استدعاء من القيادة العامة للجيوش

سبت, 10/11/2018 - 19:20

في يوم جميل سماءه ملبدة بالغيوم تتخللها بين الهوينة إضاءات من

شمس وديعة، حضرت الى القيادة العامة للجيوش في انواكشوط

للمشاركة في عرض حول تقنيات إعداد الخرائط الرقمية.

وقفت عند الباب حيث تقدم الي جندي بكل أدب:

⁃تفضل سيدي؛

⁃ادعا محمد و أتيت لحضور العرض العلمي حول الخرائط الرقمية؛

⁃لحظة سيدي

انطلق الى الداخل و بعد برهة  عاد و طلب مني اصطحابه.

الداخل الى المقر يلفت نظره روعة المنظر، فهذه نخل شامخات و هناك

ورود حمراء و بيضاء و هنا حدائق خضراء بسمة للناظرين. كل هذا في

تناسق تام مع نظافة المكان.

 عند باب المكتب الثالث استقبلني الضابط ولد اسلمو بكل حفاوة و طلب

مني مرافقته الى مركز المعلوماتية و الذي يذكر حقا بقاعات كنت قد

شاهدتها في أفلام هوليودية عن الجيش الامريكي.

فعند دخول القاعة الكبيرة يقابلك شباب معظمهم في العشرينيات في

زي رشيق كل واحد منهم  هو في شأن و القاسم المشترك بينهم هو

اجهزة الكومبيوتر المتطورة بحكم  معرفتي بها في نطاق عملي

اليومي.

دخلنا اذا الى مكتب صغير بعد عبورنا القاعة اذ بي أقابل الرائد بارداس و

هو زميل تعرفت عليه منذ وقت في نادي كرة القدم.

تقدم مني بعناق حار و طلب من الجلوس و ماهي الا لحظات حتى جاء

الشاي و أشياء اخرى.

بعد حضور مجمل المدعوين، خرجنا الى مكان العرض في قاعة سفلية

(مدرج) يبدو انه مكان للعمليات الحساسة في الجيش حيث تجهيزات

راقية و اضاءة ملفتة.

قبل بدأ العرض، ابلغنا بان القائد المساعد للجيوش العامة الجنرال ابرور،

و الذي عين مؤخرا،  سيحضر هذا العرض.

استهل مدير المكتب الثالث في الجيش  الافتتاح بتقديم للإنجازات في

مجال الخرائط في بلادنا.

و ذكر انها المرة الاولى التي يتم فيها إعداد الخرائط الرقمية و

الطوبوغرافية لموريتانيا بأياد وطنية منذ الاستغلال و التي  أعدت باحدث

و ادق التقنيات في هذا المجال و قال انه يمكن لكافة الإدارات العامة و

الشركات الخصوصية الاستفادة منها.

بعد التقديم، بدأ نقاش و أسئلة و أكد جل المتدخلين على أهمية هذه

الخرائط الرقمية و دورها في المجال التنموي. و كنت اخر المتدخلين

بالتالي:

⁃انني منبهر من مستوى المعلومات المقدمة، و لم أكن أظن كمعظم

الناس بالتطور التقني لجيشنا؛

⁃ان تنظيم النظام الوطني للمعلومات الجغرافية امر محوري و ضروري، و

انه من الأساسي لأي  دولة امتلاك بياناتها الوطنية في هذا المجال؛

⁃ان الجيش في العالم هو الرائد في جميع المجالات العلمية من طب و

هندسة،…إلخ.

لا ابالغ ان زعمت انه من دواعي الاعتزاز التطلع الى التطور التقني

الحقيقي في مستوى جيشنا و كذلك الانضباط( حيث شاهدت الرائد

يأمر الملازم، ثم العقيد يأمر الرائد فجاء الجنرال فوقف الجميع) كل هذا

في احترام جلي.

يبقى انه على القائمين تنظيم إيام مفتوحة للتقارب و تعريف المدنيين

بمجالات التعاون و التنسيق مع الجيش الوطني (كثير من الشركات

التي تستخدم الخرائط الرقمية تطلبها من الخارج رغم توفرها لدى

الجيش).

خلاصة القول هو ان هناك ضرورة لتماسك الوطن و تنظيم الشعب من

خلال جيش قوي و حزب حاكم قوي و معارضة بناءة.

و لا احد يستطيع ان ينكر ما تحقق في العشرية الاخيرة على الصعيد

الوطني من إنجازات و كذا الدور الاستراتيجي و الاحترام الذي بدأت

بلادنا تجنيه على المستوى الإقليمي و العالمي بفضل القيادة الحكيمة

للممسكين بزمام الأمور .

و للأمن  و الاستقرار دور هام في المكاسب الاقتصادية حيث بدأ

المستثمرون من مختلف دول العالم التوافد الى بلادنا و التي ستعود

بالنفع علينا ان شاء الله.

و على الجميع ان يدرك :

⁃ان حاجتنا اليوم اكثر من اَي وقت مضى الى الاستقرار الذي بدونه لا

توجد تنمية و تجارب الدول المجاورة و العالم العربي خير مثال؛

⁃ان كثرة الأحزاب  لم يكن لتجدي في الدول المتقدمة وهو امر أدركته

شعوبها قبل قادتها؛

⁃ان كثير منا لا يعرف مصلحته و لا فيما الخير و ربما أكون أولهم ؛

⁃انه لولا الأخطاء لتوقفت مسيرة تطور البشرية كما يقول الحكماء؛

⁃ان الحكم لله وحده يعطيه لمن يشاء.

تحية خالصة لحماة الدين و الوطن

تحية للقادة الذين أقاموا و صانوا هذه الأركان و صانوا البلد.

اسأل الله لكم العفو و العافية.

محمد ولد باب ولد كيه / دكتور بيطري

جديد الأخبار