أسفر هجوم انتحاري نفذته فتاة بحزام ناسف في قلب العاصمة التونسية، بعد ظهر أمس عن إصابة تسعة من أفراد الشرطة ومدني واحد بإصابات متفاوتة الخطورة، لكن التفجير غير المتوقع أثار مخاوف من احتمال عودة العمليات الإرهابية إلى البلاد، بالتزامن مع أزمة سياسية داخل الائتلاف الحاكم بين حركة «نداء تونس» و«النهضة» الإسلامية.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية، سفيان زعق، أنه لم يتم تسجيل قتلى، مشيراً إلى تسجيل ثماني إصابات في صفوف عناصر الأمن وشخص مدني، تم نقلهم على جناح السرعة لتلقي العلاج. وأكد المصدر أن فتاة تبلغ من العمر (30عاما) فجرت نفسها قرب دورية أمنية بشارع الحبيب بورقيبة.
ونشرت صور لجثة منفذة التفجير، وهي ملقاة على جادة الشارع الذي تطوقه الشرطة. ذكرت مصادر أمنية أن منفذة الهجوم الانتحاري تنتمي إلى تنظيم «داعش « المتطرف، مشيرة إلى أنه تم استقطابها منذ فترة قصيرة.ونقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء عن مصدر بوزارة الداخلية قوله إن المفجرة ليس لها تاريخ معروف من التشدد.
وشاهدت صحفية في وكالة فرانس برس جثة المرأة على الأرض بعد وقت قصير على وقوع الانفجار، بينما وصلت إلى المكان سيارات إسعاف وتعزيزات كبيرة من الشرطة التي طوقت المنطقة ومنعت الناس والصحفيين من الاقتراب. وخلا الشارع فجأة من المارة والناس، وأقفلت محال عديدة أبوابها، وسادت حال من الهلع.
وهذا أول تفجير تشهده العاصمة منذ التفجير الانتحاري في 24 تشرين ثان/نوفمبر 2015 والذي استهدف حافلة للأمن الرئاسي وأوقع 12 قتيلا في صفوفهم بجانب مقتل منفذ الهجوم. وقد شهد نفس العام هجومين كبيرين على متحف باردو وفندق بمدينة سوسة خلف 59 قتيلا من السياح.
وذكر موقع «شمس إف إم» التونسي، أن الانفجار وقع مباشرة بعد انتهاء مسيرة احتجاجية، ما أحدث فوضى في المكان، مؤكدا أن القوات الأمنية أغلقت المكان. وجرى الهجوم بالتزامن مع استجواب البرلمان التونسي، لوزير الداخلية فيما يتعلق بوجود «تنظيم سري» داخل أجهزة الأمن تابع لحركة «النهضة»، أخذ على عاتقه القيام بعمليات إرهابية وتصفية الخصوم.
ومن ألمانيا أدان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الهجوم، منتقدا الأوضاع السياسية في البلاد، وأكد الإرهاب يستغل المناخ السياسي السيىء بعدما أصبح الكل يفكر في المناصب، مشيرا إلى أن هذه العملية، يجب أن تعلم المسؤولين في الدولة وجوب أن يكون الشعب في خير ورفاهية وعلى المسؤول أن يتحلى بروح المسؤولية. كما ندد الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي بعملية التفجير. وقال «ستبقى إرادتنا أقوى من خفافيش الظلام بفضل مؤسساتنا الأمنية ويقظة شعبنا».
ونددت السعودية بالتفجير وأكدت تضامنها مع تونس، كما أدان مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي العملية الإرهابية الجبانة. وأكد في بيان، تضامن البرلمان العربي مع تونس رئيسا وحكومة شعبا في حربها ضد الإرهاب والتطرف البغيض وعبر عن تقديره للجهود التي تبذلها قوات الأمن التونسية للحفاظ على أمن واستقرار البلاد في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف. ودان مجلس وزراء الداخلية العرب، التفجير، مؤكدًا تضامنه ووقوفه إلى جانب تونس في مواجهة التطرف والإرهاب.
- .alkhaleej.ae/