إصرار متواصل تبديه جنوب إفريقيا على معاكسة المصالح المغربية داخل المنتظم الدولي، حيث "جددت دعمها لجبهة البوليساريو، ضاربة موعدا للدبلوماسية المغربية داخل أروقة مجلس الأمن خلال شهر يناير المقبل، بعد إعلانها دعمها للجبهة طيلة فترة عضويتها داخل مجلس الأمن".
الخارجية الجنوب إفريقية أصدرت بيانا أشارت فيه إلى "مساندتها للبوليساريو، وترحيبها بالمفاوضات الرباعية التي احتضنتها جنيف"، داعية الأطراف إلى "إظهار إرادة تساعد على بناء مناخ الحوار"، وزادت: "قرار العودة إلى طاولة المفاوضات خلال الربع الأول من السنة المقبلة إيجابي".
وأضافت الخارجية، في بيان لها، أن "جنوب إفريقيا مرتاحة لتمكن أطراف الصراع من اللقاء، وتتمنى أن يتم التوصل إلى حل عادل ومقبول من كلا الطرفين، بما يضمن تقرير مصير شعب الصحراء الغربية"، على حد تعبير المصدر، الذي احتفظ بمصطلحات ومفاهيم منحازة إلى الطرح الانفصالي.
وفي هذا السياق، يرى كريم عايش، الباحث في العلوم السياسية، أنه "يبدو أن العالم خال من المشاكل والحروب حتى تجعل وزيرة الخارجية الجنوب الإفريقية من تقرير شعب جبهة البوليساريو الوهمي حصان معركتها المقبلة مع دخول بلادها كعضو غير دائم لمجلس الأمن سنة 2019 – 2020".
وأضاف عايش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "هذا يحصل على الرغم من جهود الدبلوماسية المغربية من أجل تطبيع العلاقات مع هذا البلد، عبر لقاء قائدي البلدين العاهل المغربي والرئيس جاكوب زوما، قصد إعادة بناء الثقة ومنح البلدين فرصة أكبر ومتنفس حقيقي يمكن من تجاوز الحقد الغير مبرر لجنوب إفريقيا على الوحدة الترابية".
وأوضح، عضو مركز الرباط للدراسات الإستراتيجية، أن "جنوب إفريقيا تركت كل الصراعات الإفريقية المجاورة لها، ومشاكل الملاحة في الجنوب الغربي للمحيط الهندي في إطار صراع الصين والهند على الفضاءات البحرية، وكذا انتشار القواعد والجزر الصينية الاصطناعية، وملف الفساد الذي ينخر مؤسسة الرئاسة وتصفية آثار العنصرية وتوالي هجمات المجموعات الإرهابية، لتلتفت في تحرك نحو تندوف بتوافق تام مع المصالح الجزائرية، والتي تشكل معها حلفا يقسم القارة".
وأردف عايش أن "ما يحدث يبين ضعف المقاربة الدبلوماسية المغربية في احتواء هذا العداء، ويحتم التشاور مع بقية الأعضاء الدائمين وغير الدائمين بمجلس الأمن لتقزيم دور جنوب إفريقيا ووضعها في مكانها الصحيح، وضبط عقارب ساعة مجلس على زمن المبعوث الأممي الشخصي، وتذكير هذا البلد بضرورة الرقي بممارسته السياسية والدبلوماسية إلى مستوى مقبول عوض الأدبيات البائدة والمفاهيم المغلوطة".
.hespress.com