خلق كتاب برنار باجولي، رئيس الجهاز الاستخباراتي الفرنسي، والسفير السابق بعدة عواصم من بينها الجزائر، الحدث، اعتبارا للمعطيات الواردة فيه، لذلك كان من الطبيعي أن تهتم به بعض الأسبوعيات.
إيلاف المغرب من الرباط: يكتسي كتاب برنار باجولي، المعنون ب"الشمس لن تشرق على الشرق"، الصادر حديثا، أهمية خاصة، لتسليطه الضوء على العديد من الجوانب المعتمة في العلاقات بين المغرب وجارته الشرقية الجزائر.
أسبوعية "الأيام" التي اختارت ترجمة بعض الصفحات منه، كتبت في تقديمها له بأنه " سفر في ذكريات رجل دولة من العيار الثقيل، لذلك فإن برنار باجولي يعرف المتاح والممنوع، الممكن والمستحيل البوح به باعتباره من أسرار الدولة الفرنسية".
الصحراء.. صراع نفوذ بين المغرب والجزائر
يملك الرجل حسا تاريخيا، ومن خلاله يستحضر الكثير من الوقائع، ليمنح المتلقي " مفاتيح محاولة فهم أدوار فرنسا وأوروبا في باقي العالم المعاصر"، حسب تعبير الصحيفة ذاتها، وحين يتحدث عن فترة رئاسة جيسكار ديستانغ لفرنسا، يوضح أن الماضي الاستعماري لم يكن السبب لبرودة العلاقات الدبلوماسية بين باريس والجزائر، "كان هناك قرار الرئيس الفرنسي جيسكار ديستانغ بدعم المغرب في المسيرة الخضراء، وإرسال طائرات جاغوار الفرنسية لمهاجمة مواقع "بوليساريو" في موريتانيا."
وباستعراض الأحداث التي أعقبت المسيرة الخضراء سنة 1975، يتوصل باجولي إلى هذه القناعة التي مفادها، أن تحدي الصحراء هو أولا وقبل كل شيء صراع نفوذ بين المغرب، الذي عانى من الانقسام الاستعماري للصحراء، والجزائر التي تستخدم "بوليساريو" بذريعة الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
في فترة الرئيس جاك شيراك، التقى باجولي بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي لاحظ أن باريس كانت دائما تدعم الموقف المغربي منذ عهد جيسكار ديستانغ. "وقد أوضحت له أن موقف فرنسا لا ينحاز لأي طرف لكنها قد تتأثر بالشعور بأن قضية الصحراء حيوية بالنسبة للمغرب، في حين أنها ليست كذلك بالنسبة للجزائر، وقد أجابني الرئيس بوتفليقة :" نعم إنها ليست حيوية بالنسبة لنا، لكن اعلموا أنه لا مغرب عربي دون إيجاد حل عادل للقضية".
بوتفليقة: لا شهر عسل بين الرباط والجزائر
يتذكر باجولي أيضا أنه في الكلمة التي ألقاها بمناسبة حفل مغادرته الجزائر، في يوليو سنة 2008:" ما سأقوله لكم السيد الرئيس ليس صحيحا سياسيا، أعرف بالنسبة لكم، "بوليساريو" هي التي تعتبر طرفا في الموضوع، وليس الجزائر، ولكني أعتبر أن حل القضية لا يوجد لا في نيويورك ولا في واشنطن، ولا في باريس، وإنما في حوار مباشر بينكم وبين المغرب".
رد فعل بوتفليقة، على هذه الكلمة، حسب ما رواه باجولي، هو المراوغة والانتقال إلى موضوع آخر.
ومما يرويه أيضا باجولي الذي جايل أربعة رؤساء فرنسيين، أنه أبلغ الرئيس بوتفليقة رسالة صداقة وإعجاب وتقدير من الرئيس جاك شيراك، الذي كلفه بها، لكن ذلك لم يكن كافيا بالنسبة لبوتفليقة، الذي عاتب فرنسا على علاقتها المتميزة مع المغرب، وعلاقة الرئيس شيراك العائلية مع ملك المغرب.
يضيف باجولي:" بالنسبة للسلطات الجزائرية، قضية الصحراء الغربية مركزية بالنسبة للحكم رغم نفيه المستمر لذلك، لقد قال لي بوتفليقة بتعبير صريح:" لا شهر عسل مع المغرب من دون حل مسألة الصحراء".
فأر ضخم ضيف شرف حفل بوتفليقة وساركوزي
من الطرائف التي يرويها مؤلف كتاب " الشمس لن تشرق على الشرق"، أنه حضر حفل فطور ضخم، أقامه بوتفليقة على شرف الرئيس نيكولا ساركوزي، في ديسمبر 2007، في فندق قديم بقسطنطينة، "وكانت الأمور تسير على ما يرام لولا بروز جرذ ضخم في الوقت غير المناسب، بدا أن الجرد قد تم استدعاؤه أيضا إلى حفل الرئيسين بوتفليقة وساركوزي، ولحسن الحظ، كنت، على ما يبدو الشخص الوحيد الذي لاحظ ذلك".
