود أحزاب سياسية، أو عن الحريات السياسية في موريتانيا من قطر حيث لا توجد معارضة خارج السجون وابدأ بإخوة الأمير نفسه.. أما عن موريتانيا التي تحارب الإسلام وأمير قطر الذي يحتضنه، فاضحك على زمانك ما شئت.
في هذا السياق، قال محمد حامد، الباحث في شؤون العلاقات الدولية، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، إن العلاقات بين موريتانيا وقطر متوترة ، وهذا التوتر مكتوم، ولكنه ظهر إلأى العلن بعد خسارة الإخوان انتخابات البرلمانية، والإجراءات التي تتخذها نواكشوط ضد الجماعة خلال الفترة الحالية.
وأضاف الباحث في شؤون العلاقات الدولية، أن الفترة الماضية شهدت دعوات من قبل قطر لموريتانيا بدمج الإخوان في المجتمع، إلا أن هذه الدعوات رفضها الرئيس المرويتاني محمد ولد عبد العزيز.
وأشار الباحث في شؤون العلاقات الدولية، إلى أن الفترة المقبلة ستشهد توتر كبير في العلاقات بين البلدين، وقد تقطع موريتانيا علاقاتها مع قطر وتسحب السفير الموريتاني على غرار ما فعله الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب.
كان المفتى العام الموريتاني، وجه رسالة إلى الإخوان ومراكزهم، قائلا: «عليكم تبين خطأ تصرفاتكم، وأن تكونوا مستعدين للحوار والتفاهم والاتفاق على الانسجام والعمل المشترك، حيث وجه بعض أصحاب التوجهات الإسلامية المدارس والمراكز الدينية والمنابر الدعوية لأغراض سياسية وانتخابية، نتفهم ما يترتب على خوض الانتخابات السياسية من تراشق إلا أن ذلك يجب أن يكون بعيدا عن المدارس الدينية وعن التعليم وعن الدعوة إلى الله تعالى، وأن لا تستخدم تلك المؤسسات العلمية كأداة لمسائل انتخابية، يجب على الجميع أن يتعاون معكم بغير معصية الله، ومن هذا المنطلق يبدو أنه وجدت توجهات وأفكار لا تقتصر على موريتانيا، أصحابها جعلوا الحق معهم بدءا والحق إليهم يعود، واعتبروا علماء البلد والذين هم على إدراك بمقاصد الشريعة أنهم حادوا عن الطريق المستقيم، بل قد يكونون عندهم لم يعلموا بالإسلام الصحيح، وانبثق عنهم نوع من التعاطي غير الإيجابي والتدافع والمواجهات، مما جر ذلك إلى مواجهات مع ولاة الأمور بصورة لا تقبلها الشريعة الإسلامية»
soutalomma.com