برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تنطلق مساء يوم الخميس 13 ديسمبر فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان المسرح الصحراوي، الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة، بمشاركة خمسة عروض مسرحية عربية وفي حضور العشرات من ممارسي وأكاديميي المسرح.
وقال أحمد بورحيمة، مدير إدارة المسرح بالدائرة ومدير المهرجان، في مؤتمر صحفي، عقد بقصر الثقافة في الشارقة نهار أمس، إن «هذا المهرجان الفريد والمختلف الذي يحظى برعاية سخية من صاحب السمو حاكم الشارقة يعد أهم محطات المسرح الإماراتي، وهو يجسد سعي الشارقة إلى إثراء تجربة المسرح محلياً وعربياً بالأفكار والرؤى والمعالجات الجديدة»، وأضاف: «ينتقل هذا المهرجان إلى الجمهور ويقترح الصحراء كمجال لعروضه وأنشطته، ويرتكز على ما تكتنزه مجتمعات الصحراء في الجغرافية العربية من حكايات ثرية وفنون أداء مبدعة». واستعرض بورحيمة مسار المهرجان منذ بدايته، مشيراً إلى أن العروض التي تتم استضافتها ليست مجرد عروض مسرحية؛ إذ يمكن رؤيتها كـ «احتفالات فنية ولقاءات اجتماعية متنوعة يتعرف الجمهور من خلالها على خصائص وتاريخ ثقافات البلدان التي جاءت منها العروض».
وفي إطار رهان المهرجان على جمهوره، أشار بورحيمة إلى أنهم عمدوا إلى إنشاء خيم فندقية مجاورة لموقع العروض، وهي تتوافر على كافة مستلزمات الراحة ومتاحة لإقامة الجمهور مجاناً، حتى يتسنى له أن يتعرف إلى تفاصيل البروفات والتحضيرات التي تقيمها الفرق المشاركة لصناعة عروضها وتجويدها قبل تقديمها.
وذكر منسق المهرجان صالح الطنيجي في كلمته، أن لجنة فنية أشرفت على تصميم موقع المهرجان في منطقة الكهيف على طريق مليحة، بحيث يناظر بنائياً القرية الصحراوية، كما تم تجهيزه بكل المستلزمات التقنية الخاصة بالجوانب السمعية والبصرية للعروض المشاركة، إضافة للندوات والأنشطة الأخرى المصاحبة.
وتحدثت مريم المعيني عن برنامج العروض، مشيرة إلى أن ليلة افتتاح المهرجان المكرس للاحتفاء بالثقافة الصحراوية ستشهد تقديم المسرحية الإماراتية «الفزعة» من تأليف سلطان النيادي، وإخراج محمد العامري، وهي من إنجاز مسرح الشارقة الوطني بمشاركة نخبة من أبرز فناني المسرح المحليين، ومنهم أحمد الجسمي، وإبراهيم سالم، ومرعي الحليان، وحميد سمبيج، وعبد الله مسعود.
وفي اليوم التالي من المهرجان الذي يمزج بين فن المسرح وأشكال التعبير والأداء التي طورتها المجتمعات الصحراوية، يشاهد الجمهور مسرحية «عنترة» من إعداد وإخراج الفنان المصري جمال ياقوت ـ فرقة كريشن قروب، من مدينة الإسكندرية.
ومن موريتانيا، تحضر فرقة جمعية المسرحيين في نواكشوط بمسرحية «فتيان الفريك» التي ستقدم في الليلة الثالثة، وهي من إعداد محمد آدمو وسُلي عبد الرحمن، وإخراج الأخير.
وفي الليلة الرابعة للمهرجان يشهد الجمهور المسرحية التونسية «خضراء» من تأليف حاتم الغرياني، وإخراج حافظ خليفة (فرقة فن الضفتين)، ويختتم برنامج عروض المهرجان بالمسرحية العمانية «الهيم» من تأليف محمد سيف الرحبي وإخراج أحمد سالم البلوشي (فرقة الصحوة المسرحية).
وذكرت سارة محكوم أن المهرجان سينظم مسامرات نقدية يومية تسلط الضوء على الجوانب الفنية للعروض المشاركة وتحاور حلولها وأساليبها ورؤاها الفكرية.
وثمة مسامرة فكرية في إطار الفعاليات المصاحبة تحت عنوان «المسرح الصحراوي بين الأصالة والمعاصرة»، بمشاركة باحثين من الإمارات وسوريا ولبنان والمغرب والجزائر والأردن وموريتانيا.
ويقرأ المهرجان تجربته عبر حلقة نقاشية تستضيف ثلة من المخرجين والممارسين الذين سبق أن شاركوا بتقديم عروض في الدورات السابقة، حيث سيتكلم كل واحد منهم عما خلفته مشاركته من أثر على مساره الفني.
ودعت إدارة المهرجان الذي يختتم مساء (17 ديسمبر) العديد من الوجوه الفنية الخليجية والعربية لمشاركتها احتفالها بالسنة الرابعة للتظاهرة التي تستمد خصوصيتها وفرادتها من رهانها على الصحراء فضاء ومجتمعاً ورؤية لعروضها وأنشطتها المصاحبة، ومنهم خالد أمين (الكويت)، وعبد الله يوسف، وأحلام محمد وأنور أحمد (البحرين)، بشير غنيم (السعودية)، وعصام الزدجالي، ويوسف البلوشي وخالد الشنفري (سلطنة عمان)، شاذلي فرح، ولمياء أنور، وهادية عبد الفتاح، وباسم عادل (مصر)، مكرم السنهوري (تونس)، سفيان عطية (الجزائر)، لحسن المراني علوي (المغرب)، علاء الأوجلي وعبد الفتاح الفقيه (ليبيا)، علي العبادي وأطياف رشيد (العراق).
عصام أبو القاسم (الشارقة)