سخر فريق الاغتيال السعودي كل الإمكانيات اللوجستية لتسهيل مهمته إلا أنه ارتكب خمسة عشر خطأ مكنت السلطات التركية من اكتشاف خطبته وسهلت عليها بناء تصور كامل للقضية منذ الأيام الأولى أول هذه الأخطاء هو حضور أفراد الفريق على شكل مجموعتين دخلتا البلاد بشكل لافت وثانيها هو مغادرتهم لها بشكل فاضح على متن طائرات خاصة ثالث هذه الأخطاء هو أن الفريق غادر البلاد خلال أقل من أربع وعشرين ساعة من الدخول إليها حيث لم يكن بالحسبان على ما يبدو أن خاشقجي سيحضر في الموعد الذي طلب له رابع الأخطاء هو إغفال الفريق لوجود كاميرات المراقبة التركية التي رصدت تحركاته كافة أما خامسها فهو تغييرهم لحجوزاتهم فجأة بعد الانتهاء من العملية مما أثار الريبة والشك الخطأ السادس كانت طريقة مكشوفة لتحركات أفراد الفريق المكلف بالاستطلاع إذ إنهم ابتعدوا عن التمويه واختاروا التحرك بسيارات القنصلية وفي محاولتهم طمس الأدلة ارتكب أفراد الفريق خطأ سابعا حين عطلوا كاميرات القنصلية لكنهم أغفلوا كاميرات الحراسة الموجودة في الخارج التابعة للشرطة التركية التي رصدت دخول جمال ولكنها لم تسجل خروجه قط الخطأ الثامن وقع فيه الفريق بعد تنفيذ العملية حيث استدرك الفريق متأخرا أن خاشقجي لم يصطحب هواتفه معه وهي التي كانوا يسعون للحصول عليها منذ البداية حتى أنهم طالبوا السلطات التركية بتسليمهم إياها وهو ما رفضته أنقرة من أفدح الأخطاء الخطأ التاسع حيث اختار الفريق أشخاصا لا يتمتعون بأي درجة من السرية والتكتم فأعضاؤه كانوا أشخاصا نشيطين في وسائل التواصل الاجتماعي بصورة مكنت حتى ناشطي تلك المواقع من التعرف على هوياتهم بمجرد نشر الصحف التركية صورهم عاشر الأخطاء كان دخول أعضاء الفريق البلاد مستخدمين جوازات سفرهم الحقيقيةمما سهل مهمة السلطات التركية في التحقيقات ومكنها من ربط الجريمة بجهات عليا في المملكة الخطأ الحادي عشر هو ما غاب عن ذهن الفريق من قدرات تركية أمنية واستخباراتية في مكافحة الجرائم فلم يخطر ببالهم على ما يبدو أن السلطات التركية ستتمكن من مراقبة كل تحركاتهم ظنينا أن تحريك عدد كبير من سيارة القنصلية على سبيل المثال في وقت واحد سيشتت الانتباه بينما أثار على العكس انتباه السلطات التركية وسع الفريق مسرح الجريمة واقعا في الخطأ الثاني عشر فكان بيت القنصل أحد أركانه وهو ما وضع المسؤولين السعوديين في مأزق يوم ماطل في السماح لفرق التفتيش بالدخول إليه وشكل لدى الجميع قناعة بأن لديهم ما يخفونه الخطأ الثالث عشر كان حين حاول الفريق تضليل السلطات التركية باستخدام بديل لا يشبه خاشقجي وأهمل البديل ابتداء حذاء خاشقجي حين خرج وهو ما يدل على قناعة بأن هذا الفريق كان أقرب إلى الهواء منه إلا المحترفين الخطأ الرابع عشر كان اختيار المسؤولينالسعوديين لتنفيذ هذه المهمة أشخاصا مقربين من ولي العهد السعودي فماهر عبد العزيز المطرب قائد الفريق هو ضابط مقرب من ولي العهد السعودي وقد رافقه في جولاته الأخيرة إضافة إلى شعار الحرب اللواء في الحرس الملكي وهؤلاء برفقة الطبقي هم من أوكلت إليهم مهمة التخلص من الجثة وفقا للتحقيقات التركية ما صعب المهمة عليها أي السلطات السعودية بعد اعترافها بقتل خاشقجي أن تنفي علم السلطات العليا في المملكة بهذه الجريمة وأن هؤلاء تصرفوا من تلقاء أنفسهم الخطأ الخامس عشر كان أكبر الأخطاء التي ارتكبها الفريق ولعل نقطةالحسم في هذه القضية هي أن فريق الاستطلاع والمنفذين لم يتنبهوا إلى وجود خطيبة خاشقجي وحضورها معه يوم قتله ولو أن السيدة خديجة لم تحضر في ذلك اليوم لم تبلغ السلطات باختفائه لكان لهذه الرواية زاوية أخرى