قال موقع "زهرة شنقيط" الموريتاني، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، سيزور موريتانيا في زيارة رسمية يحظى فيها باستقبال رسمي من طرف رئيس الجمهورية الموريتانية، محمد ولد عبد العزيز، خلال الأيام الأخيرة من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
زيارة محمد بن سلمان لموريتانيا تعد الأولى من نوعها، في إطار "جولة عربية"، عقب الحملة الإعلامية والديبلوماسية التي تعرض لها ولي عهد بلاد الحرمين، في أعقاب اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، واتهامه مباشرة بالوقوف وراء الاغتيال، حيث واجه عزلة إلا من بعض الدول التي دعمته من بينها موريتانيا.
الزيارة الأولى
وكتبت "زهرة شنقيط"، في تقرير نشرته الثلاثاء، 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري: "من المقرر أن يزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان موريتانيا نهاية الشهر الجاري".
وزادت "زهرة شنقيط" نقلا عن مصادرها، أن "السفير السعودي في نواكشوط قام خلال الأيام الماضية بتنسيق ترتيبات الزيارة مع السلطات الموريتانية".
وأفادت نسبة إلى المصدر، أن "ولي العهد السعودي سيصل إلى نواكشوط نهاية الشهر الجاري، حيث سيلتقي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وعدد من كبار المسؤولين في الدولة".
خاشقجي بين الحكومة والمعارضة
المثير في الزيارة أنها جاءت أياما بعد إعلان السلطات الموريتانية ترحيبها بالبيان الذي صدر عن النيابة العامة في المملكة العربية السعودية حول ملابسات مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي.
وأصدرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بيانا أعلنت فيه، أن "الجمهورية الإسلامية الموريتانية ترحب بالبيان الذي صدر عن النيابة العامة في المملكة العربية السعودية حول ملابسات مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي وبما تضمنه من إجراءات".
وجدد البيان: "ثقة موريتانيا في نزاهة ومصداقية القضاء السعودي وتطالب الجميع بالابتعاد عن تسييس هذه القضية".
وأشادت "بالإرادة القوية والصادقة لخادم الحرمين الشريفين صاحب الجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز ولصاحب السمو الملكي، ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، في ضمان الشفافية الكاملة واللازمة لكشف الحقيقة وتنفيذ العدالة".
هذا الموقف الرسمي، واجه معارضة شديدة في مواقع التواصل الاجتماعي الموريتانية شن عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا، انتقادات حادة على البيان الذي أصدرته، الجمعة، وزارة الخارجية الموريتانية والمتضامن مع السعودية بشأن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ووصف عدد من النشطاء، إصدار الخارجية الموريتانية لبيانات داعمة للرياض بهذا الخصوص يعتبر "ارتهانا للسعودية وسياسيتها".
دعم بملاين الدولارات
هذا وكشف تقرير للسفارة السعودية بالقاهرة، صدر في 30 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أن موريتانيا استفادت من 1 مليار و219 مليون دولار كدعم خلال السنة الجارية.
وقال التقرير موريتانيا استفادت من 14 مشروعا بمبلغ إجمالي بلغ مليارا و219 مليون دولار، واحتلت بذلك المرتبة الخامسة كأعلى دول مستفيدة من المساعدات المقدمة من السعودية.
هذا الدعم، جاء بعد توقيع موريتانيا والسعودية اتفاقيات دعم مشاريع أخرى في 2017 بلغت القيمة المالية لجميع الاتفاقيات أكثر من 135 مليون دولار أمريكي، لتمويل مشروعات تخص قطاعات الزراعة والطاقة والطرق.
صفقات سلاح
الدعم السعودي لم يتوقف عند دعم بعض المشاريع، بل امتد إلى صفقات السلاح، حيث كشف موقع متخصص في الشؤون العسكرية، عن صفقات سرية تبرمها السعودية من أجل تسليح 6 دول افريقية من بينها موريتانيا.
ونشر موقع "إنتليجنس أون لاين"، الاستخباراتي العسكري المتخصص، في أيلول/سبتمبر 2018، تقريرا تحدث عن مفاوضات سرية تجريها السعودية مع فرنسا من أجل إبرام صفقات تسليح تخص 6 دول أفريقية.
ونقل الموقع الاستخباراتي عن مصادر عسكرية سعودية وفرنسية، أن الصفقات تجري وسط متابعة خاصة من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لإبرام صفقات أسلحة لمصلحة 6 دول أفريقية على رأسها موريتانيا.
وأوضح الموقع أن ابن سلمان يتابع عن كثب الاتصالات المتواصلة بين "وكالة العقود الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع السعودية مع المديرية العامة الفرنسية للتسليح".
وسجل أن مبلغ صفقات الأسلحة يتوقع أن تصل إلى أكثر من 30 مليون دولار أمريكي، وقالت المصادر إن تلك الصفقات حصلت على تصديق رسمي من وزارة المالية السعودية.
وقبل قضية اغتيال جمال خاشقجي، كان التقارب الموريتاني من السعودية ظاهرا للعيان في كثير من القضايا الخلافية في المنطقة العربية، ولعل أبرز موضوع خلافي كان حصار قطر، حيث اصطفت موريتانيا مع الموقف الرسمي السعودي، وخرجت عن حياد أغلب البلاد العربية، وخاصة بلدان المغرب العربي.
الرباط ـ عربي21