تناقلت منابر صحافية موريتانية خبر اختطاف عناصر من جبهة البوليساريو لمحمد ولد لفظيل، ابن عمدة بلدية افديرك في ولاية تيرس الزمور الموريتانية، كما تطابقت رواياتها حول أن عائلة الشاب المختطف نفذت عملية بحث واسعة، تزامنا مع إبلاغ السلطات لتكثيف البحث عن ابن العمدة في أقصى الشمال الموريتاني.
وحسب المصادر ذاتها، تأكد للأمن الموريتاني أن عملية الاختطاف وراءها عناصر من الجبهة الانفصالية، إذ على طريقة العصابات، طالبت والد المختطف بدفع فدية تصل إلى 12 مليون.
طريق سيار للجريمة
وتعليقا على ذلك كتب المحلل السياسي محمد بودن تدوينة، قال فيها إن تسلل عناصر من البوليساريو إلى التراب الموريتاني، واختطاف نجل عمدة، يحمل ثلاث تنبيهات، أحدها موجه إلى الأمم المتحدة والمجموعة الدولية بشأن خطورة المعاملات التي تقوم بها مليشيات البوليساريو في المنطقة خاصة تهريب المساعدات الإنسانية الدولية لمخيمات تندوف نحو سوق الزويرات، وقد يحمل معبر “تندوف شوم”، يضيف المحلل، وجها قبيحا في المستقبل ويصبح بمثابة طريقٍ سيار للتهريب والجريمة المنظمة بما يُسهل عمل المليشيات وتزودها بالوقود والموارد عبر فرض واقع الإختطاف مقابل الفدية.
موريتانيا تدفع الثمن
وعن التنبيه الثاني قال المحلل السياسي، إنه موجه إلى الشعب الموريتاني، خاصة سكان ولاية تيرس الزمور شمال موريتانيا، للتعامل بحذر مع سردية الترابط القبلي التي تستعملها عناصر البوليساريو كمطية للقيام بأعمال لا يقررها القانون فوق التراب الموريتاني.
وعن الأخطاء الديبلوماسية التي يحصد عواقبها النظام الموريتاني، حسب المحلل ذاته، تعامله مع جبهة انفصالية وكأنها دولة، وهو أمر مطبوع بالمغامرة طالما أن الجبهة لن تتقاسم مع موريتانيا انشغالات السلم والأمن في منطقة الساحل والصحراء.