على شاطئ الكويت في منطقة السالمية، كانت الشابة المصرية "فاطمة عزيز" تسير في رصيف المشاه برفقة صديقتها وأزواجهن وأطفالهم الثلاثة، مساء الثلاثاء الماضي، لم تكد صديقتها "مهجة" تذهب لمتجر البقالة؛ حتى هلعت من مشهد 5 كويتيات يتجولن بدراجاتهن الهوائية وتصطدم إحداهن بطفل صديقتها (3 سنوات). هرولت إليها وظلت تصرخ بجنون، غير أن الأمر تطور إلى مشاجرة وتعدى عليها الفتيات الخمسة بالضرب والركل بالحذاء في جسدها وجهها "ضربي بجزمهم كان أكثر موقف اتهانت فيه كرامتي" كما روت لصحيفة مصراوي المحلية.
لـ7 مرات متتالية؛ كانت "فاطمة" تصرخ وتستغيث بعلو الصوت "حاسبي.. حاسبي" لتنبيه الفتاة الكويتية التي خرجت عن رصيف الدراجات واخترقت مساحة سير المشاه، بينما أكملت الآخيرة طريقها واصطدمت بالطفل وطرحته أرضًا يعاني من إصابات غائرة.
بجنون؛ هرول زوج صديقتها لنجدة طفله المصاب، فيما انطلقت هي تجاه الفتاة تؤنبها بهيستيريا "انتي مش شايفة إن فيه أطفال؟!"، في نفس الوقت كانت الفتيات يضحكن وهن ينظرن للطفل المطروح أرضًا "وده خلاني كنت بجري عليها وأنا حاسة باستفزاز".
بعدها أقدم عليها فتاتان منهما يصيحان بوجهها "لا تصرخين"، أبعدت الفتاة المعتدية يديها بعنف، اشتبك الاثنان معًا بالأيدي "وببص لقيت الخمسة عليا وبيضربوني وبيشدوني من شعري"، وقتها شعرت "فاطمة" بيد زوجها يسحبها من وسطها لإنقاذها "هو مرضاش يدخل وسط البنات عشان متجيش واحدة تقول ده تحرش بيا"، فيما أصررنَ على الفتك بها "بيحاول يطلعني بس هما ماسكين في شعري واللي بتضربني في بطني واللي بتخربشني".
بعد دقائق، عادت صديقتها فصدمها مشهد "فاطمة" ينهال عليها الضرب، اندفعت وسطهن لإنقاذها؛ نالها جزء من الضربات العنيفة، أصابت إحداهن بطنها التي أجرت فيها لتوها عملية ولادة قيصرية، لم يقو جسدها على الاحتمال فانسحبت أدراجها "بعدها قالتي معلش مقدرتش أفضل لأني خفت على الجرح يتفتح".
هدأت المشاجرة تدريجيًا، اكتفى الطرفان بتبادل السباب والشتائم، في خلال ذلك "كل ما أبعد حد فيهم يقوم ضاربني"، ترد "فاطمة" على الضربة "ألاقي الباقي جايين ضربني"، وبينما كانت تتصل بالشرطة باغتتها إحداهن بالركل في بطنها، حاولت الدفاع عن نفسها "راحوا كلهم جابوني من ضهري ووقعوني ونزلوا ضرب عليا برجليهم"، بنبرة تحمل قهراً تقول "أكتر حاجة أذتني نفسيا هي ضربي بجزمهم في وشي، حسيت بإهانة كبيرة".
سريعًا، حضرت الشرطة الكويتية، أخذت البطاقات المدنية من الجميع واصطحبطهم لمخفر الشرطة، هناك حاول أهالي الفتيات الخمسة إقناعهم بالتنازل عن المحضر "قعدوا يساومونا ويقولوا إحنا هنعوضك وهنعملك"، فيما التزم أفراد الأمن بالحيادية بحسب فاطمة "قالولي لو مش عايزة تتنازلي ما تتنازليش، تضيف "هنا الشرطة الكويتية صارمة جداً سواء على وافد أو مواطن".
استمع المحقق لأقوال الطرفين، بعدها حرر قضية "مشاجرة"، فيما رفض الطلب الذي تقدم به والد ابن صديقتها "ياسين محمد حسن" بتحرير قضية منفصلة بالاعتداء على الطفل وإصابته بإصابات غائرة "عنده كدمة كبيرة جداً في دماغه وبوقه مفتوح"، وأصر على دمج القضيتين في قضية واحدة وهي الشجار "قاله لو عملتلك قضية مختلفة يبقى فاطمة اتخانقوا معاها ليه؟".
وقعَ الطب الشرعي الكشف على "فاطمة" وأثبتوا إصاباتها المتمثلة في "شرخ في صباع الإبهام وكدمات وخرابيش في الجسم وكدمات في الجنب اليمين بدماغي من ضربهم بالجزم"، بينما تفاجأت بالخمس فتيات يحضرن مرتديات أربطة ضاغطة بالأيدي والأرجل ومعهن تقارير طبية مثبت بها إصابات على غير الحقيقة "كاتبين فيها إن واحدة عندها ألم في الإيد أوالرجل". في نفس الوقت تقول "فاطمة" إن الشابات لم يتوجهن للطب الشرعي "أنا بس اللي روحت، طيب لما البنات فيهم إصابات ليه ما راحوش؟!".
عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، نشرت الأم لطفلين فيديو تحكي فيه بالدموع والقهر تفاصيل الاعتداء عليها، وحصل الفيديو على آلاف المشاهدات في ساعات قليلة، انصرفوا من مخفر الشرطة في الواحدة صباح الأربعاء، وبعد ساعات توجهت للسفارة المصرية وروت إليهم ما تعرضت له "قالولنا إحنا معاكي سواء هتتنازلي أو لأ وفي ضهرك"، أنزل ذلك السكينة بعض الشيء على قلبها "ده كان مريح جدا ليا نفسيا".
من جانبها، قالت نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، إن السلطات الكويتية بدأت بالفعل تحقيقاً في الواقعة، وأكدت أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حياله، معربة عن ثقتها في القضاء الكويتي. وأكدت أنها تتابع عن كثب الحادث الذي تعرضت له السيدة المصرية بدولة الكويت، وذلك على إثر شجار نشب بينها وبين كويتيات، مشيرة إلى أن السفارة المصرية وكذلك القنصلية بالكويت تقومان بمتابعة التحقيقات.
منذ 8 سنوات، تعيش "فاطمة" بمنطقة حولي في الكويت رفقة زوجها الذي يعمل بإحدى شركات العلاقات العامة وطفليها "آدم" 4 سنوات و"ريتال" 3 سنوات"، أما هي فكانت تعمل مدربة لياقة بدنية قبل سفرها، تؤكد ابنة مدينة حلوان أنها لاقت معاملة طيبة من أهل الكويت طوال سنوات إقامتها "شوفت خير كتير جداً من زملاء وأصدقاء وعمري ما مريت بموقف زي ده
..alwatanvoice.com