يحفل كتاب باجولي بالكثير من المعطيات والحقائق، ومن بينها، أن الاحتفاظ بشكل مصطنع ببوتفليقة على قيد الحياة، أشبه "بتحنيط السلطة لصالح مجموعات معينة، تريد أن تستمر في مراكز القرار، وفي قمة السلطة، وأن تحافظ على ثرواتها ومصالحها".
سبتة ومليلية في لقاء ملك اسبانيا والرئيس الفرنسي
أوردت صحيفة "الأسبوع الصحفي" أن مصدرا دبلوماسيا أسر لها أن لقاء الملك الإسباني فليبي السادس والملكة ليتيسيا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت، في معرض "ميرو"، لم يخل من تذكير بالمكالمة التي جمعتهما بخصوص إغلاق معبر "بني أنصار"، وفرض حصار على مليلية، (مدينة مغربية في شمال المملكة محتلة هي ومدينة سبتة من طرف اسبانيا).
واستنادا لما ورد في الصحيفة ذاتها، فإن الملك الإسباني لم يرغب في مخاطبة ماكرون وسيطا بين المغرب واسبانيا، لكنه قال:" نريد التزاما بجوار يضمن الحياة للمدينتين سبتة ومليلية"، وفاجأ الملك فيليبي الرئيس الفرنسي بهذه العبارة، قبل أن يقول ماكرون بأن ما حدث" رسالة وسأرى".
وناقش الجانبان، بشكل عميق، وفق نفس الخبر، كل الملفات الاقتصادية في أول عشاء بالقصر الملكي بمدريد، يوم 25 يوليو الماضي، وبعد ستة أيام، أغلق المغرب معبر "بني أنصار"، ولم يتوقع الإسبان الرد المغربي بحصار مليلية، لذلك، لا يمكن لها أن تستمر في النظر جنوبا، كما قال رئيس حكومتها المحلية.
وحسب مصدر الصحيفة فإن ماكرون لا يرغب في وساطة بين مدريد والرباط، وهو متفهم لموقف مدريد في تحريك الاتحاد الأوروبي لمنع الحصار التجاري على مليلية.
إسماعيل العلوي: الحكومة غير منسجمة
أوردت صحيفة " المشعل" الأسبوعية حديثا مع إسماعيل العلوي، الوزير السابق، والأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية، (الحزب الشيوعي سابقا)، المشارك في الحكومة الحالية.
حين سئل :" هل مازلتم تنتظرون جواب الدكتور سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة؟"، جاء جوابه واضحا:" لا يوجد جواب لحد الآن"، ليفند الادعاءات بوجود اتفاق .
وأكد العلوي أن حكومة العثماني غير منسجمة الأطراف، داعيا إلى وضع خطة لإعادة إحياء الكتلة وتوسيعها وتعرض على جميع الأطراف، كما طالب بعقد مؤتمر وطني للخروج من الأزمة السياسية.
وقال العلوي:" ليتفضل تيار أو شخص أو عدة أشخاص ليدعو إلى حوار وطني، طبعا لن يكون هناك إجماع في هذا الحوار الوطني على برنامج معين، هذا مستحيل، بل ستكون هناك آراء وأفكار مختلفة، ولكن من الممكن إيجاد نقاط التقاء، وحلول وسط مرضية وناجعة".
غد قاتم ينتظر ظاهرة الهجرة
بارتباط مع تنامي ظاهرة الهجرة السرية نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط بشكل مفاجئ ،عبر ما يسمى ب"قوارب الموت"، خصصت أسبوعية "الوطن الآن" ملفا شاملا للبحث في أسباب الظاهرة، وسجلت أراء بعض الباحثين والمحللين.
الدكتور إدريس لكريني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، يرى أن حجم المعاناة الاجتماعية والاقتصادية، وتدهور الأوضاع الأمنية في كثير من الدول الإفريقية، أو في الدول المتوسطية كسوريا وليبيا ومنطقة الساحل كلها مؤشرات تبرز أن الظاهرة مرشحة للارتفاع بصورة أكبر في المستقبل.
ولم يفت لكريني أن ينوه بما راكمه المغرب في السنوات الأخيرة من تجارب، وما بذله من جهود حقيقة في التعاطي مع ظاهرة الهجرة، سواء باعتبار المغرب مصدرا للهجرة، أو باعتباره مستقبلا لها، خصوصا وأن هناك الكثير من الحالمين بالوصول إلى التراب الأوروبي، وبحكم الترتيبات الصارمة التي يطرحها الجانب الأوروبي أصبحوا يفضلون البقاء في المغرب، وهو ما يطرح إشكالات إنسانية واجتماعية وتربوية وثقافية كبيرة.
ومن مرصده كمتتبع ومحلل للظاهرة، يتوقع لكريني أن تشهد ظاهرة الهجرة غدا قاتما بسبب تكلس الجانب الأوروبي الذي يسعى إلى أن يدفع دول الضفة الجنوبية كي تلعب دور الشرطي، وهذا الدور مرفوض، وقد سبق للحكومة المغربية أن عبرت عن رفضها لعب هذا الدور، كما هو الشأن بالنسبة لكثير من دول الضفة الجنوبية.
/elaph.com