تلقت الجماهير الموريتانية صدمة كبيرة في مستوى الأندية المحلية، بعد وداع نواذيبو ونواكشوط كينج المنافسات القارية، سواء دوري أبطال أفريقيا أو كأس الكونفيدرالية.
وودعت أندية موريتانيا البطولات الأفريقية بشكل مفاجئ من الأدواء التمهيدية، بالرغم من تدني مستوى الخصوم هذه المرة، مقارنة بالمواسم الماضية، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام، خصوصا مع تطور كرة القدم على صعيد المنتخبات والدوري المحلي.
وكان الشارع الموريتاني يتوقع بشكل خاص وصول نواذيبو لدور المجموعات بدور الأبطال على الأقل، بعد الاستعدادات المكثفة التي أجراها مؤخرا والصفقات التي أبرمها.
كما توقع بلوغ نواكشوط كينج للدور الثاني، بعد أن أوقعته القرعة امام بطل كأس غينيا كوناكري المتواضع وجنبته مواجهة الكبار، إلا أن النتائج جاءت صادمة للجميع.
وداع مفاجئ
ودع نواذيبو بطل الدوري الموريتاني، دوري أبطال أفريقيا من الدور التمهيدي، بعد هزيمته المفاجئة على ملعب شيخا بيديا بنواكشوط، أمام ضيفه اسكو كارا التوجولي، بهدف دون رد في لقاء الإياب.
وانتهت مباراة الذهاب بين الفريقين في العاصمة التوجولية لومي بالتعادل (1-1)، لكن الضيوف خطفوا الانتصار وبطاقة التأهل خارج الديار في مواجهة الإياب بنواكشوط.
وقبل ذلك بساعات خرج كينج نواكشوط بطل الكأس من بطولة الكونفيدرالية الإفريقية على يد أشانتي جولدن بويز الغيني، بالرغم من فوزه في موريتانيا (1-0)، لكنه كان قد خسر ذهابا في غينيا كوناكري (0-2)، ليودع البطولة بسيناريو مؤلم.
تأخر الإعداد
يتصدر أسباب خروج الأندية الموريتانية مبكرا من المنافسات القارية، تأخرها في بداية التحضير وتأخر التعاقدات مع صفقات جددة.
وتأخرت أندية موريتانيا في إنجاز الصفقات، حتى موعد إجراء قرعة البطولة الإفريقية، بالرغم من كون الموسم الموريتاني انتهى في منصف يوليو/تموز الماضي، وعرف من سيمثل البلاد في المسابقات القارية وهو وقت كاف للتحضير الجيد قبل التعرف على الخصوم.
واعتذر نواذيبو عن عدم المشاركة في بطولة ودية لبعض الأندية الأبطال بغرب أفريقيا، وكان ذلك من شأنه مساعدته في التحضير بشكل أفضل.
كما تأخر انتداب المدرب الجديد لنواذيبو، حتى اضطر الفريق للاستعانة بالمدرب المساعد للمنتخب الموريتاني قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة، فضلا عن عدم إقامة مباريات ودية كافية قبل الدخول في البطولة.
وكذلك لم يستفد كينج نواكشوط من تجربة كونكورد الموسم الماضي في التحضير، حيث نظم بطولة ودية ضمت 4 فرق محلية وأجنبية، وكان لها دور إيجابي في بلوغه الدور الثاني للكونفيدرالية على حساب بطل كأس توجو بريمونتادا تاريخية (4-0)، بعد الخسارة ذهابا (3-0).
شبهة تهاون
مما لا شك فيه أن نواذيبو يمتلك ترسانة من النجوم البارزين في المنتخب الموريتاني، وعناصر لها خبرة كبيرة في مقارعة المنتخبات الإفريقية والعربية، لأن النجوم أمثال مولاي بسام ويحيى دلاهي ومحسن بودا ونوح محمد العبد إلى جانب الحارس المالي إدريسا كوياتي، قادرون على التصدي لأي فريق من المنافسين في الأدوار التمهيدية لبطولة الكاف.
كما أن نواكشوط كينج، ضم قبل البطولة عددا من الأسماء المميزة في مختلف المراكز، وردد لاعبوه أنهم سوف يبلغون الدور الثاني حتى بعد الهزيمة في كوناكري، لكن هناك شبهة تهاون من الفريق خلال المباريات، تسبب في ضياع تذكرة التأهل للدور الثاني.
العامل الأخير، يتمثل في عدم اهتمام أندية موريتانيا بمستوى أندية غرب أفريقيا وتركيزها بشكل خاص على مقارعة أندية شمال القارة، التي كانت في المواسم الماضية السبب الأول لإقصائها من البطولات القارية.