أشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز صباح اليوم الجمعة في نواكشوط ضمن الفعاليات المخلدة للذكرى 58 لعيد الاستقلال الوطني على تدشين المركز الوطني لأمراض القلب.
واستقبل رئيس الجمهورية لدى وصوله المركز من طرف وزير الصحة البروفسير كان بوبكر ووالي نواكشوط الغربية ورئيسة المجلس الجهوي لولاية نواكشوط وعمدة بلدية تفرغ زينة وحاكم المقاطعة.
وتجول رئيس الجمهورية بعد قطعه الشريط الرمزي ايذانا ببدء تشغيل هذه المنشأة الصحية داخل مختلف أجنحتها حيث تلقى شروحا من القائمين عليها عن نوعية الخدمات الطبية التي تقدمها والإضافة النوعية التي اضافتها لمنظومتنا الصحية.
واوضح وزير الصحة البروفسور كان بوبكر في كلمة بالمناسبة ان انجاز هذا المستشفى الطبي الكبير المتميز بشكله وتصميمه المعماري المطابق للنظم الدولية الحديثة يعد ثمرة لبرنامج بدأ منذ عشر سنوات يضمن التكفل بالمرضي الذين كانت حالتهم الصحية تستدعي عمليات قلب مفتوح .
وأضاف انه تم تحديد أولويات السياسة الوطنية في مجال الصحة بتوجيهات سامية من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وبإشراف من الحكومة من خلال تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتنمية قطاع الصحة، مستعرضا في هذا السياق الإصلاحات المتبعة والتي مكنت من تحسن المؤشرات الصحية .
وأشار إلى ان قطاع الصحة سيعمل في الآجال القريبة على تحسين ظروف عمال الصحة وتقوية قدراتهم التكوينية والمهنية وتعزيز الحكامة في القطاع ومحاربة الأمراض السارية وغير السارية والتي أصبحت معضلة كبيرة في مجال الصحة العمومية بسبب تغير مستوى معيشة السكان إضافة إلى العمل على خفض وفيات الأمهات والأطفال الذي ما زال يشكل أولوية القطاع وتطوير وتدعيم البني التحتية والمنشآت الطبية وتقريب الخدمات الصحية من المواطنين .
وذكر بالشراكة والتعاون المثمرين القائم بين بلادنا والبنك الإسلامي للتنمية والذي ساهم في بناء هذا الصرح الطبي الهام.
ومن جانبه عبر ممثل مجموعة البنك الإسلامي للتنمية السيد وليد عبد العال حمود، عن سعادة مجموعته بالمشاركة في بناء هذه المنشأة الطبية الهامة التي تدخل في إطار استراتيجية البنك في تنمية المشاريع التنموية ذات الأهمية كالصحة والتشغيل.
وأبرز أهمية هذه المنشأة الطبية وما تتوفر عليه من تخصصات ستمكن المواطنين الموريتانيين من الحصول على خدمات طبية جيدة في معالجة أمراض القلب والشرايين.
واستعرض مجالات التعاون بين موريتانيا والبنك الإسلامي للتنمية التي تعود لعقود من الزمن والتي شهدت في الفترة الأخيرة تطورا ملحوظا، مشيرا إلى ماتم تمويله من طرف البنك من مشاريع تنموية لامست عدة مجالات كالطاقة والمياه والصحة والقطاع الخاص.
وبدوره أشاد عمدة بلدية تفرغ زينه السيد الطالب ولد المحجوب بما تحقق من انجازات كانت نتائجها بادية للعيان في مختلف المجالات ،مشيرا إلى ان هذا المركز الذي تم تشييده على أحدث المعايير الدولية يشكل انطلاقة عمله حدثا بارزا لتوفير العلاجات المتعلقة بمختلف أمراض القلب والشرايين التي طالما أرقت المواطنين.
ويتوفر المركز الذي تبلغ سعته مائة سرير على أحدث الأجهزة الطبية في مجال علاج أمراض القلب والشرايين كما يضم جناحا لعمليات القلب بمختلف أنواعها وجناحا للحالات المستعجلة إضافة إلى جناح للاستشارة وآخر للحجز الطبي .
ويتوفر المركز على أحدث جيل من أجهزة الموجات فوق الصوتية للقلب وجهاز للتصوير الطبقي للقلب والشرايين وغرفة قسطرة قلبية على أعلى درجات من الدقة.
ويتكفل المركز ضمن مهامه بتوفير الرعاية للمرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية وضمان الاستقلالية الصحية للبلد في هذه المجالات وتعزيز أنشطة البحوث وتكوين وتدريب الأطباء والمدرسين وتأهيلهم طبقا لتقدم العلوم والمهارات الطبية والجراحية في الاختصاصات السالفة.
وتشكل هذه المنشأة الطبية الممولة بالتعاون بين بلادنا ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية بغلاف مالي قدره 23 مليون دولار نقلة نوعية في مجال علاج أمراض القلب والشرايين في البلد حيث ستحد من التكاليف الباهظة التي كان المواطنون يدفعونها للعلاج في مستشفيات الدول الأجنبية .
وجرى حفل التدشين بحضور الوزير الأول السيد محمد سالم ولد البشير ووزير الدولة المكلف بمهمة برئاسة الجمهورية والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية وعدد من أعضاء الحكومة ومدير ديوان رئيس الجمهورية وبعض القادة العسكريين والامنيين وممثلي الهيئات الدبلوماسية المعتمدين بموريتانيا.
وما